موضوع: رعب في عيادة طبيب الأسنان الأحد أغسطس 17, 2008 9:26 am
رعب في عيادة طبيب الاسنان
د. علـــي دنــون - احضر طفله الى عيادتي ،أجلسه بقوة على الكرسي، اقتربت منه ولاطفته ثم سألته ما وجعك! أجاب الاب: ضرسه يؤلمه . فقلت له بان يشير لي على مكان الالم اخبرني الاب: فوق على الشمال. سألته مرة اخرى ما شكواك: لم يجب ورمقه والده بنظرة وقال له: أجب ..! قال الطفل: أنا طبتُ لا شيء يوجعني. وهنا تبدأ المعركة يمسك الاب بقميص ابنه يشده بقوة ويقول له: انا مش فاضي .. فهمت. افتح فمك و الا..ويبدأ الطفل بالبكاء والصراخ، فقال الاب: بسيطة يا دكتور دعني احاول معه و يقترب منه ويصفعه بقوة على وجهه. قلت للاب : توقف وانا سوف اقنعه، لم يكترث كثيرا لكلامي وواصل عدوانه على الطفل، شعرت بحزن وشفقة على هذا المسكين الضعيف وحاولت ان افهمه بان هذا لا يجدي نفعا وان نجح هذا الاسلوب فسوف يترك انطباعا سيئا لدى الطفل ويؤثر على شخصيته، ولم يكترث الاب ، فلزمت الصمت خوفا من ان القى نفس المصير.
هذه ليست قصة من محض خيالي ولكنها حدثت معي، ارتأيت ان ابدأ بهذه القصة لانني اشفق على اطفالنا مما يواجهونه من ضرب، وممارسات خاطئة ومفاهيم اكتسبوها من خلال سماعهم وزياراتهم لعيادة طبيب الاسنان. ضرب الطفل من وجهة نظر بعض الاباء هو من مصلحته لانه في الغاية سوف يحصل على العلاج (العضوي) المناسب لحالته. وهذا غير صحيح على الاطلاق لان الضرب يؤذي نفسية هذا الطفل ويجعله ضعيف الشخصية ومهزوز الثقة بنفسه وبالاشخاص المحيطين به. والسبب بسيط لانه تعرض للضرب في عيادة الطبيب فاصبح الضرب مقرونا بشخص الطبيب ولولاه لما ضرب، وقد يصدف بان الطفل يبدأ بالصراخ اذا مر من امام عيادة هذا الشخص البغيض او حتى سماع اسمه. وحتى نتعرف على كيفية التعامل مع الاطفال يجب علينا معرفة انماط وسلوكيات الاطفال و لكل مجموعة منهم طريقة علمية وعملية في التعامل.
انواع الاطفال
1- الخجول: هذا النوع معظم اختلاطه غالبا في محيط الاسرة ولا توجد له أي صداقات ويميل الى الهدوء، والخجل والخوف. وذلك بسبب سيطرة الابوين لانه طفلهما الوحيد وهو ذو شخصية غير مستقرة نفسيا وعاطفيا، ودائم الاختباء خلف امه او النظر الى الارض عندما يتحدث اليه شخص غريب وبطبيعة الحال يكون متعاونا عند طبيب الاسنان. 2- المدلل: هذا النوع هو نتاج دلال الابوين ويتصف بالتذمر والرفس بالارجل والنوم على الارض حتى يقنع والده باخراجه من عيادة الاسنان، و اذا خرج الاب وتركه وحيدا مع الطبيب فانه يصبح هادئا ومتعاونا. 3- العنيد: وهذا النوع من الاطفال عادة ما يتعرض لخوف مبالغ فيه من قبل الاهل لدرجة انه يصبح كثير الطلبات ومتسلطا، ويمكن التعرف عليه بسهولة من خلال عبارته المفضلة (لن افتح فمي). وهو غير متعاون وقد يضطر الطبيب للتعامل معه بحزم. 4- الخائف: يمكن التغلب على الخوف من خلال تحفيز الثقة بالنفس لديه، وهو طفل ذو خيال واسع. وكذلك يمكن السيطرة عليه من خلال الابتسامة في وجهه من قبل الطبيب وامتداحه ما يعزز الثقة لديه بالآخرين وبنفسه وهو يشكل التحدي الاكبر للطبيب. 5- المعاق: من اصعب الحالات التي تواجه طبيب الاسنان لانه كثير الحركة ولا يمكن السيطرة على افعاله.
لماذا يخاف الطفل من عيادة الاسنان والطبيب؟.
يبدي الطفل في عيادة الاسنان اربعة انواع من ردود الفعل الخوف، القلق، المقاومة والخجل، وترجع ردود الافعال هذه الى اسباب كثيرة ومعقدة نسبياً، كالوراثة والبيئة والنمو الجسمي في تصرف الطفل وفلسفة الاهل في تربية ابنائهم وهذه الامور تتداخل في تحديد اسلوب التعامل الذي يجب ان يتبعه الطبيب. ويجب ان يعلم الاهل ان طب الاسنان هو الوحيد الذي يستطيع تحديد نوع المعاملة التي يجب ان يعامل بها هذا الطفل لتهيئته لتقبل العلاج. فلا يمكن الحكم اطلاقاً بأن الطبيب هو المسبب لهذا الخوف، وتتكون فوبيا الخوف لدى الطفل من خلال الاهل، والام على وجه الخصوص، فبعض الامهات يهددن اطفالهن بطبيب الاسنان، فهي تهدد طفلها اذا لم يهدأ ويستمع لها بأن تأخذه للطبيب لكي يحقنه بالابرة ويقلع ضرسه، وهنا تتكون اول الافكار المرعبة عن طبيب الاسنان،وكذلك من خلال الزملاء في المدرسة او الجيران، حيث يتبادلون الاحاديث عن زياراتهم لطبيب الاسنان وماذا حدث معهم عندما استخدم آلة الحفر وصوتها المزعج حيث يتعزز الخوف.
يمكن السيطرة على سلوك الطفل ومعالجته في عيادة الاسنان..
فالالوان والانارة مهمة جداً في نجاح العلاج وذلك لأنها تعطي نوعاً من الراحة النفسية اذا اختيرت بعناية.. كما انها تخلق جواً من الابتهاج سواء للمرضى والعاملين وتساعد على تخفيف التوتر. اما بالنسبة للعيادة فينصح بأن يكون الكرسي بسيطاً بالوان وعلى اشكال محببة للاطفال ''كسيارة اوطائرة'' وتكون داخل الغرفة ملصقات كرتونية. مثل ميكي ماوس مثلا. كما يجب مراعاة الالات الموضوعة امام الطفل فلا تكون حادة، واذا اضطر الطبيب فعليه ان يشرح للطفل عن كل اداة وعملها ببساطة ويسر دون اخافته. اما اول زيارة فهي الأهم في حياة الطفل لعيادة الاسنان وهي التي سوف تحدد بعد ذلك اما ان يذهب أم لا وانصح الاهل بأن يأتوا باطفالهم الى طبيب الاسنان كزيارة فقط من دون ان يكون هناك أي اجراء طبي سني، حتى يأخذ الطفل انطباعاً حسناً وتتكون صداقة بينه وبين الطبيب.
وقت الزيارة
يفضل بان تكون في الصباح الباكر، فيكون الطفل خلال هذه الفترة نشيطا كما لا ينصح بان ينتظر في صالة الانتظار طويلا لانه ربما يسمع بعض الشكاوى من الاخرين عن ألم الاسنان وما الى ذلك. وان لا تكون الزيارة للطبيب طويلة فلا تتجاوز 30 دقيقة. 5) تحية الطفل ومداعبته من قبل الممرضة والطبيب خاصة، عامل مهم ينبغي ان لا يغيب عن اذهاننا.
انصح الاباء بما يلي:
عدم رشوة الطفل فذلك ليس من مصلحته و زيارة الطبيب بشكل روتيني و الابتعاد عن العنف مع الاطفال. وطمئنة الطفل بان الطبيب هو صديق يقوم باصلاح الاسنان حتى تبدو بمظهر جيد وجميل.. وينصح باستخدام الغاز الضاحك edixO snortiN داخل العيادات السنية. وأخيرا: يجب المعرفة بان الشخص الوحيد المؤهل للتعامل مع الاطفال هو طبيب الاسنان وهو مدرب على الظروف الصحيحة العلمية داخل العيادة للتعامل مع الاطفال.. وليس حسب مزاجه الشخصي، كما يعتقد البعض فالمطلوب من الاهل تسهيل عمل الطبيب لما فيه مصلحته. وهناك ايضا اطباء اختصاص (طب اسنان الاطفال) ومراكز مجهزة باحدث الاجهزة وهدفهم علاج الطفل دون ان يتركوا أي اثار نفسية سيئة ودون أي ألم
الأحد أغسطس 17, 2008 9:26 am