البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: تنظيم النسل والإنجاب .. مسؤولية إجتماعية أم مطلب صحي ؟ الخميس يناير 19, 2012 4:35 pm | |
|
تنظيم النسل والانجاب..مسؤولية اجتماعية أم مطلب صحي؟
لا أحد ينكر أن الأسرة هي المجتمع الأول الذي ينمو فيه الطفل ويترعرع ويستمد منه قدراته على مواجهة الحياة بثقة ونجاح، والمؤسف أن هناك تذبذباً غير مفسر بسن الزواج، فإما العزوف عن الزواج في السن المناسب أو الزواج المبكر الذي ينتج منطقيا أسر كبيرة دون تخطيط ومراعاة لظروف العائلة الاقتصادية، باعتبار محاربة وسائل تحديد النسل يمثل متنفسا للأسر في بعض مرافق الرفض، لنعود للمربع الأول أن بناء الأسرة النموذجية هو مصلحة عائلية ووطنية لركوب قطار الحضارة والذي يشترط بأعضائه التميز للاستمتاع، خصوصا أن بوادر الانفجار السكاني على كوكبنا تنذر وتحذر من تطبيق نظرية داروين على العنصر البشري للبقاء، ويجد الزوجين فرصة التنفس بمغامرة أساسها الفطرة البشرية ونتيجتها فرد جديد ينظم للعائلة بدون تخطيط أو تحضير.
د. كميل موسى فرام
أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية. التكاثر العشوائي لأفراد العائلة فوق حدود الدخل؛ يمنع بصورة مطلقة توفير الحد الأدنى من ضروريات الحياة. ..ولهذا يبدو «الانجاب « بدون الضوابط الصحية ،بركانا مدمرا ومؤثرا على أفراد المجتمع الصغير والكبير، وقد حذرت بأكثر من مناسبة أن بركان الانفجار السكاني ونقص مصادر المياة تمثلان التهديد الحقيقي للوجود البشري بتوزيعته الحالية وربما يكون سببا لحروب كارثية مستقبلية. وهو ببساطة يشكل مؤشراً على حرمان الفرد من أبسط مستحقاته، لذلك تضافرت الجهود لتنظيم النسل والانجاب بعد الاستئناس بفتوى أصحاب القرارومباركتهم، ولكن واقع الحال يشير لخلاصة ما زالت أدنى من مستوى الطموح والفعل لقائمة طويلة من الأسباب، والنتيجة أن التكاثر العشوائي يتميز بسلسلة طويلة من السلبيات مقارنة بضآلة الايجابيات. هناك ارتفاع بمستوى البطالة لمحدودية فرص العمل، وتخمة بالشهادات الجامعية بعد الانتشار العشوائي لجامعات المنح والتي أصبحت أحد موارد الاستثمار لحصولها على جرعة كبيرة من الاعفاءت وكونها ملكا لنخبة اجتماعية متنفذة، والنتيجة المؤسفة زيادة فرص الانحراف والعنف المجتمعي والجامعي، وتقلص فرص العناية الصحيحة، إضافة لتخمة سوق العمل بعاصفة من الشهادات الجامعية بسبب محدودية الفرص المتوفرة بالقطاع العام والذي يستهلك الكم الأكبر.
تنظيم الأسرة يزداد موضوع تنظيم الأسرة أهمية يوما بعد يوم بجميع النقاشات العائلية بشكل مباشر أوغير مباشر، لأن الانفجار السكاني بشكله الحالي وغير المنظم خصوصا في دول العالم الثالث يشكل قنبلة موقوتة على كل مفاصل الحياة ويشكل مؤشراً على حرمان الفرد من أبسط مستحقاته، فارتفاع تكاليف المعيشة، وأجور السكن، تقلص فرص التعليم العالي لجميع الناس الراغبين فيه، إضافة لضعف الرعاية الصحية والظروف الاقتصادية المتقلبة، وعدم الاستقرار العائلي والوظيفي، كلها نقاط محورية لحياة الفرد والعائلة. =علاقة بين النمو الطبيعي والنمو الذهني. فمن الناحية الاجتماعية، أثبتت الدراسات السكانية والصحية في السنوات الأخيرة أن هنالك ثمة علاقة بين النمو الطبيعي والنمو الذهني لدى الطفل من جهة وبين حجم الأسرة التي ينتمي إليها من جهة أخرى ضمن ظروف اقتصادية تهدف بتوفير الحياة الكريمة، ولقد أجريت عدة دراسات مقارنة في محاولة لتحديد عمق هذه العلاقة، واتضح من بعض الدراسات الأولية أن نسبة زيادة وزن الطفل وارتفاع بنيته وزيادة فرص الإبداع والتفكير والنضوج الجسمي لديه، كلها تتناسب تناسبا عكسيا مع حجم الأسرة ذات الدخل المحدود وهذا يشكل منطقا لا يحتاج لجهد كبير لتحليل مفرداته واستنباط نتائجه، وقد لوحظ أن الأطفال المنتمين إلى الأسرة الكثيرة العدد ومحدودة الدخل قد يحصلون على درجات أقل في الذكاء من نظرائهم في الأسرة قليلة العدد والأكثر رفاهية. ولوحظ أيضا أن هذه الظاهرة بدت أقل وضوحا عندما جرت المقارنات بين الأطفال المنتمين إلى الأسر في الطبقة المتوسطة والعليا، باعتبار الطفل والفرد يشكل حجر الأساس للاستثمار الإنساني بقاعدة لا تعترف بالكسب المادي على حساب المنطق البشري، لأن تلك المجتمعات تؤمن بضرورة التجانس بين أفراد المجتمع والذي يضمن عدالة بتوزيع المكتسبات الاقتصادية على السكان فتلغي من نظرياتها حساسية الخلط الاجتماعي والذي يؤسس لنمو الحقد والجريمة.
احتقانات الفقر والحرمان ويعدم الشك بأن حجم الأسرة مرتبط بعلاقة وطيدة بكل هذه الأمور، فالشجار العائلي بصورته البدائية والناتج من احتقانات الفقر والحرمان يترك أثرا نفسيا هداما على نفسية الطفل، ويجعله عرضة للعقد النفسية والانحراف، ويزيد من سلوكه العدواني والسلبي وقد يؤثر عمليا في عملية التطبيع الاجتماعي اللائق به، فيؤسس لنمو أركان الشر والعدوان بمرحلة المراهقة الأولى فتصبح مكونا لشخصيته التي تعجِّزُ برامج التأهيل لوأدها. عشوائية التنظيم الأسري ستنتج غياباً للضمانات الاجتماعية المادية والمعنوية وسوف يؤثر بنتيجة حتمية إحباطية للطموح وتأثيرا سلبيا على الأبناء، كنمو الشقاق بينهم بسبب الغيرة والحسد والحرمان، أو زجهم في مجالات عمل ليسوا مؤهلين لها بهدف فرض زيادة دخل الأسرة كمتطلب لاستمرارية الحد الأدنى من مجالات الحياة، وهذا قد يحرمهم من تلقي العلوم المدرسية الأساسية كالقراءة والكتابة وفتح مجالات الإبداع في عالم متغير على مدار الساعة بتكنولوجيا يشكل امتلاكها احد أعمدة استمرارية الحياة المنافسة والتي لا غنى لهم عنها بعد أن كانت في الماضي محصورة بطبقات المجتمع الغنية حصرا وتلزيما.
هيكل الأسر غير المنظمة النتيجة الحتمية والمؤثرة لهيكل الأسر غير المنظمة هو تعثر سبل تحسين أوضاعها المادية والصحية، فينحرف الأحداث مبكرا بمحاولتهم الحصول على الكسب المادي عن طريق غير مشروع ومما يزيد في خطورة هذه القضية تأثير ذلك بزيادة فرص الخلاف العائلي وزيادة فرص الطلاق وتشتت الأبناء وإرسالهم للتسول على الإشارات الضوئية وما يتبعه من ملابسات عاطفية واجتماعية ومادية لأفراد الأسرة جميعهم والدخول في فضاء الانحراف المغري الذي يبدأ بالتسول على الاشارات الضوئية بفنون ومهارات وينتهي بإمتلاك مهارات السلبطة والجريمة بحرفية تجردت من الخوف. لا أحد ينكر أن الأسرة هي المجتمع الأول الذي ينمو فيه الطفل ويترعرع ويستمد منه قدراته على مواجهة الحياة بثقة ونجاح، والمؤسف أن هناك تذبذب غير مفسر بسن الزواج، فإما العزوف عن الزواج في السن المناسب أو الزواج المبكر الذي ينتج منطقيا أسر كبيرة دون تخطيط ومراعاة لظروف العائلة الاقتصادية، باعتبار محاربة وسائل تحديد النسل يمثل متنفسا للأسر في بعض مرافق الرفض، لنعود للمربع الأول أن بناء الأسرة النموذجية هو مصلحة عائلية ووطنية لركوب قطار الحضارة والذي يشترط بأعضائه التميز للاستمتاع، خصوصا أن بوادر الانفجار السكاني على كوكبنا تنذر وتحذر من تطبيق نظرية داروين على العنصر البشري للبقاء، ويجد الزوجين فرصة التنفس بمغامرة أساسها الفطرة البشرية ونتيجتها فرد جديد ينظم للعائلة بدون تخطيط أو تحضير.
الهرمونات الأنثوية الأساسية..ومباعدة الأحمال
إن تطبيق نظرية مباعدة الأحمال تساعد ببناء الهيكل السليم للأسرة والتي عليها أن تقرر سلفا مفهوم التكوين المثالي لأفرادها حيث لا يمكننا التعميم بذلك، فلكل أسرة ظروفها العائلية والبيئية والاقتصادية ويحكمها أساسا المستوى الثقافي للزوجين بمسلمة التقدير الأقرب للواقع بهدف التخلص من فصل المعاناة خصوصا أن حدود العمر أمر مقدر يصعب بدرجة المستحيل العبث بأوقاته. قرار التنظيم هو قرار عائلي ويقصد بذلك الزوجين بالتحديد، حيث هناك بدائل للاختيار وأهمها استخدام حبوب منع الحمل المزدوجة التكوين «هرموني الاستروجين والبروجيستيرون» لفرض أجواء بيئية أنثوية بدون المساس بخصائص الأنوثة من خلال تزويد جسم السيدة بجرعة محكمة وثابتة من الهرمونات الأنثوية الأساسية والتي تنتج بالمبيض، ووجودها بمستوى محدد بالدورة الدموية يمنع على الغدة النخامية من انتاج الهرمونات المحفزة ويلزم المبيض بسبات مرحلي يمنعه من انتاج البويضات، ويمثل ذلك الهدف الأسمى بهذا المبرر للاستخدام، معادلة صحية تحتاج لضوابط المتابعة والالتزام لأن عشوائية ومزاجية الاستخدام بذاكرة مضطربة سيتسبب بظروف مرضية كنتيجة عكسية. و على أن أبين أن هناك شروطا أساسية تسمح أو تمنع الاستخدام ولا بد من تحليل أركان السيرة الشخصية للسيدة قبل المباشرة بتناولها. وأما الطريقة الثانية والمنافسة لاستخدام حبوب منع الحمل فهي اللولب الرحمي والذي يمنع الحمل بشكل أساسي من تأثير موضعي على بطانة الرحم ليجعل منها بيئة قاتلة للحيوانات المنوية وغير ملائمة لإنغراس الأجنة ونموها بفعل جرعة معدن النحاس التي تغلف ذراعي اللولب، والذي يتطلب شروطا معينة لاستخدامه كوسيلة لتنظيم النسل ومنع الحمل إضافة لعوامل صحية تمنع استخدامه، فتوجب على الطبيب المعالج تحليل السيرة الذاتية والصحية بالتحديد للسيدة وقبل العمل على إشغاله لتجويف الرحم، وفي كلا الحالتين فإنهما متطابقان لدرجة كبيرة من حيث المبررات والآثار الجانبية ونسبة الفشل، كما أنهما بدائل لكلا الآخر عندما يمنع على السيدة استخدام وسيلة معينة أو أنها ترفضها لتجربة مريرة سابقة.
خلاصة اساسية تنظيم الحمل والانجاب يحمل بين أسطره فقرات بالسياق تحافظ على نظارة السيدة وجاذبيتها وحيويتها وتحافظ على الأداء الزوجي بدرجة المثالية التي تشعر الزوجان ببدايات المشوار لأنها تمنع طيور الهم من التحليق فوق خيمة تنيرها شمعة الحب وأوتاد ثباتها القدرة على التكيف وتخصيص جزء من الميزانية والوقت للانسجام برغد العمر على أنغام رحبانية بصوت فيروزي، واقع حكري لمن رضع السعادة وجعلها هدفا وللحديث بقية.
| |
|