البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: التصميم .. هو أحد أسباب كارثة تشير نوبل الأحد أبريل 24, 2011 9:18 am | |
|
التصميم .. هو أحد أسباب كارثة تشيرنوبل
أظهرت دراسات أن المفاعل السوفييتي الذي استخدم في محطة تشيرنوبل النووية كان يعاني من عدد من أوجه القصور في التصميم أسهمت في كارثة عام 1986. فعلى خلاف المفاعلات الحديثة، لم يكن مفاعل تشيرنوبل، والمعروف بأنه من طراز مفاعلات «آر بي إم كيه» مصمما لاحتواء تسربات إشعاعية غير متوقعة. المفاعل نفسه كان مثبتا داخل وعاء رقيق من الصلب تحيط به طبقة خرسانية، بينما تم بناء المفاعل وفق معايير البنايات الصناعية القياسية. صحيح أن الوعاء والطبقات المحيطة به كانت كافية لاحتواء أي تسرب إشعاعي خلال التشغيل الطبيعي، إلا أن أيا منها لم يكن مصمما لاحتواء انفجارات بخارية أو هيدروجينية يسببها ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن خروج المفاعل عن السيطرة. دمرت الانفجارات التي وقعت في تشيرنوبل، فلب المفاعل وجزءا كبيرا من سقف مبنى المفاعل، ما أدى إلى تسرب كميات كبيرة من الركام الذي تعرض لكميات كبيرة من الإشعاع. الأدوات التي كان القائمون على تشغيل مفاعل «آر بي إم كيه» يستخدمونها للسيطرة على كثافة التفاعل النووي- قضبان تحكم طولها ستة أمتار-كانت أحد الأسباب التي أسهمت في وقوع الحادث. ولأنها مصنوعة من مادة كربيد البورون والتي تتميز كمثبط للتفاعل النووي، تم وضع تلك القضبان في قلب مفاعل «آر بي إم كيه» لإبطاء وتيرة التفاعل، ويمكن وقف تسلسل التفاعل النووي ومن ثم وقف ارتفاع درجة حرارة المفاعل، إذا تم دفع عدد كاف من قضبان التحكم بعمق كاف في قلب المفاعل. غير أن أطراف قضبان التحكم في المفاعلات من طراز «آر بي إم كيه» مصنوعة من الجرافيت، وهي نفس المادة المستخدمة في قلب المفاعل. المعروف أن الجرافيت يبلغ درجة الاحتراق عندما تبلغ درجة حرارته 730 درجة مئوية-وهي درجة حرارة منخفضة وربما تكون مصدر خطورة، نظرا لكم الحرارة الذي قد يولده التفاعل النووي. مشكلة أخرى تتعلق بتصميم مفاعلات «آر بي إم كيه» تتمثل في أن التصميم يسمح بتحرك قضبان التحكم داخل وخارج المفاعل بسرعة محسوبة وبطيئة نسبيا. وفي حال حدوث زيادة مفاجئة في كم الطاقة، فمن المحتمل أن تبلغ قضبان التحكم في مفاعلات «آر بي إم كيه» الموقع المناسب لتثبيط التفاعل النووي في وقت متأخر للغاية ومن ثم لا تستطيع الحيلولة دون منع تسارع التفاعل النووي. ما حدث في تشيرنوبل زيادة سريعة للغاية في درجة حرارة المفاعل تسببت في انصهار الأطراف الجرافيتية لقضبان التحكم. وعندما بادر المهندسون لتشغيل أجهزة الطوارئ التي توقف المفاعل، لم تنجح القضبان من التغلغل في قلب المفاعل بكامل طولها بل الثلث فقط، قبل أن تعلق في قنواتها، وهو ما لم يكن كافيا للحيلولة دون تسارع التفاعل النووي. اشتعلت النيران بعد ذلك في الجرافيت ما أدى إلى تصاعد دخان مشبع بالإشعاع، تمكن من الانطلاق للهواء عبر مبنى المفاعل غير المسقوف. الأسوأ من ذلك هو أن حرائق الجرافيت لا يمكن إخمادها بسهولة. قصور آخر متأصل في مفاعلات «آر بي إم كيه» يتمثل في التسارع غير المتوقع في التفاعل النووي عند تشغيل المفاعل على مستويات طاقة أدنى. كان المهندسون في محطة «إيجنالينا» النووية في لتوانيا، والتي تحوي مفاعلات من طراز «آر بي إم كيه» هي الأخرى، اكتشفوا هذا العيب قبل كارثة تشيرنوبل. غير أن الحكومة السوفيتية أبقت على ما توصل إليه مهندسو إجنالينا سرا، ولم يعرف مهندسو تشيرنوبل عنها شيئا عندما أجروا اختبارا لتشغيل مفاعل بطاقة منخفضة، في الساعات الأولى من صباح السادس والعشرين من نيسان/أبريل 1986 ، يوم حدوث الكارثة. لقد تم وقف عمل معظم المفاعلات النووية من طراز»آر بي إم كيه» بعد تشيرنوبل. غير أن روسيا تواصل تشغيل ستة منها، لكن بعد تحديث نظم السيطرة والوعاء الحاوي لقلب المفاعلات وكذا معدات الأمان. (د ب أ)
| |
|