البلد : 
نقاط : 200480
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | موضوع: جنون العظمة .. مرض وليس عرضاً!  السبت يناير 28, 2012 7:18 pm | |
|
جنون العظمة .. مرض وليس عرضاً !
إذا وجدت شخصًا ما يردد دائمًا أنه أذكى وأعظم البشر.. فلا تتعجب! وإذا شاهدت غيره يقول عن نفسه أنه مخترع جبار بدون دليل.. فلا تندهش! أما لو صادفتك امرأة تعتقد أنها أجمل نساء الكون.. فلا تعارضها! فكل هذه الحالات مرضية يطلق عليها ''جنون العظمة'' وإذا كان التواضع الإنساني لدى بعض الأفراد سمه آلهيه، ميز بها بعض خلقه، فإن الشعور بالعظمه ما هو إلا سمه إنسانية أختص بها بعض الأشخاص دون البعض الآخر، ودائمًا ما نطلق على مثل هؤلاء الأشخاص أنهم مصابون بداء ''جنون العظمة'' مع أن العظمة سمه يتمتع بها الخالق وحده دون أي أحد من البشر، لذلك نجد أن أي شخص يدعي العظمة بأشكالها المختلفة يعتبر مريضا. فما هو جنون العظمة؟ وما هي أعراضه و أسبابه وسبل العلاج؟ د. محمود جمال أبو العزايم ''رئيس الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية'' يقول : جنون العظمة شعور يصاب به بعض الأشخاص ويتوهمون أشياء غريبة، ويعتقدون بأنهم أذكى وأعظم خلق الله ، ويعتقد الشخص المريض بهذا الداء بأنه يستطيع معرفة ما في عقول البشر وأنه مخترع جبار، ويحدث جنون العظمة نتيجة لشعوره بأن كل من حوله يحقدون عليه بأنه أعلى منهم أو أقل منهم، فيظهر هذا الشعور ردًا للاضطهادات التي يعتقد بها تجاه الآخرين له، وتظهر في أمراض كثيرة (الفصام البارانويا - الاكتئاب) فهو نوع من الاضطراب الذهني يقع تحت تشخيص مرض الفصام، وهو مرض يؤثر على الفكر والإدراك والوجدان والسلوك مما يؤدي الى نوع من اضطراب في محتوى التفكير يؤدي الى ضلالات ممكن تنقلب الى هزات العظمة، وهي فكرة راسخة يعتقدها الإنسان لا تقبل التغيير من المريض، وهي خاطئة ولا يعلم المريض أنها خاطئة ، مشيرا الى أن المريض يبدأ بهلاوس سمعية أو بصرية أو اضطرابات وجدانية عبارة عن نوبات من تبلد المشاعر أو اندفاع وهياج، وكذلك وجود المريض في حالة شك دائم بكل من حوله وتوهم أشياء عجيبة وقلق غير مسبب وأفكار متعددة مرضية مسيطرة. وعن أسباب هذه الحالة يقول د. أبو العزايم : إن هناك أسباب وراثية لها أصل وراثي يني يجعل المريض لديه قابلية للمرض واستعداد له وللأصابة به ، وكذلك قد توجد اضطرابات في جهاز المناعة تؤدي الى الضمور في مراكز الفكر في المخ، وقد ينتج عن صورة عقلية داخل المخ لا يصحبها كلام أو فعل ولا نطلع عليها إلا إذا عبر هو عنها، ويحدث هذا بسبب خبرات الفرد الشخصية والمعرفية، كما أن جنون العظمة قد ينتج عن إحساس بالنقص أو الضعف أو الإحساس بعدم الأمان مثل شخص يعتدي على كل من هو أضعف منه، ويبادر بالهجوم حتى يقال عنه إنه قوي، وهذا ناتج عن شعور بالنقص مما يجعله يترجم هذا الشعور الى العكس ، كذلك البنت أو الولد المولودان من طبقة فقيرة ويحاولون الظهور بمظهر الأغنياء، وقد يحول الشعور بالعظمة الى سلوك خاطئ مثل السرقة أو الاستدانة من أي شخص ليظهروا بصورة ترضي غرورهم ، ويقاس ذلك على كل الصفات سواء القوة أو الأمان أو الشخصية الجيدة. وقد يحدث ذلك في اللاشعور ودون أن يدري الفرد الى أن يصل الى أن يصدق نفسه. فيروسات قديمة وعن أشهر الحالات التي أصيبت بهذا المرض يقول د. محمد صفوت إبراهيم ''أستاذ الأمراض العصبية'': أن أشهر المصابين بهذا المرض كان هتلر والتتار، مشيرا الى وجود مسببات اخرى لهذا المرض الذي قد يحدث نتيجة لفيروسات قديمة أو أمراض عضوية في المخ أو أمراض الشيخوخة أو أورام المخ - التهابات بعض الحميات وكذلك التهاباتت الجهاز العصبي، وكل هذه الأسباب تساعد مرض جنون العظمة على تحوله الى مرض عقلي ، واكد على أن نسبة انتشاره من %2:1 في المجتمع، حيث يزيد عند الرجال في السن المبكر ويزيد عن النساء في السن المتأخر، ويظهر عند الرجال في شكل الإحساس بالقوة أو إدعاء النبوة أو الألوهية، ويظهر عند النساء في الإحساس بالجمال بدرجة كبيرة. أما عن المشاكل التي تواجه المريض أثنا العلاج فيقول د. ابراهيم فتكمن في ارتفاع أسعار الأدوية الحديثة، والتي تتسم بقلة أثارها الجانبية. أما المشكلة الاخرى تتمثل في أن هذا المرض يرتبط ارتباطًا وثيقًا باضطرابات الشخصية، والتي تحتاج الى وقت كبير للاستجابة للعلاج. وعما إذا كان من السهل الشفاء من هذا المرض من عدمه يقول د. أحمد ياسين أخصائي الأمراض النفسية : من العسير التنبؤ بنسبة الشفاء من هذا المرض نهائيًا، لأنه يتميز بالانتكاسة ووجود نوبات دورية، ولكن كلما كانت هناك دراية من الأسرة والمريض بمعدل أعراضه والتزامه للدواء مع طبيبه كلما كان الشفاء منه جيد الى حد ما ، مؤكدا أن العلاج المتبع لعلاج مرض جنون العظمة هو: أولاً يجب أن يكون الطبيب المعالج ذا خبرة لاكتشاف المرض وعمل الأبحاث الأكلينيكية ورسم المخ والقياسات النفسية، وتستخدم مضادات الذهان والعلاج بالجلسات الكهربية إذا احتاج الأمر ، وكذلك الاهتمام بالعلاج النفسي الفردي أو الجماعي والأسري والتأهيلي للوصول بالمريض لأحسن نقطة من العلاج. وذلك بالتنشئة الصحيحة في بيئة نفسية دينية وتعلمه القناعة والرضا واحترام الآخر، والإيمان بالله ، مؤكدا على أن الزمن الذي يتم فيه العلاج يتحدد فقط بالعلاقة الموجودة بين الطبيب والمريض، ومدى قوتها وإلمام الطبيب بكافة الجوانب الحياتية الخاصة بالمريض، ومعرفة نقاط الضعف والقوة ، ويزيد شفاء المريض ذا الشخصية السوية قبل المرض، وتقل في الشخصية المنطوية قبل المرض، ولابد من متابعة العلاج المحدد لعدم العودة لهذه الأعراض، وليس هناك وقت محدد. ويحذر د. ياسين من انتكاسه ما بعد الشفاء، وعن الطرق الوقاية منها يقول : لابد من معرفة كل شيء عن المرض.. أعراضه، طرق علاجه ومساراته تزيد من تفهم الأسرة لحل المشاكل واكتساب الخبرة والمهارة للتعامل مع المريض ومساعدته، وهناك بعض الإرشادات للأسرة والتي تتمثل في تعلم كيف نتعرف على الأعراض المبكرة ،والبحث عن مساعدة الأخصائيين ، وتشجيع المريض أن يراعي نفسه، ويكون لديه الثقة ، بالاضافة الى المناخ الأسري الهادي ، بينما يجب على المريض ألا ينكر أعراض المرض ، و معرفة المريض بالأعراض هو وصوله الى منتصف الطريق من العلاج ، ولابد من علمه بالأدوية النفسية وأهميتها بالنسبة له ، وإدراكه لحالته يزيد من مشاركته وتفاعله مع الطبيب ، كما أنه يجب آلا يصاب بالاحباط نتيجة انتكاسته مرة أخري، مع أهمية تحمل الأعراض الجانبية للأدوية لإنهاء المرض ، ولا نغفل أهمية مساعدة الأهل والفريق العلاجي والأصدقاء لعلاج المريض.
منقول
| |
|
