البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: ثقافة الشكر .. في مجتمع اعتاد على التذمر الأربعاء أبريل 25, 2012 8:11 am | |
|
ثقافة الشكر.. في مجتمع اعتاد على التذمر
صدام الخوالده - « لئن شكرتم لازيدنكم « صدق الله العظيم « وفي الهدي النبوي الشريف « من لا يشكر الناس لا يشكر الله « بالنظر لما تقدم وما تدعو اليه هذه الاية الكريمة والحديث الشريف الى اهمية الشكر وجعله سببا في زيادة الرزق ، الا اننا بتنا نلحظ هذه الحالة من الشكوى الدائمة والتذمر من كل شيء وما يعنيه من تحول نفسي لدى المجتمع باكملة ليصبح على استعداد دائم للشكوى بدلا من الحالة الصحية وهي الشكر امتثالا لامر الله بالشكر على النعم التي لا تعد ولا تحصى. ويوكد الدكتور محمد الرشدان استاذ علم النفس ان حالة الشكوى باتت مشاهدة وبشكل يومي بل وفي كل ساعة او دقيقة قد تجد من يلهث بالشكوى امام كل من يحدثه او يلتقيه او يشاهده وكأن حالة الشكوى اضحت الحالة الطبيعية في المجتمع او انها عادة يمارسها ابناء المجتمع دونما ادنى خجل من النفس حيث تعودنا او سمعنا ممن قبلنا ان الشكوى امام الناس هي عبارة عن درجة من درجات المهانة والدناءة في النفس حيث قيل في المثل الشعبي « الشكوى لغير الله مذلة « وفي تفسير هذه الحالة من الشكوى الدائمة من كل شيء ومن غير حاجة يتابع د. الراشدان القول الى ان هذا الامر مرتبط بعدم ثقة الشاكي بانه قد يحصل على ادنى حق من حقوقه اذا لم يظهر شكواه امام الملأ معلنا نفسه مثلا في الشكاية والتذمر وقد يصل به الامر الى اظهار الضعف والوهن في نفسه امام من يشكو له من ابناء جلدته «فمن يشكو قلة الحذاء فليتذكر من هو بلا قدمين «. وبالنظر الى ما تقدم يضيف د. الراشدان الى ان حالة الشكوى باتت لا تشكل حالات فردية ربما تمر بها في الايام القليلة اثناء مسيرتك اليومية مع انباء مجتمعك سواء في الحي او مكان العمل او الدراسة .. بل ان الامر تحول الى حالة جماعية من الشكوى والشكوى الدائمة من كل شيء وكأن في هذه الحياة لا شيء يستحق الثناء او المدح وابسطها ان يقول الانسان «الحمد لله» وما تحوية من معاني عظيمة في الثناء على نعم الخالق جلا وعلا، فالانسان لا يشعر بقيمة أي نعمة ينعم بها ولو كانت ابسط ما يكون الا عندما يفقدها لو ثانية واحدة كنعمة العيش في الوطن بسلام وامان و ما يتوافر فيه من نعم كثيرة لا يشعر بها الا من يسافر ويجول في الاوطان الاخرى واقربها مثالا من يجاورنا منها ولكن الامر بدا وكانه يسير بالعكس. ابو احمد سائق التكسي ذو الخمسين ربيعا والذي ما ان سالته عن احواله واذا به يرسل سيلا من الشكوى من كل شيء من الحال ،من الناس ،من المجتمع ، من المؤسسات، من الاصدقاء، من العائلة، من الاقارب ولحقت به ان امتدت شكواه الى الزوجه ولا ادري ان كانت شكواه ستطال الابناء والبنات لولا ان مشواري معه قد انتهى وصولا الى المكان المراد حيث ترجلت من سيارته وانا احدث نفسي بما سمعت من هذا الرجل الذي اظنه متضايق من امر ما وها هو يكيل الشكوى من كل شيء متناسيا فضل الله عليه. اما معاذ طالب السنة الثالثة في الجامعة والذي لم يدع شيء قبيح الا وكاله لجامعته لمجرد انه لم يوفق في احدى المواد نظرا لتقصير شخصي منه في دراسته حيث ابدى شكواه من اسلوب التدريس واساتذة الجامعة ، حتى طال الامر شكل الجامعة وعدم نظافتها وكأنه لم يبق شيء في جامعته يستحق الشكر، وتناسى انه قطع ثلاث سنوات دراسية ولم يكن يشكو حينها وكاننا وصلنا الى مرحلة نسينا اوتناسينا كل الايجابيات لمجرد سلبية واحدة قد تعترض مسيرتنا اليومية فيكل تفاصيلها. ويقول الشيخ فراس الفريج امام مسجد عمر بن الخطاب في المفرق ان موضوع الثناء والشكر من الامور التي يؤكد عليها ديننا الحنيف في اكثر من موضع حيث جاءت الاية الكريمة « لئن شكرتم لازيدنكم « وما فيها من تصريح واضح في ان الشكر وديمومة الحمد والثناء لله عز وجل هو سبب في الرزق بل والزيادة فذلك اقرار من الانسان بالنعم التي انعم الله بها عليه وما تضمنته الايات الكريمة ايضا من الاشارة الى دعوة الانسان الى التفكر الدائم في نعم الله عليه الظاهرة والباطنة والتي لا تعد ولاتحصى. ويضيف الشيخ فريج ان حالة الشكر لا تكون بين العبد وربه فقط بل مع الناس من اجل ان يدوم المعروف بينهم والمساعدة لمن يحتاجها وصولا الى مجتمع متكافل ومتحاب يقدر كل من فيه خدمة الاخر له ويشكره عليه ولعلنا قد نقيم العديد من صلوات الاستسقاء لدى انقطاع المطر وعندما يغيثنا الله بنعمة المطر يتوقف الكثير منا عن الشكر.
| |
|