موضوع: كيف نُطور مهارة حل المشكلات ؟ الأربعاء يناير 11, 2012 8:14 pm
كيف نُطوّر مهارة حل المشكلات؟
أمينة منصور الحطاب - تعتبر القدرة على حل المشكلات من الموضوعات الأساسية في مختلف مجالات الحياة المعاصرة سواء في التربية والتعليم، أو في مجال الأعمال أو الصناعة والتجارة حيث أصبحت القدرة على حل المشكلات ضرورة ملحة في كل زوايا النشاط الإنساني، وغنيٌ عن القول أن دخول البشرية إلى عصر العولمة والمعلوماتية قد فرض وأبرز الكثير من المشكلات المعاصرة التي يمكن أن تواجهها المجتمعات في ظل العصر الذي يشهد تغيرات دراماتيكية في مختلف جوانب الحياة. إن حل المشكلات عملية يسعى الفرد من خلالها إلى تخطي العوائق التي تواجهه وتحول بينه وبين الوصول إلى الهدف الذي يسعى إلى بلوغه. نلجأ إلى أسلوب حل المشكلات عندما نكون بحاجة للإجابة عن سؤال أو عندما تكون لدينا الرغبة في تحقيق هدف ما، فإذا قمنا باستحضار إجابة من ذاكرتنا بيسر وسهولة عندها لا نواجه مشكلة لكن عند عجزنا عن تذكرها نكون بصدد مشكلة تتطلب حلاً.
خطوات حل المشكلة: الخطوة الأولى: التعرف إلى وجود مشكلة.
وتعتبر هذه الخطوة أهم خطوة في حل المشكلات إذ أن الطلبة بحاجة إلى أن يتعرفوا إلى المعوقات التي تقف أمامهم لاستيعاب الدرس أو المسألة التي يحاولون فهمها أو استيعابها،ولا يخفى أن المدرس الخبير يستطيع أن يميز وجود مشكلة لدى طلبته قبل أن تصبح أمراً خطيراً.
الخطوة الثانية: تعريف المشكلة
يقصد بتعريف المشكلة العمل على تحديد المشكلة وصوغها بطريقة إجرائية تحدد بالضبط المعوقات التي تحول دون عملية الفهم وتعتبر هذه المرحلة مرحلة حاسمة؛ لأننا إذا فشلنا في تعريفنا للمشكلة سنكون اقل قدرة على حلها.
الخطوة الثالثة: تمثيل وتنظيم المعلومات حول المشكلة
تعد عملية تنظيم المعلومات غاية في الأهمية في عملية حل المشكلات؛ حيث أن بعض الطلبة قد يجدون سهولة في الكتابة على الورق كنوع من تنظيم المعلومات التي تجري في أدمغتهم، وبعضهم الآخر قد يجد طرقا أخرى لتمثيل وتنظيم المعلومات المتوافرة لديهم مثل: الرسوم البيانية ،أواللوائح والمجسمات أوالصور. كما أن قدرة المتعلم على تنظيم المعلومة المتوافرة لديه بأية طريقة تناسبه تسهم بلا شك في البحث عن استراتيجية ملائمة لحل المشكلة التي تواجهه.
الخطوة الرابعة: بناء أو اختيار إستراتيجية الحل
يعتبر الطلبة الخبراء في حل المشكلات هم الطلبة الذين يخططون لحل المشكلات ويفكرون تفكيراً استراتيجيا، وبالتالي يحتاجون إلى وقت إضافي في عملية البحث عن حلول إستراتيجية للمشكلة، بعكس الطلبة الضعاف في حل المشكلة الذين غالباً ما يقفزون بسرعة إلى حل المشكلة، حيث يكتشفون في نهاية الحل أن حلولهم للمشكلات كانت ضعيفة وبائسة. إن قيام الطلبة بالتخطيط ووضع إستراتيجية مناسبة يعمل بالتأكيد على تقدمهم نحو الأهداف المرغوبة،وبالتالي التمكن من التفكير بالاتجاه الصحيح، كما أن التخطيط الاستراتيجي بالغ الأهمية بالنسبة للمعلمين الذين ينتهجون التخطيط والتفكير الاستراتيجي، بحيث توجد لديهم القدرة على التأمل والتنبؤ بقدرات طلبتهم،مما يمكنهم من النجاح في مهنتهم في مقابل المعلمين المرتجلين الذين لا يتخذون من التخطيط والتفكير الاستراتيجي نهجاً واضحاً لهم في حياتهم المهنية. عند حل مشكلات حياتية حقيقية نحتاج إلى استراتيجيات مثل التحليل والتركيب والتفكير المتباعد والتفكير المتقارب، حيث أنه لا توجد إستراتيجية محددة يمكنها مواجهة جميع المشكلات، والإستراتيجية الأفضل تعتمد على طبيعة المشكلة ذاتها وعلى التفضيلات الشخصية للشخص الراغب في حلها.
الخطوة الخامسة: تخصيص المصادر لحل المشكلة.
يعتبر الوقت من العوامل المهمة في عملية إيجاد حلّ للمشكلة التي تواجه الفرد، إذ أن الوقت المتاح ليس بالوقت المطلق، فالفرد بحاجة ماسة إلى موازنة الوقت وتنظيمه بفعالية فالوقت هو المصدر الأول والمهم من مصادر حل المشكلة. أما المصدر الثاني فهو الجهد المبذول أو الذي نحتاج إليه قبل أن نطلب المساعدة من قبل الآخرين، بالإضافة إلى عامليّ الوقت والجهد كمصادر مهمة من مصادر المعلومات في إيجاد حل للمشكلة ثمة مصادر متعددة نحتاج إليها في إيجاد حلول للمشكلات التي تواجهنا ومنها توافر المال اللازم والمعدات والأدوات والأجهزة ذات العلاقة بالمشكلة قيد البحث والدراسة. وجدير بالذكر أن الطلبة الخبراء في حل المشكلات يستطيعون الفهم والاستيعاب بسرعة وبشكل جيد وفي الوقت نفسه يعرفون متى يمكنهم طلب المساعدة من المدرس، أما الطلبة الضعاف أو ذوو القدرة المتدنية في حل المشكلات فهم يطلبون المساعدة فوراً دون القيام بمحاولة تذكر في حل المشكلة وقد لا يطلبون المساعدة نهائياً؛ إذ أنهم ليسوا معنيين بإيجاد حلّ راقٍ للمشكلة التي تواجههم. وقد يواجه الطلبة مشكلة في محدودية المصادر من وقتٍ متاح ومال ومكان ومعدات...الخ، والمدرسة معنية بتوفير مثل هذه المصادر لتسهيل مهمة الطلبة في حل المشكلات.
الخطوة السادسة: مراقبة حل المشكلة
في هذه الخطوة يطور المعلم مع طلبته خطة عمل إستراتيجية لحل المشكلة، بحيث يتمكن الطلبة من فحص واختبار الخطوات الإجرائية لخطة العمل الإستراتيجية وذلك للعمل على تعديلها وتقويمها للوصول إلى الوضع المثالي من خلال الطلبة أنفسهم. إنّ مراقبة خطوات الحل وتصحيحها في الإتجاه المرغوب تمكن الطلبة من إدارة الوقت بشكل فعال، والعمل على تجنب الفشل في حل المشكلات قيد البحث والاستقصاء.
الخطوة السابعة: تقويم حل المشكلة
بعد الانتهاء من حل المشكلة علينا أن نقوّم الحل الذي توصلنا له؛ حيث أن بعض التقويم يحدث بشكل مباشر، وبعضه يكون في مراحل متأخرة قليلاً، ومعظم الحلول المتقدمة تحدث في هذه المرحلة، ففي أثنائها قد ندرَك مشكلات جديدة فنقوم بإعادة تعريفها وتحديد إستراتيجية جديدة لحلها. وقد تظهر مصادر جديدة للمعلومات، عندها يكتمل حل المشكلة. وبعد أن يتوصل المتعلم إلى حل المشكلة يحتاج إلى تقويم الحل الذي توصل إليه لمعرفة قدراته على حل المشكلة التي واجهته. إنّ استمرار الانفجار المعرفي والإيقاع السريع للتطور التقني في شتّى مناحي الحياة قلص دور المدرسة في تزويد الطلبة بجميع المعلومات والخبرات التي يحتاجون إليها في سنيّ عمرهم وبالتالي أضحت أهم المهارات التي يمكن للمدرسة أن تدرب الطلبة عليها هي كيف يتعلمون بمفردهم، وبمساعدة يسيرة من المعلم. ولعلّ العمل على تبني إستراتيجيات حديثة تثير التفكير وتشجع العمل الذاتي، يعتبر من الأهداف الأساسية للمدرسة الحديثة ، وتأتي إستراتيجية حل المشكلات كواحدة من هذه الإستراتيجيات التعليمية- التعلميّة التي يمكن أن تتبوأ مكاناً مرموقاً من بين حركة الإستراتيجيات الفعالة في العملية التعليمية التي أخذت في الآونة الأخيرة تفرض نفسها كإستراتيجية فعالة.