موضوع: يد الله فوق أيديهم السبت سبتمبر 24, 2011 12:06 pm
يَدُ الله فوق أيديهم
د. كامل جميل ولويل - لا تجزع ولا تفزع وأنت تبحث في آيات الله، فإنّ الله جل وعلا أعطانا عقولاً قادرة على البحث، المهم ألا تكون باحثاً بسوء نية، لا تبحث ليقال إنك تتفوق على غيرك أو لتهزم غيرك أو لتضلل غيرك، ابحث للحق وحده، لقد تناول المفكرون المسلمون الآيات الكريمة المتعلقة بالأيدي والأعين والوجه والرجل واليمين والشمال وقالوا فيها آراء كثيرة بنية حسنة وغرض البحث الحق والفهم السليم، ولم يكفر أحدهم الآخر ولم يغمز من قناته، ابرز اثنين قرأت لهما افكارا فيما يسمى بالتجسيم هما ابو الحسن الاشعري وهو من علماء الكلام والفقه والسنة، وابن جني وهو من علماء اللغة والنحو، تقيد ابو الحسن الاشعري بلفظ القرآن، لقد رأى أن لله تعالى يداً ووجهاً وعيناً ويميناً، رأى أن القرآن كلام عربي، وللعرب اتجاه في فهم ألفاظ التجسيم، فالوجه عند العرب هو الوجه المعروف، فإذا وردت الآية القرآنية التي تتناول الوجه مثل «فأينما تولوا فثمّّ وجه الله» فإنّه يقول لله وجه ولكننا لا ندري كيف هو، لاننا لا نستطيع رؤية الله جل وعلا فنصفه عن مشاهدة، واذا قرأ المسلم قوله تعالى «والسموات مطويات بيمينه» فانه يقول لله يمين ولكني لم اشاهدها فلا استطيع وصفها. قال ابو الحسن يلخص مواقفه: لله عين ولا ادري كيف هي، انها غيب علينا، ولله سبحانه وتعالى وجه ولا ادري كيف هو، انه غيب علينا، إذاً اتجاه ابي الحسن الاخذ باللفظ القرآني كما هو، ولكنه يضع هذه الألفاظ عن يد الله ووجه الله تحت ظل «ليس كمثله شيء». ولكن ابن جنى عالم اللغة في القرن الرابع الهجري يقول عكس ما قال ابو الحسن قال ابن جنى: ان استعمال الكلمات اليمين واليد والوجه والعين في القرآن الكريم كان استعمالا مجازيا، فكلمة (العين) للرعاية، اذن العبارة القرآنية «ولتصنع على عيني» تعني ان ارعاك واحفظك من كل سوء يحدق بك، وان كلمة (الوجه) تستعمل عند العرب لبيان اتجاه السير، او اتجاه القبلة، او لبيان اكرم شيء، كأن نقول اكرم الكلام هو وجه الكلام، قال ابن جنى (ان العرب وهي تقرأ قوله تعالى «يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله» تحسرت وندمت على تقصيرها واسفت على التراخي في عبادته، ولم يخطر ببالها الاعضاء، ان الخلاف يثري العلم.