شبه الطبيب نصري جاسر إلادمان على المهدئات بالادمان على المخدرات والكحول ، وحذر من الاستعمال العشوائي للمهدئات مؤكدا ان حالات الادمان عليها من الصعب علاجها . وبين ان الكثير من الاشخاص يلجأون الى تناول المهدئات للهروب من مشكلات حياتهم وضغوطاتها بدلا من خيار مواجهتها ، وبعد فترة من الوقت يدخل الانسان مرحلة الادمان خاصة اذا تناول المهدىء بشكل متتال ولمدة تصل الى اكثر من اسبوعين على الاغلب . واوضح ان العديد من المرضى يلجأون لتناول جرعات عالية من المهدئات كرد فعل انفعالي لبعض المواقف مؤكدا ان مصيرهم يكون غرفة الطوارىء واجهزة التنفس الاصطناعي . جاسر الذي اشار الى ان الحالات التي تتصرف بطريقة انفعالية لا تدرك في معظم الاحيان خطورة العواقب بين ان الذين يتناولون جرعات عالية من المهدئات يعبرون غالبا عن غضبهم او محاولة منهم لجذب اهتمام الاهل او عقابهم نتيجة مشكلة بين الطرفين . ولفت الى وجود صيدليات تصرف مهدئات دون وصفة طبية مشددا على اهمية التزام جميع الصيدليات في المملكة بوصفة الطبيب . وقال ان بعض الاشخاص لديهم قابلية واستعداد اكبر للادمان على المهدئات موضحا ان الادمان مرتبط بحجم الضغوط والعوامل الخارجية من جهة ومدى قابلية الشخص نفسه من جهة اخرى . رئيس اختصاص الطب النفسي في وزارة الصحة الطبيب نبهان ابو صليح اكد انه من الصعب الوصول الى احصائية محددة حول حجم صرف او استهلاك العقاقير المهدئة على مستوى المملكة لافتا الى وجود حجم مبيعات مرتبط بالمهدئات يصرف من صيدليات القطاع الخاص دون وصفات طبية . وقال ان المهدئات عقاقير طبية لها دواعي استعمالات صحية ، واذا تم استخدامها بصورة خاطئة سواء بزيادة الجرعة المقررة من الطبيب او الاستمرار بتناولها لفترات اطول دون اشراف طبي تؤدي الى الادمان . واوضح ان استعمال المهدئات ليس ملازما للمرض النفسي فقط ، فهناك عيادات بتخصصات مختلفة تصف المهدئات لمرضاها في حالات معينة مثل عيادات الاعصاب والباطنية والجراحة وغيرها . وذكر جاسر ان الكثير من الناس يستعملون المهدئات كمنوم ،ومع الوقت وتكرار الاستعمال يطلبون كميات اكبر للحصول على النتيجة ذاتها ويصبحوا مدمنين عليها مؤكدا ضرورة تشخيص ومعالجة المشكلة الرئيسة وراء صعوبة النوم والتي قد تكمن في حالات الاكتئاب او القلق او الصدمة النفسية او المرض العضوي . واكد صاحب احدى الصيدليات وائل عوض ان حجم الطلب على المهدئات اكبر بكثير من المعدل الشهري لبيعها في صيدليته والذي يبلغ 70 علبة منوها الى انه في كثير من الاحيان يرفض صرف المهدئات لبعض الشباب حتى مع توفر الوصفة الطبية . يجدر بالذكر ان المؤسسة العامة للغذاء والدواء شرعت اخيرا باعداد اسس لصرف الوصفات الطبية الخاصة بالمهدئات النفسية والادوية ومستحضرات المخدرات والمؤثرات العقلية وطرق تسجيلها في مسعى لضبط المخالفات في المؤسسات الصيدلانية .