البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: العائلة تشكل ركناً أساسيا في فكرة الحب الجمعة مايو 13, 2011 7:31 pm | |
|
العائلة تشكل ركناً اساسياً فـي فكـــرة الحــب
من المعروف ان المجتمع العربي يمارس في مختلف طبقاته وألوانه الاجتماعية والدينية عرف الاعتماد على العائلة لاختيار شريك او شريكة الحياة لأنجالهم.ويعتمد هذا العرف في أغلب الأحيان على فلسفة أن الحب هو حصيلة الزواج، أي أن الحب ينمو ويترعرع في معترك الحياة الزوجية بما يشمل ذلك أفراحها وأتراحها. وبما أن العائلة تشكل ركنا اساسيا في تركيب المجتمع العربي فإن مبدأ مشاركة العائلة او الاعتماد عليها في اختيار شريك الحياة يعتبر سندا لتحاشي الخطأ وسيادة حسن الاختيار.ومن المعروف ايضا ان ممارسة هذا العرف الاجتماعي في المجتمع العربي يبقى مرفوضا من قبل المجتمع الغربي وهو في الحقيقة موضوع انتقاد سلبي ومستمر في الغرب. ويعتبر الغربيون مشاركة العائلة او الاعتماد عليها بصورة رئيسية مبدأ غير مقبول باعتباره تدخل مباشر في حق وحرية الانسان في تقرير مصيره خاصة في مجال التعبير عن مشاعره الداخلية في مثل هذه العواطف الانسانية، وفي قرار اختيار شريك او شركية الحياة. لذلك نجد ان الشبان والشابات في المجتمع الغربي يمارسون حرياتهم الشخصية بصورة مباشرة في اختيار شركاء حياتهم في الحب والعلاقات الاجتماعية دون اللجوء بالضرورة إلى مساعي أو جهود العائلة معتمدين في ذلك على فلسفة مفادها aان الحب هو أساس النجاح لأي علاقة عاطفية، فالحب يأتي اولا ثم يكون الزواج والسعادة حصيلة طبيعية لهo. ويتعرف الشبان والشابات في الغرب على بعضهم البعض في النوادي الاجتماعية او الحفلات والملاهي والجامعات وفي مجالات العمل وغيرها من المناسبات الاجتماعية. وأدى ارتفاع مستوى المعيشة في الغرب، ونزوع المرأة نحو المزيد من الاستقلال واعتناقها لمبدأ ضرورة منافسة الرجل في كافة مجالات العمل بما في ذلك الاستقلال المادي، إلى تقليص الفرص الاجتماعية للتعارف، وايجاد شريك الحب والحياة وبالتالي إلى خلق مشاكل اجتماعية لأجيال عديدة ظاهرتها الوحدة والعزلة واليأس وعطش في الحب والغرام. وتشير الاحصائيات الحالية في لندن على سبيل المثال، كما يشير الى ذلك موقع (ميدل ايست)، إلى وجود مليون ونصف المليون شاب ومليون ومئتي الف شابة في بحث مستمر لإيجاد علاقة حب ناجحة قد تؤدي إلى الزواج وانشاء عائلة. وتم معالجة خطر هذه المشاكل الاجتماعية في الغرب مؤخرا عن طريق تطور فكرة ما يسمى بـ aالحب السريعo. وتمارس فكرة aالحب السريعo في نوادي الانترنت وقد بدأت تنتشر في معظم العواصم الغربية خاصة في بريطانيا واميركا، وتختلف أهداف هذه النوادي حيث تسوق بعضها على اساس التناسق في الأعمار، في حين يسوق البعض الآخر على أساس الاهتمام بالحساسيات للأقليات الدينية او الاجتماعية. ويتوفر في هذه النوادي الفرصة لكل شابة للتعرف على ما بين 20 إلى 30 شابا، وتقتضي قواعد هذه النوادي بان تقضي كل شابة اربع دقائق مع الشبان للتعرف عليهم بصورة سريعة ثم تقرر ايا منهم يصلح ليكون شريكا مناسبا للحب أو الزواج. وتعتمد هذه النوادي على الشابات في اختيار موضوع الحديث وطرح الاسئلة والاستفسارات. ولو تم تركيز الأضواء على فكرة الحب السريع بطريقة سطحية ثم مقارنة هذا العرف الغربي الحديث بالعرف العربي شرط ازالة مبدأ اصرار العائلة على حق المشاركة في الاختيار، لوجدنا ان الحب السريع هو في الحقيقة شكل مبسط من العرف العربي، حيث أن نادي الانترنت الذي لا يوفر الحد الادنى من المشاعر الانسانية من الحب والحنان والعادات والتقاليد، اصبح بديلا في خلق فرص اللقاء للحصول على الحب ثم الزواج. ولربما في هذه المقارنة حكمة. فما ينتقده الغرب من القيم والأخلاقيات والاعراف العربية والأسس الاجتماعية لا يعني مطلقا ان القيم العربية خاطئة او غير مناسبة لمعالجة مشكلة اجتماعية بل ان مثل هذه الانتقادات السلبية قد تكون نتاجا لفراغ فكري أو غباء اجتماعي مقصود أو عفوي لهذه القيم والاخلاقيات العربية. هذا لا يعني مطلقا في هذا المجال تأييدا لعرف تدخل العائلة العربية في اختيار شريك الحياة لأبنائها لأن مثل هذا العرف قد يناسب البعض وقد لا يناسب البعض الآخر، ولكن الهدف هو ضرب المثل خاصة في هذه الفترة التي يتعرض فيها المجتمع العربي من قبل المجتمع الغربي لانتقادات سلبية لاذعة ومستمرة أكثرها غير موضوعي وغير دقيق.
منقول
| |
|