البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الفيروسات تنقذ مرجان العالم السبت مايو 28, 2011 2:14 pm | |
|
الفيروسات تنقذ مرجان العالم
في السنوات العشرين الماضية تعرض ثلث مرجان العالم للتدمير, ويتهدد الخطر 90% تقريباً من الحيود المرجانية على شواطئ سيريلانكا وتنزانيا وكينيا والمالديف وسيشل. فاذا ارتفعت درجة حرارة المحيط سبع درجات فهرنهايتية اخرى في العقود الثلاثة القادمة, كما يتوقع العلماء, فإن 95% من مرجان الحيد المرجاني العظيم سيختفي, والسبب الرئيس في هذا الدمار فقدان المرجان لألوانه. فمع ارتفاع درجة الحرارة تزدهر مستعمرات بكتيريا المحيط, وتأخذ بمهاجمة الطحالب التي تعيش معيشة تكافلية في داخل المرجان, وكما هو معروف فإن هذه الطحالب تحول طاقة الشمس من خلال عملية البناء الضوئي الى طاقة على شكل سكر يستفيد منها المرجان, كما أن هذه الطحالب تكسب المرجان ألوانه الرائعة المميزة. وعندما تموت الطحالب لا يبقى سوى اللون الابيض الشاحب للمرجان. بعض المرجان في البحر الاحمر والخليج العربي استطاع تفادي هذه النهاية المأوساية, لكن العلماء لا يعرفون كيف حدث ذلك. ويقترح يوجين وزنبرغ اختصاصي علم الاحياء الدقيقة, أن وجود انواع مختلفة من البكتيريا قد تكون السبب في ذلك. ويقول, ان المرجان يحتوي على آلاف انواع البكتيريا التي تعيش بداخله, كما في حالة الانسان, وهذه البكتيريا قد تفيد المرجان في التكيّف مع الظروف البيئية المتغيرة. فعلى سبيل المثال, عندما ترتفع درجة الحرارة الى 77 درجة فهرنهايت في البحر الاحمر, فإن نوعاً غير مقيم من البكتيريا هو Vibrio coralliilyticus يأخذ بمهاجمة الطحالب في بعض انواع المرجان. لكن ارتفاعاً مماثلاً في درجة الحرارة ينبه ايضاً بعض انواع بكتيريا المرجان لحماية الطحالب, مما يفسر لماذا لا تكون بعض انواع المرجان عرضة لفقدان اللون حتى في درجات الحرارة المرتفعة. روزنبرغ وفريق البحث العامل معه يعملون حالياً على تقصّي كيفية تعزيز قدرة الدفاع الطبيعية هذه عند المرجان. وأحد الاساليب يتضمن اطلاق الفيروسات آكلة البكتيريا على نوع البكتيريا المشار اليه سابقاً. وفي تجارب مخبرية حديثة, عملت هذه الفيروسات على مهاجمة وتدمير هذه البكتيريا, وبقيت على المرجان لمدة شهرين مما وفّر له حماية من غزو بكتيري آخر. في هذا الصيف, ومع ملاحظة ظهور بقع بياض على اجزاء من الحاجز المرجاني العظيم ومرجان البحر الاحمر, سيبدأ روزنبرغ بتجربة عملية في البحر باستخدام اسلوب المعالجة بالفيروسات آكلة البكتيريا. وسوف يعمل على احاطة المرجان المصاب بمرجان سليم, وسيحقن فيروسات آكلة البكتيريا في عينة واحدة من المرجان. فاذا سارت الامور كما في حالة التجارب المخبرية, فإن الفيروسات ستأخذ بمهاجمة البكتيريا المضرة وتتكاثر بداخلها, بما يلغي تأثيرها على الطحالب التي تنمو على المرجان. ويقول روزنبرغ انه اذا حصل على نتائج ايجابية, فستكون الخطوة التالية تكرار التجربة على عينة اوسع بكثير, ويقول أنه مع 13 غالوناً من المحلول اللازم الذي يحتوي على نحو اربعة ملايين فيروس لكل غالون, فإنه سيمكن معالجة نحو 30 ميلاً من المرجان.
منقول | |
|