البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الإعاقة العقلية .. مفهومها والوقاية منها الأحد أبريل 03, 2011 5:03 pm | |
|
الإعاقة العقلية .. مفهومها والوقاية منها
عبد الرحمن محمود جرار - مشرف التربية الخاصة – دولة الكويت
تُعرِّف الجمعية الأمريكية للإعاقات العقلية والتطورية الإعاقة العقلية Mental retardation على أنها إعاقة تتصف بانخفاض ملحوظ في كل من الأداء العقلي والسلوك التكيفي الذين تمثلهما المهارات المفاهيمية والاجتماعية والتكيفية العملية . وهذه الإعاقة تظهر قبل بلوغ الفرد الثامنة عشرة من عمره. وتتمثل المهارات المفاهيمية في : اللغة والقراءة والكتابة ، الوقت ، النقود ، الأعداد ، والتوجيه الذاتي . وتشمل المهارات الاجتماعية : العلاقات الاجتماعية ، المسؤولية الاجتماعية ، تقدير الذات ، حل المشكلات الاجتماعية ، واتباع التعليمات . أما المهارات العملية فهي: مهارات الحياة اليومية»العناية بالذات» ، المهارات المهنية ، الرعاية الصحية ، السفر والتنقل ، السلامة العامة ، استخدام النقود ، استخدام الهاتف . وتصنف الإعاقة العقلية إلى الإعاقة العقلية البسيطة Mild والإعاقة العقلية المتوسطة Moderate والإعاقة العقلية الشديدة Sever والإعاقة العقلية الشديدة جدا Profound . وتشير المراجع العلمية أن معظم حالات الإعاقة العقلية هي من المستوى البسيط ، وذوي الإعاقة العقلية البسيطة أشخاص قابلون للتعلم ، ووجه الضعف الرئيس لديهم يكمن في الجانب الأكاديمي، أما نموهم بشكل عام فيبدو بطيئا بنسبة بسيطة إلى متوسطة. أما ذوو الإعاقة العقلية المتوسطة فيظهر عليهم تأخر نمائي واضح في مرحلة ما قبل المدرسة ، وكثيرا ما تكون لديهم مظاهر جسمية ومشكلات حركية تميزهم عن غيرهم ، وقد يستطيع هؤلاء الأفراد الاعتماد على أنفسهم جزئيا ولكنهم يظلون بحاجة إلى إشراف من نوع ما. أما ذوو الإعاقة العقلية الشديدة فيحتاجون إلى رعاية وإشراف متواصلين . ويعاني الكثير من هؤلاء الأشخاص من مشكلات صحية. ويكون لديهم تأخر نمائي واضح ، وتركز البرامج على تعليمهم مهارات الحياة اليومية والتكيفية، ولا يستطيع معظمهم الاستقلال كاملا في سن الرشد. أما ذوو الإعاقة العقلية الشديدة جدا فإنهم يحتاجون إلى دعم شامل طوال حياتهم ، وغالبا ما يكون لدى هؤلاء الأشخاص اضطرابات دماغية واضحة لا يقدرون معها على التكلم والتنقل أبدا وتكون مهاراتهم الكلامية- اللغوية والحركية محدودة جدا. ليس هذا وحسب بل أن كثيرا منهم يكون لديهم إعاقات متعددة، ويتم تدريبهم في مؤسسات أو مدارس خاصة معزولة. أسباب الإعاقة العقلية لا يمكن تحديد سبب الإعاقة العقلية في معظم الحالات ، ومن أهم العوامل السببية للإعاقة العقلية في مرحلة ما قبل الولادة نقص الأكسجين عن الجنين بسبب مشكلات في الحبل السري ، إصابة الأم بالحصبة الألمانية ، إصابة الأم بمرض السكري ، التدخين وتناول الكحول والتعرض للأشعة ، وسوء التغذية ، والعوامل الوراثية. أما العوامل التي قد تسبب الإعاقة العقلية أثناء الولادة فمنها: نقص الأكسجين أو اختناق الجنين ، التخدير ، النزيف ، تأخر الولادة ، الخداج (الحمل الذي تقل مدته عن 37 اسبوعا) أو الولادة القيصرية ، اليرقان الشديد (الاصفرار)، وعسر الولادة. أما في مرحلة ما بعد الولادة فان الإعاقة العقلية قد تسببها عوامل مثل: إصابات الرأس ، والتهابات الأغشية الدماغية ، الحمى ، اضطرابات الأوعية الدموية ، نقص الأكسجين ، إساءة استعمال العقاقير الطبية ، الاضطرابات الأسرية والحرمان النفسي والبيئي. الوقاية تبدأ الوقاية من الإعاقة العقلية في مرحلة ما قبل الحمل من خلال إجراء بعض الفحوصات لكلا الزوجين للتأكد من عدم إصابة الأم بأمراض مزمنة وخطرة أو إعطاء مطاعيم محددة أو إجراء فحوصات جينية للتأكد من أن الوالدين لا يحملان صفات مرضية خطرة كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا ، وبالتالي تقدم خدمات الإرشاد الجيني وتجرى الاختبارات الكشفية . وبما أن الإعاقة العقلية لا يعرف لها أسباب عضوية في معظم الحالات فمن الطبيعي أن تتوجه كثير من الجهود الوقائية نحو عوامل الخطر البيئية. ففي البداية يجب أن تتضافر الجهود لعدم حدوث الإعاقة العقلية من الأساس وهذا يكون من خلال الرعاية الطبية المناسبة أثناء فترة الحمل والتي تتمثل في عدم تناول المشروبات الكحولية او التدخين ، والمحافظة على التغذية الصحية الكاملة للام الحامل ، وتجنب التعرض للأشعة السينية ، أو تناول العقاقير إلا بوصفات طبية. أما إذا حدثت الإعاقة العقلية فان الإجراء الوقائي في هذه المرحلة يتضمن العمل على عدم تفاقم الاعتلال الحاصل ووصوله إلى مرحلة العجز ، وهذا يتم من خلال الاكتشاف المبكر لحالات الاعتلال والبدء بالعلاج مبكرا ، وغالبا ما يتم الكشف عن حالات الاعتلال من خلال الاختبارات الكشفية. ومن الاضطرابات التي يمكن الكشف عنها على سبيل المثال حالة الفنيل كيتون يوريا PKU (وهي اضطراب وراثي يعجز الجسم فيه عن القيام بعمليات التمثيل الغذائي الطبيعية لمادة الفينيل ألانين «وهي حمض اميني توجد في البروتينات كالحليب» وينتج ذلك عن قصور في الإنزيم الكبدي المعروف باسم الفينيل الأنين هايدروكسيليز وتكون النتيجة زيادة معدل الحمض في مجرى الدم وذلك وضع غير طبيعي ويُحدث تلفا في الدماغ كذاك الذي يسببه التسمم ). إضافة للحالة السابقة فهناك أيضا الجلاكتوسيميا (وهي مرض وراثي يعجز الجسم فيه عن تمثيل الجلاكتوز – وهو مادة كيميائية تنتج عن هضم الحليب - . وبسبب ذلك ترتفع نسبة الجلاكتوز في الدم والبول مما يؤدي أحيانا إلى إعاقة عقلية.وهذه الحالة يمكن اكتشافها مبكرا من خلال إجراء تحاليل للبول) . اضافة للحالتين السابقتين فإن الاختبارات الكشفية كثيرا ما تظهر القصور الحاصل في الغدة الدرقية ايضا. أما في حال تطور العجز إلى حالة إعاقة والتي فيها يصبح الفرد غير قادر على تأدية وظائفه الطبيعية في الحياة اليومية مقارنة بالآخرين ، فان البرامج الوقائية في هذه المرحلة تركز على مساعدة الفرد على استعادة ما يمكن استعادته من القدرات الجسمية والعقلية ومنع حدوث المضاعفات أو التخفيف منها على اقل تقدير. أما الوسائل التي يمكن توظيفها لتحقيق هذه الأهداف فهي تشمل تقديم الخدمات الخاصة والتأهيلية ، والخدمات المساندة (العلاج الطبيعي ، والوظيفي ، والنطقي ، والترويحي) والخدمات التدريبية والإرشادية للأسر ، وتوفير فرص الاندماج الاجتماعي.
| |
|