لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصص مثيرة من عالم الدواء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : قصص مثيرة من عالم الدواء Jo10
نقاط : 200490
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

قصص مثيرة من عالم الدواء Empty
مُساهمةموضوع: قصص مثيرة من عالم الدواء   قصص مثيرة من عالم الدواء Icon_minitimeالإثنين أبريل 19, 2010 1:31 pm



قصص مثيرة من عالم الدواء



عادل محمد علي الحجـــاج - يبحث الإنسان بطبعه عن أي شيء يشفيه من الأمراض التي تهاجمه وتفتك به لذا نراه يبحث في كل مكان على سطح الارض عن مصدرلا جديد لدواء ينقذه من هذا المرض أو ذاك.
* وفي عام (1949م) كتب المحرر العلمي في جريدة التايمس البريطانية ان بذور أحد النباتات التي تستعمل في تسميم السهام التي يستخدمها السكان المحليون في إفريقيا الوسطى والمسماة (الستروفانش) فيها الشفاء للملايين من المصابين بالروماتيزم والحمى الروماتيزمية.
وقد ثبت ان هذا النبات يحوي مادة (السارمانتوجتين) التي يمكن تحويلها بثماني عشرة خطوة إلى (الكورتيسون) في حين كان قد تم تحضيرها من أحماض الصفراء على يد الدكتور (ساريت) عام 1944م في سبع وثلاثين خطوة مما جعل سعرها غالياً.
وقد حسب بأن طناً واحداً من بذور الستروفانش يعادل (12.500) طن من وزن الثيران التي تذبح للحصول على الكمية نفسها من (الكورتيسون) ... وهذا يعني الحاجة إلى ذبح ألاف المواشي للحصول على كمية من الكورتيسون تفيد مريضاً واحداً! ونظراً لأهمية هذا النبات في معالجة أمراض الروماتيزم فقد قام المعهد الوطني الاميركي للصحة بتشكيل وفد كبير ورفيع المستوى برئاسة العالم النباتي الدكتور بالدوين من دائرة الزراعة للحصول على بذور نبات الستروفانش بأي ثمن. ووصلت معلومات لهذا الوفد بان هذا النبات النادر الضائع في إفريقيا الوسطى موجود بوفرة في دولة ليبيريا. لكن هذا الحلم الوردي للحصول على الكورتيسون من بذور الستروفانش وبشكل سريع ويسر قد تبدد بسبب المشاكل الجمة التي واجهها الباحثون في بحثهم عن هذا الكنز المفقود. ومن جملة هذه المشاكل صعوبة الحصول على كميات اقتصادية من البذور في غابات ليبيريا الاستوائية، حيث ان هناك (200 نوع) بعضها لاتحوي مادة (السارمانتوجتين) إضافة إلى بطء نمو النباتات وصعوبة زراعتها وسميتها العالية. ولكن بريقاً من الأمل ظهر في هذا الأثناء بوجود مصدر نباتي أخر لتحضير الكورتيسون.
* وفي عام (1861م) كتب الباحث النباتي (سرجون كيرك) مقالة في إحدى المجلات العلمية يصف فيها كيفية اكتشافه عن طريق المصادفة إحدى أهم الأدوية في الطب الحديث.
فبينما كان سرجون كيرك يتجول في مجاهل إفريقيا الوسطى جلبت انتباهه مادة (الكمبي) التي كان السكان المحليون يستعملونها في تسميم السهام. وقد ذهبت محاولاته سدى لمعرفة سر هذه المادة والمصدر النباتي لها. إذ ان السكان المحليين لم يبوحوا له بذلك.
وفي احد الرحلات في الغابة اعترض طريقه غصن تدلت منه قرنات جميلة حاول كيرك قطفها باليد ولكن المرافقين الأفارقة منعوه من ذلك خوفاً على حياته وأباحوا له بالسر فقالوا له ان مادة الكمبي عبارة عن عصير هذا النبات. إذ ان كمية صغيرة منها وان أصبحت تحت الأظافر تسبب الموت المحقق. وقد تم تشخيص النبات كأحد أنواع الجنس (ستروفانش). لقد صادف وان لاحظ كيرك أثناء غسل أسنانه بالفرشاة ان نبضاته بدأت بالانخفاض والرجوع إلى الحالة الطبيعية لأنه كان مصاباً بالحمى في ذلك اليوم وكانت نبضاته عالية. وقد لاحظ وجود بقايا النبات في جيبه مع الفرشاة وكان طعمها مراً للغاية، وشجعت هذه الملاحظات فريقاً من الباحثين من جامعة أدنبرة البريطانية لدراسة هذا النبات وتم اكتشاف مادة (الستروفانثين) المقوية للقلب عام (1885م)، وأدخلت في دساتير الأدوية لبعض الدول الأوروبية كبديل للرجتالس في علاج أمراض القلب. وهكذا أصبح السهم السام سهماً حكيماً للقلوب العليلة.
* في عام (1935م) ترك العالم الأمريكي الكيميائي (ماركر) مؤسسة (روكفلر) ليعمل في جامعة بنسلفانيا وكان هذا العالم قد نشر (147) بحثاً عن كيمياء الستيرولات لحساب شركة بارك رفز للأدوية وسجل ما يقارب الـ (75 براءة اختراع) باسم الشركة. وفي تلك الفترة أصبح مغرماً بكيمياء الهرمونات الجنسية التي لم تكن متوفرة إذ كانت تستخلص من الغدد الحيوانية وشيئاً فشيئاً تكونت لديه قناعة بان الجواب لهذه المشكلة يكمن في الستيرولات النباتية. وهذه المجموعة من المركبات توجد في شكل مشتقات كلايكوسيدية تسمى بالصابونيات وهي تتحلل بسهولة إلى سابوجنين.
تمكن هذا الباحث من عزل مادة (سارسابوجنين) من جذور نبات (سارسابارلا) عام (1939م). وكان هذا النبات يستعمل في علاج المرضى المصابين بالسفلس والروماتيزم وغيرها من الأمراض في القرون الوسطى في أوروبا.
وأثناء تجواله في المكسيك بهدف الحصول على مصادر نباتية غنية بالصابونيات وقعت لماركر حادثة. ففي احد الأيام وكان يعمل في مختبر متواضع كونه في المكسيك مرتجفاً من آلام الروماتيزم الحاد أعطاه طبيب شعبي منقوع إحدى النباتات قائلاً: (هذا دواء جيد يفيد مرضك)، وبعد تناول عدة جرعات منه ظهرت على جسمه طفحات احتقانات مع تلاشي آلام الروماتيزم. وبعد التحري تبين له بأن هذا النبات هو احد أغنى الأنواع بالصابونيات من الجنس (دايوسكوريا اليام المكسيكي). وقد تمكن من عزل مادة (الدايوسجنين) عام (1940م) وبعد فترة نشر عدة مقالات حول تحضير هرمون الحمل (بروجسترون) في خمس خطوات والهرمون الذكري (تستوستيرون) في ثمان خطوات من الدايوسجنين. وبعد هذه النجاحات المذهلة أراد ماركر إنتاج هذه الهرمونات وقد خاب أمله في الحصول على ممول. إذ رفض مشروعه من شركات الأدوية.
ترك ماركر جامعة بنسلفانيا متوجهاً إلى المكسيك للبدء بالمشروع مهما كلفه الأمر وأستأجر محلاً متروكاً للفخارين وحوله إلى مختبر وبدأ بالتجوال في الوديان والسهول بهدف جمع جذور اليام. وفي اقل من شهرين تمكن من الحصول على المواد الأولية وبدأ بالعمل المضني ليل نهار، وفي مدة أسبوعين تمكن من تحضير (25 غراماً) من (البروجسترون) باعه بخمسين ألف دولار وبعده وسع نطاق عمليات الجمع لجذور اليام فأنتج في شهر واحد كيلوغرامين من البروجسترون. وهناك عدة روايات عما حدث لماركر بعد ذلك فإحدى الروايات تقول بأنه ترك محله حاملا معه منتوجه المقدر بمئة وستين ألف دولار. واتفق مع بعض المختصين على إنشاء شركة مساهمة في المكسيك وفي اقل من عام تمكن من تحضير عشرة كيلوغرامات من البروجسترون وهكذا أصبح هذا الهرمون متوفراً وفي متناول المرضى وبسعر متواضع. وعلى حين غرة اختفى ماركر تاركاً الشركة وحل محله شاب مجري الأصل هو الدكتور (جورج روزنكراز) الذي بدأ بتحضير (البروجسترون وتستوستيرون واستروجين) وبذلك نزل سعر الغرام الواحد لحبوب منع الحمل من 200 دولار إلى نصف دولار.
لم يرضى ماركر بما وصل إليه وبدأ يفكر في تحضير الكورتيسون من المصادر النباتية فشرع بالتحري عن هذه المصادر النباتية فوصل إلى أقاصي أمريكا الجنوبية وهناك وقع في اسر المرض في غوتيمالا وكانت حياته في خطر لولا القبائل الهندية القاطنة في تلك المنطقة إذ عالجوه بالأعشاب الطبية. وقد فاجأ ماركر العالم مرة أخرى باكتشافه (مادة البوتوجنين) من اليام المكسيكي التي تتحول بعدة خطوات إلى الكورتيسون وإلى ذلك الحين كان سعر الغرام الواحد من الكورتيسون المحضر من غدة الأدرينالين (8000 دولار أمريكي). وفي الوقت نفسه تمكن فريق من الباحثين في شركة ابجوت الأمريكية للأدوية من تحضير الكورتيسون عام (1952م) بطريقة (بيوكيميائية).
ولاحظ فريق الباحثين بان مادة (البروجسترون) المحضرة من الدايوسجين المستخلص من اليام المكسيكي تتحول عن طريق التحضير باستعمال سلالة خاصة من البكتيريا إلى الكورتيسون. وبفضل مثابرة الباحثين وعلى رأسهم ماركر أصبحت الأدوية الستيرويدية من الهرمونات الجنسية والكورتيسون ومشتقاتها تعد اليوم إحدى أهم مجاميع الأدوية بعد المضادات الحيوية في متناول أيدي المرضى وبأسعار زهيدة جداً بعد ان كانت بأسعار خيالية ولا يحصل عليها إلا الأغنياء فقط.


الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص مثيرة من عالم الدواء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما لا تعرفونه عن التماسيح : معلومات وصور مثيرة
» دراسة مثيرة تثبت أن الإنسان يسمع بجلده
» الإمتناع عن الدواء يخالف الشريعة
» الرسم بحبات الدواء , وخامات أخرى
» عصير الفاكهة يخفف فاعلية الدواء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات الأدبية :: شخصيات وروايات-
انتقل الى: