موضوع: من ينقذ البيوت التراثية في قرية السلع ؟ الثلاثاء يوليو 03, 2012 6:58 pm
من ينقذ البيوت التراثية في قرية السلع ؟
قرية السلع جنوبي الطفيلة (الرأي)
الطفيلة - أنس العمريين - عبر مواطنون في محافظة الطفيلة عن استيائهم من إهمال البيوت التراثية القديمة في منطقة قلعة وقرية السلع التاريخية(13) كيلو مترا جنوبي مدينة الطفيلة والتي تمثل كنزا لا يقل أهمية عن الآثار النبطية فيها، وسط مطالب ترميمها لإعطاء صورة جمالية عن المنطقة لاحتواء قلعتها المسلة البابلية الرابعة في العالم والتي تحولت قريتها إلى خرابات ومكب للنفايات. واضاف مواطنون ان البيوت المنتشرة في قرية السلع أصبحت مكاره صحية ومصدرا للروائح الكريهة لاسيما بعد أن اصبحت خرابات مهجورة، في الوقت الذي لم تتقدم أي من الجهات ذات الاهتمام بالسياحة والآثار لمد يد العون لإعادة ترميمها على غرار ترميم البيوت التراثية في منطقة محمية ضانا والطفيلة . واكد المواطن عبدالله محمد ان البيوت التراثية تتعرض للإهمال رغم ما تتميز به من فن معماري دمجت فيه فنون العمارة الإسلامية والنبطية، واضاف ان جميع الحجارة المبنية منها هذه البيوت تم جلبها من المنطقة الأثرية ، مستهجنا إهمالها وتركها رغم امكانية الاستفادة من حجارتها بإعادة ترميم القرية الأثرية. وقال المهندس المعماري احمد فايز ، أن الاهمال طال معظم البيوت في القرية بالرغم من ان بيوتها تحمل طرازا معماريا فريدا و ان ذلك يعود لعدم الوعي بقيمة البيوت التراثية التي تشكل جزاء لا يتجزأ من ذاكرتنا الحضارية. وطالب محمد القطامين وزارة السياحة والآثار تحويل هذه البيوت الى متاحف للتراث الشعبي لا سيما وأنها تحوي القناطر والمصاطب، ويمكن الاستفادة منها من خلال استخدامها في تصوير المسلسلات الاجتماعية بحيث يتم من خلال هذه البيوت تجسيد حياة الفلاحين والبدو في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر واوائل القرن العشرين، مشيرا الى ان مسلسل « الطريق الى كابل « والذي منع من العرض تم تصويره في قرية السلع التاريخية . وتمنى احمد عبدالله على الجهات المعنية ان تبادر لإجراء دراسة معمقة عن هذه البيوت ، منبها الى ان بعض أصحاب البيوت بدأوا يبيعون حجارة بيوتهم الى أصحاب المحاجر من اجل الانتفاع بأثمانها. من جانبه، اكد رئيس قسم المشاريع في وزارة السياحة والأثار ايمن ابو خروب، أهمية البيوت التراثية في منطقة قرية وقلعة السلع كونها تشكل ارثا حضاريا كبيرا ينبغي المحافظة عليه، مشيرا الى ان وزارة السياحة قامت قبل عدة سنوات بأعادة ترميم مركز زوار قلعة السلع، وحاليا طرحت الوزارة عطاء لأعادة ترميم البيوت القديمة في القرية على عدة مراحل، والتواصل مع المجتمع المحلي لأستغلال بيوتهم التراثية في عمليات الترميم وأعادة التأهيل للقرية لتعود بالمنفعة على أهالي المنطقة. وتعد قلعة السلع التاريخية جوهرة اثرية عربية خلفتها حضارة الأنباط العريقة على حافة صخرية مطلة على هضاب شامخة ذات موقع متفرد، وجمال طبيعي أخاذ. وقلعة السلع نتاج حضارة عربية امتدت إلى (1200) عام قبل الميلاد، وتحتوي على قصور وكهوف ونماذج من الفن والنحت والعمارة وأنظمة مذهلة للري وأبراج للمراقبة بارتفاع يقارب اربعمئة متر عن سطح البحر، وبمساحة تزيد على مئة دونم مربع ويوصل إليها طريق واحد، صاعد على هيئة درج متعرج. ولفتت دراسات أثرية إلى ان المسلة البابلية التي تحتضنها قلعة السلع والتي تعد الأولى من نوعها في الأردن والرابعة في العالم حسب الدراسات الأثرية والتي تعود للفترة الزمنية ما بين عامي (555 - 930 ق م) على شكل نحت لملك بابلي يحمل في يديه الصولجان، إذ نحتت المسلة على صخرة فوق مرتفع شاهق، على الواجهة الجنوبية الشرقية من القلعة، سويت بإبعاد مساحتها ستة أمتار مربعة، إلى جانبها ثلاثة رموز دينية، وكتابات تعود إلى عصر ما بين النهرين.