لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 طيب الشرق وعطره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : طيب الشرق وعطره Jo10
نقاط : 200480
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

طيب الشرق وعطره Empty
مُساهمةموضوع: طيب الشرق وعطره   طيب الشرق وعطره Icon_minitimeالسبت مايو 28, 2011 2:50 pm




طيب الشرق وعطره




تُستخلص العطور النباتية من الزيوت الأساسية في النبات بطرائق عدة منها: الذوبان، التقطير، العصر، الرشح وغيرها. وهي توجد في جذور الأشجار ولحائها، وفي الأزهار والثمار والحبوب والصموغ... ومن أشهر هذه العطور: اللوند، حصا البان، المرّ، الآس، الريحان، النيلوفر، الحبق، البابونج، النعناع، الصعتر، النرجس، الورد...

في قدرة ابداعية عالية وضعت الكاتبة السورية نادية الغزي رتابة الماضي ، مختزلة قصص الحضارات عن البخور والمسك والعطر لتصوغ قيمة هذا الطيب في ميادين حراكنا اليومي .
أجواءنا روائح تتناثر بينها شذرات المسك والعنبر ومن اجل ذلك وضعها كتاب «الطيب والعطر في الشرق» الذي أصدرته «الدار العربية للعلوم -ناشرون» في بيروت.
يصنّف الكتاب كل ما له علاقة ب الطيب والعطر ويذكر مصادرهما الحيوانية والنباتية وأسواقهما مع لمحة عن تاريخهما.
قصة الإنسان مع العطر
الرائحة الطيّبة منذ الازل ، لفتت الإنسان القديم الذي وجدها في خشب الأرز مثلاً، فأراد استخلاص الزيوت العطرية منه، فكان يضع قطع الأخشاب في قدور ضخمة يغلي الماء فيها، ثم يقطع صوف الغنم ويضعه على القدور. وعندما كان البخار يتصاعد يمر خلال قطع الصوف فيتكاثف جزء كبير منه في حناياها، فتعصر للحصول على السوائل المقطّرة التي تحوي مواد عطرية.
وهذه طريقة واحدة من طرائق عدّة شرّعت الأبواب أمام صناعة الطيب والعطر، وهي الطريقة التي استخدمها السومريون والكلدانيون والعموريون والفينيقيون والآراميون وغيرهم... وكان العطر في مناطقنا يثبّت بواسطة زيت الزيتون الذي يعتبر أحد أهم المثبتات العطرية. وإحدى طرائق صنع العطر أيضًا جعله مسحوقًا بعد التجفيف النباتي ويسمى «ذرور الطيب». وأحدث طرائق اليوم هي في مزج أنواع الطيوب والعطور بما يسمى «الغالية» وقوامها نصف سائل وتتوزّع على أنواع عدّة.
وللحيوانات طيوبها
تُقسم العطور الطبيعية إلى قسمين:1-عطور نباتية و2- مواد عطرية حيوانية وتُدعى الطيوب. أما العطور الصناعية فتمزج فيها مختلف الأنواع وتستقطر أو تعالج بالزيوت، أو تصنع أدهانًا.
وأنواع الطيوب الحيوانية لا تتعدّى الخمسة: المسك، العنبر، طيب القندس (Castorium)، طيب قط الزباد، وطيب فأرة المسك. وأهمها جميعًا وأعذبها وأرقّها في التاريخ هو المسك. وقد أفردت له الكاتبة مكانًا يليق به، فعرّفتنا بأسمائه في مختلف اللغات، وشرحت لنا صفاته، وأخبرتنا عن الظبي الذي يفرزه وأسلوب عيشه، واستشهدت بأقوال ونصوص أتت على ذكره.
ظبي المسك جميل جدًا ورشيق، يملك غددًا عطرية، والذكر هو الوحيد الذي يفرز المسك. يعيش في قمم الجبال والمنحدرات الصخرية، ويبحث عن النباتات النادرة ليأكلها، ومن أحبّها إلى قلبه نبتة الناردين. أما في فصل الصيف فيختار دائمًا النباتات العطرية، فينساب نسغها في دمه الذي يتحوّل إلى دمّ ممسّك.
«بعد أن تتجمّع مادة المسك في سرّته يصاب الغزال بحكة، فيلجأ حينئذ إلى صخرة حادة يحتكّ بها ملتذًا، فينفجر المسك ويسيل على ذاك الحجر، ويكون انفجاره من السرّة كانفجار الخرّاج، فيرتاح الظبي بعد التخلّص منه!». لذا كان من عادة تجار المسك أن يتبعوا مراعي الظباء في الجبال، يبحثون عن المسك المتجمّد من دم الغزال في ثنايا الصخور.
وفي النبات.. كل الاسرار
تُستخلص العطور النباتية من الزيوت الأساسية في النبات بطرائق عدة منها: الذوبان، التقطير، العصر، الرشح وغيرها. وهي توجد في جذور الأشجار ولحائها، وفي الأزهار والثمار والحبوب والصموغ... ومن أشهر هذه العطور: اللوند، حصا البان، المرّ، الآس، الريحان، النيلوفر، الحبق، البابونج، النعناع، الصعتر، النرجس، الورد...
ونمرّ بشكل مقتبس على بعض العطور والأدهان المستخرجة من النباتات، فأشجار المر المعمّرة والدائمة الخضرة تهبنا صمغها الذي عرفه الفراعنة وأهل البتراء وكل أطراف الجزيرة العربية. ويوضع هذا الصمغ في المراجل على نارٍ قويّة ليتحوّل بعدها إلى زيت عطريّ.
والورد يُعرف بأنه شجيرة شائكة ذات زهرٍ عطر تختلف ألوانه ويستقطر منه «دهن الورد» و{عطر الورد». وكانت دمشق تصنع عطره وشرابه ومساحيقه، وهو يستخرج من الزيوت الأساسية في الزهرة بواسطة التقطير. ولم يكتفِ ماء الورد بأن يكون عطرًا وشرابًا مرطبًا، فقد استعان به الكحالون العرب وداووا به بعض أمراض العيون.
أما البنفسج فقد اقترن اسمه وزهره وعطره بالحب والتضحية والحزن، ولعلّ لونه الهادئ وشفافيته ورقّته وشكل ورقته التي تشبه القلب هو الذي وسمه بهذه الصفات الشاعرية. وهو يعيش في المياه العذبة ويموت في الماء الملوث.
يقطّر البنفسج في الأنابيق في جوّ نظيف، ويستخلص منه العطر وتصنع الدهون، وهو مسكّن للسعال، ومفيد للصداع حسب قول الفيلسوف والطبيب ابن سينا.
تستشهد الكاتبة بآيات من القرآن الكريم وأقوال من الحديث الشريف وبعض إصحاحات الإنجيل، لتنتقل بعدها إلى كتب التراث وأبيات الشعراء.
ففي سورة «الإنسان» تميّز الآية 5 الكافور فتجعله للأبرار: «إنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً»؛ ويشيد الحديث الشريف بالأترجة: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، طعمها طيّب، وريحها طيّب» (عن البخاري)؛ ويضع الإنجيل اللبان والمرّ بمرتبة الذهب عندما وفد ملوك المجوس للتهنئة بولادة عيسى: «وقدّموا ذهبًا ولبانًا ومرّا» (الإصحاح2، إنجيل متى).
وفي الشعر قال ابن وكيع في الريحان:
«لم أدر من قبل ريحانٍ مررت به/ أنّ الزمرد أغصان وأوراق/ من طيبه سرق الأترج نكهته/ يا قوم حتى الأشجار سرّاق/».
وقيل في الورد:
«للورد عندي محلّ/ ورتبة لا تملّ/ كل الرياحين جندٌ/ وهو الأمير الأحلّ/».
ويقول الشاعر الفرنسي بودلير في المسك:
«أيتها المعشوقة الغريبة/ سمراء كالليالي/ يمتزج في عطرها/ عبق المسك ورائحة الدخان/ يا وريثة الشجر/ يا من ولدت في قلب الليالي الحالكة/».
نوادر ولطائف
في اوساط من نكهة الطيب وشذا الورد وأريج الزهور تعطر كتابها بنوادر ولطائف تدخل البهجة إلى صدر القارئ. ومن هذه الشذرات الممتعة أسطورة عطر الريحان الواردة في كتاب «نزهة الأنام في محاسن الشام»:
«كان كسرى أنوشروان جالسًا وإذا بحيّة قد دنت من عش حمامة لتأكل فراخها، فرمى كسرى الحيّة بسهم فقتلها... فلما كان بعد أيام... جاءت الحمامة بحبّ في منقارها. فألقت به إلى كسرى، فأخذه وقال:
ازرعوه فنبت ريحانًا/
وانتشر عطره في كل مكان».
وعن حسن بن زيد الهاشمي عن أبيه قال: رأيت ابن عباس رضي الله عنه يطلي جسده، فاذا مرّ في الطريق قال الناس: أمرّ ابن عباس أم مرّ المسك؟
وفي كتابه «تأهيل الغريب» نقل النواجي أن الخليفة المتوكّل كان يحب الورد وعطره ويقول:
«أنا ملك السلاطين/
والورد ملك الرياحين/.»
وكان المتوكل فنانًا محبًا للعطر والورد حتى أنه حرّمه على الناس فكان عطر الورد لا يفوح إلا في مجلسه... وكان الورد لا يرى إلا في مجلسه... وكان لا يلبس في أيام الورد إلا ثيابًا موردة... ويجلس على فرشة موردة... وكان يعطر ويورد جميع الآلات.
الشعير والصعتر
د ورد أن حنين بن اسحق أطلق اسم «الصعتر» بدلاً من «السعتر» ليفرقه عن الشعير لأن حروف اللغة كانت مهملة من دون تنقيط، وجرى ذلك عند استخراج عطر الصعتر.
وفي مكانٍ آخر نعلم أن العرب هم أوّل من تاجر بالمسك وقدّر قيمته الثمينة، فأوصلوه إلى الجزيرة العربية وإلى بلاد أوروبا، وصدّروا هذه المادة المستخلصة من المنجك Munjac، وقد ذكر المؤرخ هيرودوت في كتابه الشهير: «من جهة الجنوب، آخر المعمور، بلاد العرب وفيها وحدها يوجد البخور والمرّ والقرفة والدراصيني واللادن... ومن هناك يصدّر المسك».
ومن زهر النيلوفر نعرف أنه لا ينبت إلا في الماء العذب، ومن شأنه أن يحوّل وجهه إلى الشمس إذا طلعت، ويزيد تفتحه كلما علت الشمس في السمت، فإذا أخذت في الهبوط أخذ النيلوفر في الانضمام حتى ينغلق على نفسه وقت الغياب.


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طيب الشرق وعطره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدن إسلامية .. طرابلس الشرق
» مجموعه صور لسويسرا الشرق... لبنان
» تجميل الشوارب آخر صيحة في الشرق الأوسط
» ديانات المرتبة الثانية في الإنتشار في الشرق الأقصى والهند
» مرافيء المتوسط .. ازمير : باب الشرق الفسيح .. ولؤلؤة "ايجة"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات العلمية والثقافة :: المنتدى الثقافي-
انتقل الى: