البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة - اللحن ممقوت عند العرب السبت أغسطس 13, 2011 9:40 pm | |
|
شيء من اللغة - اللحن ممقوت عند العرب
د. كامل جميل ولويل - هذا قول حق، فالعرب لا تسمح باللحن ولا تتواطن معه، والعرب المسلمون اشد كراهية للحن، لأنه يجعلك تقرأ القرآن على غير ما نزل من عند رب العالمين، فلفظ كلمة طريق بالصورة التالية (تريك) يثير عند العرب السخرية، والذين تخصصوا في دراسة اللغة العربية في الجامعات كان من الواجب عليهم دراسة اللحن في اللفظ وفي الحركة الاعرابية ليعلموا ان اللسان العربي المبين لا يجوز التهاون فيه، لقد كان الناس في العصر الجاهلي على ما فيه من فساد اجتماعي وخلقي وتوتر وخصومات، لكنه كان في اعلى مستوى في الفصاحة، تسمع البدوي يتكلم فلا تسخط عليه بحرف، بل تحب ان تسمع المزيد، ولكن الناس في عصر الخلافة الراشدة على ما هم فيه من عقائد كريمة صادقة وسلوك راقٍ وعلاقات راقية كان لهم هَمٌّ في سلامة اللغة، فقد بدأت تظهر على السطح كلمات وأساليب تخالف اللغة الفصيحة، كانوا مؤمنين طاهرين انقياء ولكنهم اقبلوا بلغاتهم ولهجاتهم، فسمعنا من يخاطب هؤلاء المخطئين بعبارات حانية رؤوفة، قال ابو بكر (رضي الله عنه) للمسلمين من حوله وهو يقصد لاخوانه المسلمين الاصلاح: لأن اقرأ فأسقط احب اليّ من ان اقرأ فأُلحن، وقال علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) في رواية مطولة للسيوطي ان والد ابي الأسود الدؤلي دخل على امير المؤمنين علي بن ابي طالب فرآه مطرقاً، كأنهم مهموم، فسأله: «ما بك يا امير المؤمنين، فقال اني سمعت هنا لحناً، أي في البصرة واريد ان اقومه فقال والده لامير المؤمنين: ان فعلت هذا احييتنا».. فأبو بكر (رضي الله عنه) وعلي بن ابي طالب (رضي الله عنه) يمثلان الموقف الحق من هذا اللحن، أي من مقاومته وصده، ولكني الآن اقول ماذا لو جاءا الى القرن الحادي والعشرين واستمعا لاذاعة فلان او فلانة في نشرات الاخبار، ان الاذاعات العربية تزخر بالحركات الاعرابية الخارجة عن قواعدها، واذا صححت مذيعا او قارئا للنشرة ان بدل هذه الحركة بهذه فانه يقول لك: لا يوجد فرق يا أخي المعنى واضح ولم يتغير، انا اقول ان المذيع على حق، لانه لم يدرس اثر هذه الحركات في المعاني، فهو يلفظ كما تيسر له لا كما تقتضي اللغة، ولا بد ان اتعرض لامثلة ذكرها مؤرخو اللغة والنحو والادب، فبها يظهر الفكر والمعنى، ولا سيما في كتاب الله. اقترح زياد بن أبيه على ابى الاسود، ان يكمل ما بدأه امير المؤمنين علي بن ابي طالب فيضع ملاحظات نحوية فاعتذر ابو الاسود واستعفاه، ولكن ابا الاسود تراجع عن هذا الموقف للسبب التالي وهو انه سمع قارئا يقرأ قوله تعالى «ان الله بريء من المشركين ورسوله» بالجر بدل ان يقرأها بالنصب، فقال كا ظننتُ ان امر الناس صار الى هذا، فرجع الى زياد بن ابيه والي البصرة في ذلك الحين، وقال: اعطني كاتبا لقناً يفعل ما اقول فاعطاه وبدأ بتنقيط المصحف أي بووضع حركاته الضمة والفتحة والكسرة والسكون والتنوين لكي تستقيم الالسنة فتقرأ القرآن كما نزل.
منقول
| |
|