البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: أغنياء بالقمامة عن المال الثلاثاء فبراير 28, 2012 6:14 pm | |
|
اغنياء بالقمامة عن المال
لو اليورو أصبح بلا قيمة فإن هناك شخصا لن يتضرر بذلك على الإطلاق، إنه الشاب الألماني رافائيل فيلمر، البالغ من العمر 28 عاما الذي يقضي يومه دون اللجوء للمال. لم تؤثر الأزمة المالية التي هزت العالم قبل سنوات قليلة على فيلمر بأي شكل من الأشكال رغم أنها ألجأت الكثيرين للتقشف الشديد. ويوجه فيلمر الذي يعيش في مدينة كلاينماخنوف بالقرب من برلين نصيحة لكل من يسعى لتحقيق نظام عالمي أكثر استقرارا قائلا:»علينا أن نستغني عن المال تماما». يعتبر فيلمر زعيم حركة «حياة بلا مال» والتي تزداد شهرتها يوما بعد يوم ويعيش أتباعها على ما يعرف بالحاويات حيث يلتقطون ما حوته هذه الصناديق من بقايا الطعام خاصة في قمامة محلات الأطعمة العضوية. أسس أعضاء هذه الحركة منتديات إلكترونية على الإنترنت يروجون فيها للأساليب الصحيحة للعيش بهذا الأسلوب ويتبادلون الخبرات بشأن المخاطر الصحية التي تحف الحياة على قمامة المحلات، بل إنهم يعرضون في هذه المنتديات وصفات طبية لا تكلف نقودا. كان من بين ما التقطه فيلمر خلال آخر جولاته بين هذه القمامة خضروات وزبادي والجبن النباتي «توفو». يعتبر نبش قمامة الآخرين محظورا من الناحية القانونية في ألمانيا ولكن فيلمر يعتبره «إنقاذا» ويقول إنه يأخذ أغذية يعتبرها الآخرون فاسدة ويعدونها للتخلص منها ويطعم بها نفسه وصديقته وابنته البالغة من العمر خمسة أشهر. ويوضح فيلمر مبديا علبة قهوة تباع عادة بسعر مرتفع:»هذه مثلا علبة قهوة انتهت صلاحيتها قبل أيام قليلة، هذه صفعة في وجه البشر الذين تعبوا في سبيلها أياما». وتعتبر حركة «حياة بلا مال» متقدمة على حركة «احتلوا» العالمية بخطوة حيث لا تنصب خياما أمام البنوك لمجرد الاحتجاج على النظام الرأسمالي، بل تقاطع هذه المصارف من خلال عدم توفير «الوقود» الذي يعمل به هذا النظام، ألا وهو المال. ومن يعرف فيلمر يدرك أنه ليس مضطرا للعيش على ما تجود به القمامة، فهو من أسرة أكاديمية بحي تسيلين دورف الشهير في برلين والذي يعيش فيه أبناء الطبقة المتوسطة، فوالده مهندس وأمه طبيبة نفسية، أما فيلمر نفسه فأتم دراسته الأوروبية في لاهاي. غير أن منتقدي أسلوب فيلمر في الحياة يعتبرونه «طفيليا» وذلك رغم أن فيلمر نفسه لا يريد من وراء ذلك سوى إنقاذ العالم «فالأمر يتعلق بموارد هذه الأرض إجمالا» ويعني بذلك الماء والطاقة والهواء النقي. ولكن بقي أن نشير إلى أن فيلمر لم يستغن تماما عن الدولة الاشتراكية الألمانية، حيث قام بتأمين أسرته صحيا خوفا على حياة ابنته ألما لوسيا، وتسدد مصاريف التأمين من قبل صندوق رعاية الأطفال التابع للدولة وذلك حسبما أوضح فيلمر نفسه مبررا ذلك بقوله:»إذا حدث شيء حقا فسيكون هذا التأمين صمام أمان».
(د ب أ)
| |
|