البلد : 
نقاط : 200490
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | موضوع: هجرات الشركس الأولى إلى الأردن وأماكن توزعهم  الأحد مايو 01, 2011 10:36 am | |
|
هجرات الشركس الأولى الى الأردن وأماكن توزعهم
فواز خميس الشوا - قرأنا كثيرا عن الشركس وعن تاريخهم القديم وكتابتهم ولغتهم وعن القفقاس والغزوات في بلادهم والمزايا الجغرافية وجمال بلادهم وجبالهم حتى انني قبل أن أنقب وأبحث كنت أتساءل لم تركوا تلك البلاد الرائعة وتوجهوا صوب الصحراء,والمنافي على اتساعها .
كان ذلك بسبب تمسكهم بدينهم الحنيف, وكان الشابسوغ اول قبيلة شركسية وصلت الى عمان 1868 ميلادية من طريق بلاد الشام, قادمين من تركيا عن طريق بيروت وحلب ولم يكونوا يحملون شيئا معهم كأي شعب مهاجر تاركا بلده وكل ما يملك ، وكان اهم ما يحملونه هو الخناجر(القامة)والمدي والسيوف فهي مكملات اللباس القومي.
سكنوا في اروقة المدرج الروماني والكهوف الكثيرة هناك بجانب سيل عمان الذي ينبع من راس العين متجها الى الشرق.
وكما هو شأن كل مهاجر يفد الى ارض وقوم غريبين عنه في الجنس واللغة فلا بد ان يواجهوا عدم ترحيب من السكان المحليين ولا سيما البدو الذين اعتادوا شن الغارات والغزوات بالاضافة الى الامراض والاوبئة التي تستوطن عادة في الاراضي المهملة والمستنقعات.
وقد مات الكثيرون من الاطفال المهاجرين بسبب الملاريا والتفوئيد،و بقي الشابسوغ على هذه الحالة حتى وفدت افواج جديدة من القبرطاي والبزدوغ على فترات متقطعة حيث بدأوا بالتعاون على الصراع من اجل الحياة كالزراعة التي قاموا بها من ادوات خشبية قاموا هم بصناعتها وتربية الماشية.
وقد راعت الحكومة العثمانية الاعتبارات الامنية لدى توزيع الشركس على مناطق استيطانهم بحيث جعلتهم كالدائرة المحيطة بالعشائر البدوية ليسهل جمع الضرائب والسيطرة على الغزوات.
وهكذا جاءت اماكن استيطان الشركس على الشكل التالي حول مدينة عمان:
1.عمان وقد ضمت معظم المهاجرين من الشابسوغ والقبرطاي والقليل من الابزاخ
2.وادي السير وجميع سكانها من الشابسوغ والبزادوغ والابزاخ.
3.صويلح وسكانها من القبرطاي والشيشان.
4.جرش وجميع سكانها من القبرطاي.
5.الرصيفة وجميع سكانها من القيرطاي.
6.الزرقاء ومعظم سكانها من الشيشان الذين وصلوا 1902-1905 مع شيشان صويلح وقليلا من القبرطاي.
7.ناعور وسكانها من الابزاخ البزادوغ وقليل من القبرطاي والشابسوغ.
وقد لجأت الحكومة العثمانية الى تجنيد الشركس في صفوف قوات الدرك والفرسان وقد وصل ميرزا باشا من بيروت وكان مسؤولا عن الامن في بيروت وصيدا وصور وقام بتشكيل فيلق فرسان الشركس للمحافظة على خط السكة الحديد وفي هذه الاثناء كلف ميرزا باشا بتوزيع الاراضي لجميع سكان القرى الشركسية من المهاجرين.
وهكذا وبعد وصول السكة الحديدية الحجازية الى عمان 1908 بدأت حياة التطور تنتشر بها رويدا رويدا واخذ التجار السوريون يفدون الى عمان وكذلك التجار الفلسطينيون ولا سيما نابلس .
اهم الاحداث التي وقعت بين الشركس والعشائر
اعتاد الشركس زراعة ارضهم وحراستها لمنع الاعتداء عليها وكان البدو يغيرون دائما عليها مما جعل المعارك مستمرة بينهم وقد طلب في النهاية بنو صخر من الشركس مغادرة الارض لانها ارضهم ومكان رعي دوابهم فطلب الشركس من بني صخر ان يرسلوا لهم كافة الدواب الموجودة لديهم لتحميل الامتعة والمغادرة، فعرف زعماء بني صخر بان هذه اشارة على ان الشركس لن يغادروا ارضهم وبعد عدة ايام جرت اتصالات بينهم واسفرت عن تفاهم تام واقام زعماء العشائر وليمة كبرى في راس العين قدمت بها عشرات الذبائح والمناسف، وكان ذلك اول مرة يتذوق فيها الشركس طعم المنسف الاردني، وطبعا كان الاتفاق وديا وان يكون احدهما سندا للطرف للاخر اذا وقع عليه اي اعتداء، هذا واكد بعض المعمرين ان نص الاتفاق بين الشركس والعشائر موجودة لدى عشيرة الزبن الا انه لم يكن بالامكان الاهتداء الى الشخص الذي يحتفظ بها.
وبالطبع فان الحياة استمرت هادئة بعد ما يسمى بالحرب البلقاوية واندمج الشراكسة مع اخوتهم العرب واصبحوا يتحملون المسؤوليات ولهم الواجبات تماما كاخوانهم اهل البلاد.
ومما يدعو الى الفخر والاعتزاز الى ان الشركس في الاردن قد اشتركوا في الجهاد ضد الصهاينة في فلسطين مع اخوانهم العرب في الانتفاضات والثورات التي نشبت منذ عام 1936وفي عام 1948 رحب الشركس باخوانهم اللاجئين من فلسطين في بيوتهم شانهم في ذلك شان اخوتهم الاردنيين وقاسموهم لقمة الخبز منذ بداية النكبة.
ويسجل لهم الأحتفاظ بالذاكرة الجمعية للأرض التي هجروا منها والأنتماء للأرض التي قدموا اليها فقد تولت بعض النخب الشركسية المناصب العليا في الدولة كرئاسة الوزراء والوزراء والاعيان والقوات المسلحة الاردنية والامن العام ومديرية الشرطة وغيرها .
« قالمق شاي»
قبل وصول المهاجرين الشركس الى عمان لم يكن الشاي معروفا هنا وكما يقول البعض من انهم هم الذين اتوا بالشاي معهم ، ولدى الشركس صنف اخر من الشاي يعرف عندهم باسم (قالمق شاي) وهو من نبات الحميض بعد ان ينشف ويغلى ويضاف الى منقوعه الاحمر اللون الحليب والقشدة وقليل من الملح والفلفل الاسود ولا يزال هذا الشاي تستعمله بعض الاسر حتى اليوم.
اما الشبس وباسطة وهي الاكلة الشركسية الشهيرة فهي تمتاز بالفلفل الاحمر الحار جدا وتؤكل عادة في فصل الشتاء لانها بالصيف تجعل جسمك عبارة عن فرن يحترق، ولا شك بانها اكلة لذيذة جدا وطبعا فهي من التراث الشركسي حيث كانت تؤكل في بلاد القفقاس لان تلك البلاد باردة، اما الحلفا المحشوة بالبطاطا الحارة او بالجبنة الشركسية فهي من الاكلات الخفيفة ولها شعبية كبيرة.
وقد عرف الشركس بروح التعاون فيما بينهم واذا تاخر فلاح عن حراثة ارضه بسبب ما هب زملاؤه الفلاحون الى حراثة ارضه واذا عجز احدهم عن بناء بيته سارع الجميع الى اكمال ذلك البيت.
ومن اكبر العيوب لدى الشركس ان يشاهد احدهم المرأة في بيتها ولو لم تربطه بها اية صلة او قرابة وهي تقطع الحطب او تنشل الماء ولم يسرع الى اخذ الفاروعة من يدها ويقطع الحطب بدلا منها او اخذ دلو الماء ونشله من البئر .
وللمرأة منزلة كبيرة عند الشركس فهم يحترمونها ويقدمونها على انفسهم في المجتمعات والمجالس ، ومن النادر ان يتجرأ شاب على خطبة فتاة قبل ان يتعرف على أمها وهناك مثل يقول (اعرف الام قبل ان تخطب الفتاة).
وللشركس حرية تامة للاختلاط مع الفتيات داخل بيوتهن وفي المجتمعات والاندية وحفلات الرقص الشعبي ويرفرف على جو الاختلاط روح من الانسجام والتفاهم ويستطيع الشاب الشركسي ان يتزوج من اية فتاة يحبها وتحبه وليس للاب او للام اية سلطة على ارادة الفتاة اذا ارادت الزواج من شاب احبته وكل ما للاب او للام من سلطة عليها هو النصح في حالة عدم الموافقة على مثل هذا الزواج.
ترجمة مفردة «كواس»
وفي حالات نادرة لا يوافق الاب او الاخ على زواج الفتاة من شاب تقدم لطلبها ، وفي هذه الحالة تتسلل الفتاة مع الشاب الذي ينقلها الى بيت احد اصدقائه لاتمام مراسم الزواج وهو ما يعرف بالخطف في حين ان الواقع ليس خطفا بالمعنى المعروف لهذه الكلمة فكلمة(كواس) الشركسية ترجمت خطأ الى كلمة خطف بالعربية، اما معناها الصحيح فهو التسلل بقبول، والقبول من الفتاة هو شرط اساسي في الشرع الاسلامي في حالة الزواج.
والمهر عند الشركس زهيد جدا اذا يكفي للرجل ان يقدم قطعة سلاح او راسا من الخيل او ما شابه وقد حل هذا الموضوع بالاردن فالشاب الشركسي لا يدفع اكثر من 150 دينارا معجلا وضعف هذا المبلغ مؤجلا.
وليس عند الشركس طلاق الا في حالات نادرة جدا، وهناك مثل شركسي يقول (احجار السيل تتصارع عند الفيضان) فالزوج والزوجة قد يختلفان ويتصادمان ولكن قلما يؤدي ذلك الى فك عصمة الزوجية.
اما تعدد الزوجات فيكاد يكون معدوما الا في حالات نادرة كان تكون الزوجة عاقرا. وفي هذه الحالة تقوم الزوجة الاولى بخطبة الزوجة الثانية لزوجها وبرضاها التام, والكلام عن الشركس كثير وكثير جدا فهم كما ذكرت في مقالات سابقة انهم اخوة اعزاء و لهم بصمات واضحة على تاريخ هذا البلد لما قدموا من خدمات لا تنسى.
منقول
| |
|
