البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة - فأردت أن أعيبها الجمعة ديسمبر 24, 2010 11:29 am | |
|
شيء من اللغــة - فأردت أن أعيبها
د. كامل جميل ولويل - افعال ثلاثة وردت في سورة الكهف وهي: أردتُ، فأردنا ان يبدلهما ربك، فأراد ربهما، ورد الفعل الاول (أردتُ) على لسان الخضر عليه السلام وهو يشرح لموسى (عليه السلام) عن سبب خرق السفينة، واما الثاني (فأردنا) فورد عن الغلام الذي كان سيء الخلق والطغيان والكفر، وأما الثالث فورد عن الجدار الايل للسقوط، وكان تحته الكنز، ولو سقط الجدار لهاجت القرية الشحيحة اليه لتنهبه لا لتصلح امره، فحافظ الخضر بذلك على الكنز لليتمين، ما السر في اختيار هذه الكلمات الثلاث؟ لقد نسب في قوله (اردتُ) عيب السفينة لنفسه مع انه مأمور بذلك، ومثل ذلك في اردنا وفي اراد ربك، فكل الحالات من الله تعالى والخضر مأمور بذلك. ان الموقف الاول نتج عن تساؤل موسى لما رأى الخضر خرقها دون أي سبب فقال كما ورد في كتاب الله :أخرقتها لتغرق اهلها لقد جئت شيئا امرا، وقد اجل الخضر الاجابة حتى صارت ثلاثة اسئلة ثمة اجابه، ولكنا نستبق القول لنربط السؤال بالاجابة مباشرة، قال الله تعالى على لسان الخضر: اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان اعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غضبا، قال (أردت) لانه كمخلوق عابد ومطيع لا ينسب السوء الظاهري الذي يراه سوءا الى الله تعالى فقال اردت. اما الموقف الثاني فانه لا يخرج عن باب التأدب مع الله ايضا، قال سبحانه :وأما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا فاردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة واقرب رحما، هذه المسألة لها وجهان الاول قتل الغلام الفاجر، والثاني طيب خير وهو ايمان الابوين وعبادتهما وسلامتهما من الفجور، فقال الخضر فأردنا، جَمَعَ لان الذي يريده الله يريده الخضر ويريده موسى والعباد الصالحون جميعا، او قل هذه هي القاعدة لابد الابد، وآية التحريم تؤيد ذلك، اذ قال سبحانه عن زوجتي النبي ''وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهر'' المقصود ليس القوة بل القاعدة أي العبادة واتباع ارادة الله. واما الثالث ''أي اقامة الجدار فكله خير في خير، بناء الجدار خير، والحفاظ على اموال اليتمين خير، وبلوغ اشدهما خير، فنسب المؤمن الصالح العبد المتقي هذا الامر كله لله، وهذه النسبة هي طبيعة كل مؤمن.
| |
|