لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رجل يشاركنا خبرته مع الشعب الياباني بأسلوب رائع جدا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : رجل يشاركنا خبرته مع الشعب الياباني بأسلوب رائع جدا Jo10
نقاط : 200490
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

رجل يشاركنا خبرته مع الشعب الياباني بأسلوب رائع جدا Empty
مُساهمةموضوع: رجل يشاركنا خبرته مع الشعب الياباني بأسلوب رائع جدا   رجل يشاركنا خبرته مع الشعب الياباني بأسلوب رائع جدا Icon_minitimeالأحد مارس 07, 2010 5:04 pm



=========
====


بقيت اليابان معزوله عن العالم لألاف السنين. وهذا الوضع أعطى الشعب الياباني ميزة فريدة في العالم. وقد زرت هذا البلد الجميل الغريب كثيرأ وأرغب بمشاركتكم بعضأ من مشاهداتي هناك :

1- الدين...

اليابانيون من أكثر شعوب العالم في التسامح الديني. فهم يتقبلون جميع الأديان ولكنهم يعطونها نكهة خاصة. والدين القديم في اليابان هو : الشنتو- وهو نوع من عبادة الطبيعة والتناغم المتكامل بينها وبين الروح البشرية.

ثم قدمت البوذية...فتقبلها اليابانيون بسرعة ولكنهم حرفوها لتصبح : بوذية يابانية- زن بوديسم-

هنا : خلقت مشكلة...كيف سيوفق اليابانيون بين الدينين؟

قرروا تدريس الدينين في المدارس ويؤخذ الأطفال لأداء الطقوس في المعابد البوذية ومعابد الشنتو حتى تبلغ أعمارهم 12 سنة.

بعد ذلك يختار الطفل أحد الدينين ليسجل في سجله المدني !

وزادوا على ذلك بأن كل شخص ياباني يريد الزواج يجب أن يقيم مراسم الحفل في معبد شنتو وكل من يموت يصلى عليه في معبد بوذي !

بل وأجبروا معابد الشنتو بأن تضع داخلها تماثيل بوذية...وتضع المعابد البوذية رموزا من دين الشنتو...

بل ولقد زرت أماكن في اليابان حيث توجد بوابة واحدة للمعبدين...لتسهيل الأمر على الراغبين في الصلاة.

والياباني ممكن أن يكون بوذي ويتزوج من فتاة دينها الشينتو أو المسيحية...وأعرف أصدقاء كثيرين تزوجوا من مسيحيات بدون مشاكل...

ويوجد مركز إسلامي كبير في اليابان بناه بعض المهاجرين المصريين والأفغان في ثلاثينيات القرن الماضي وقد أسلم الكثير من اليابانيين بسببه...

ولكن في الثمانينات..

جاء السعوديون !

لم يعجبهم الوضع في المركز الإسلامي فأقاموا مركزأ على الطريقة السعودية...

والأن عندما تقول لسائق تاكسي : خذني الى المركز الإسلامي ..

يسألك : المركز الإسلامي أم المركز السعودي ؟!

وسوف أتحدث لكم في المرات القادمة عن شخصية الرجل الياباني..

والمجتمع الياباني والمرأة..والإقتصاد ..وكيف تتخذ القرارات...وخلافه...

روح الجماعة ورفض الفردية.

في الديانات الغربية ( اليهودية والمسيحية والإسلام ) تعلمنا : بأن كل شخص مسؤول عن أفعاله أمام الله....بينما في اليابان لا وجود للفرد والفردية.

فالفضيلة في اليابان تنبع من ما يقدمة الشخص لخدمة مجتمعة – الجماعة- وعليه التخلص عن كل شيء يفيده هو شخصيا ويتعارض مع مصلحة الجماعة.
ويقول شاعر ياباني : إذا خدم قلبي الجماعة فإن الألهه ستحرسني بالرغم من نسياني الصلاة لها !

وكلمة : بوشيدو اليابانية بالرغم من تحدرها من ثقافة الساموراي- المحاربون – فإنها تطبق في الشركات اليابانية في الوقت المعاصر وهي تعني أشياء كثيرة منها : الإخلاص الكامل لرئيسك في العمل...الشعور بالفخر الشخصي لخدمة الشركة أو القرية..الإخلاص الكامل للواجب...التضحية بالنفس من أجل الجماعة...وهذه التضحية بالنفس من أجل الجماعة تصل درجات من القسوة حتى الإنتحار !

وقد جن قادة البحرية الأمريكية من إخلاص الطياريين اليابانيين وإنتحارهم بطائراتهم فوق سفن الإسطول الأمريكي بعد نفاذ الوقود في الحرب العالمية الثانية...

وكان يدرب هؤلاء الطيارين الإنتحاريين ضابط متزوج : لديه زوجة وثلاثة أطفال...ولم تسمح له البحرية الأمريكية بالطيران بسببهم...وكان كل يوم يحصي عدد الطيارين الذين فقدهم ويذهب لزوجتة ويبكي.

وفي أحد الأيام سألتة زوجتة عن سبب بكائه فأخبرها بأنه غير مسموح له بالطيران ليدافع عن الوطن لأن لديه زوجة وأطفال...
في اليوم التالي : وجد الزوجة وقد قامت بإغراق أطفالها الثلاثة في البحر وإنتحرت !

بعد مراسيم حرقهم..سمح له بالطيران ليهاجم الإسطول الأمريكي ولم يعد أبدأ !

بسبب هذا الولاء للوطن- الجماعة – لم يستطع الحلفاء إيجاد جاسوس ياباني واحد في الحرب.

قبل مدة زار رئيس شركة نيسان في الشرق الأوسط مدينة الرياض...

إستقبله في المطار : ممثل تويوتا في الشرق الأوسط !!

وقد إستغربت كثيرأ من ذلك حيث اخذ الرجلان يتبادلان المعلومات عن السوق السعودية وكأنهما يعملان في شركة واحدة لا شركتين متنافستين...!

هذا لن يحدث بين رئيسي أية شركتين متنافستين في الغرب حيث تسود الفردية...

والمعلومات في اليابان تتبادل بين المتنافسين..
فأعيب شيء أن يخفي رجل معلومة ويضعها في الدرج الأسفل كي لا يراها أقرانه- كما نفعل نحن-!



مجتمع عامودي التركيب أفقي المعرفة !

بالرغم من أن المجتمع الياباني عمودي التركيب إلا أن القرارات تتخذ بطريقة أفقية !

العمر, السلطة, الجنس , الدرجة الوظيفية , المكانة والخبرة تحدد العلاقة بين الأشخاص في أي مجتمع.
ولكن في اليابان هذه العلاقات تتخذ بعدأ كبيرأ يحدد علاقة الشخص مع عائلته وعمله ومجتمعه.
الطالب مع الأستاذ, الأباء مع الأبناء, الرئيس مع مرؤسيه , الزوج والزوجة...كل يعرف حدود حقوقه وواجباته...

إذا حدثت لموظف مشكلة في إدارة ما مع موظف من نفس الدرجة في إدارة أخرى فإن أفقية القرار تحتم عليهما حل المشكلة – أفقيأ- بدون اللجوء لرؤسائهما !
وقد عانيت كثيرأ في عملي مع اليابانيين من هذا النظام...فرئيسي لن يدعمني ضد أحد من أقراني بسبب مشكلة حدثت بيني وبينه...بل سيطلب منا حل مشاكلنا وإتخاذ قرار مشترك وهذا القرار سيكون ملزمأ لرئيسي ورئيسه أيضأ !

وهكذا فإن القرارات تتخذ في الإدارة الوسطى بطريقة أفقية ثم ترفع للإدارة العليا لتتحول وتصبح السياسة الشركة الرسمية.

وأفقية القرار هذه ملزمة للمجتمع الياباني كله ولأعطكم مثالآ :

إذا إكتشفت قرية يابانية مثلآ طريقة جديدة ناجحة لإعلاف الابقار فإنها لا تحتفظ بها لنفسها بل وتقوم بالتعريف بالطريقة الجديدة...وعندما تكتشف الحكومة بأن هذه الطريقة ناجحة فإنها تصبح قاونأ يلتزم به كل مربي الأبقار...

إكتشف رجل ياباني – بعد أزمة النفط سنة 73 م- طريقة لإبقاء مزارع الشاي دافئة حتى لا يفسد الصقيع المزارع بدون إستعمال المزيد من النفط...وهي بإبقاء الهواء الساخن فوق المزارع وبعد مدة أجبر كل مزارع للشاي بإستعمال الطريقة...وهذا يفسر السبب أن إستهلاك اليابان من النفط مايزال في مستوى السبعينات من القرن الماضي !

عندما تكتشف شركة سيارات يابانية طريقة جديدة لتوفير الوقود فإنها تخبر وزارة الصناعة فورأ...الوزارة تخبر مهندسي الشركات الأخرى بتطبيق الطريقة فيذهب المهندسون للشركة المخترعة للدخول في دورات لتعلم الطريقة الجديدة !
هذه الأفقية في تبادل المعلومات تساعد الشركات اليابانية على المنافسة في السوق وإفادة الوطن..



العمل ..

يوجد خمسة عشرة كلمة مرادفة لكلمة عمل في اللغة اليابانية !
الرجل الياباني يتزوج الشركة ولا يتوظف فيها..وظيفته مضمونة مدى الحياة مهما بلغت ظروف الشركة من سوء. عندما تسوء ظروف شركة ما يقبل الموظف الياباني بأن ينزل دخله للنصف ولا يتركها !
ولكن عندما تتحسن الظروف فإن راتبه يعود للإرتفاع.
هذا التوظيف –مدى الحياة أعطى الشعور للموظف الياباني بالأمان حتى أن بعض الشركات تجعل الموظفين يغنون أنشودة الشركة في الصباح-تمامأ كأنه النشيد الوطني !
ولأن الياباني يعتبر نفسه جزء من الشركة- وبالتالي الأمة- فإنه يهتم بمصيرها تمامأ كمالكها...
وهذا يفسر العمل لساعات طويلة وبقائه في المكتب.وقد زرت مصنعأ يابانيأ يعمل رئيسه حتى الثامنة مساء...ويبقى الموظفون في المصنع حتى يشاهدوا الإضاءة وقد أطفئت في مكتبة قبل المغادرة.

وفي يوم ما أطفأ رئيس المصنع الضوء وغادر المصنع بالرغم من أن لديه أعمال لم تنجز...وذلك رحمة بموظفيه...ولكنه عاد بعد ساعة لإنجاز أعماله...ولإستغرابه إكتشف أن الموظفين قد عادوا بعد ساعتين لأن أحدهم شاهد مكتب الرئيس مضاء !
ويوم السبت بالرغم من أنه عطلة رسمية فإن نصف موظفي أية شركة يابانية يعملون...فموظفي قسم ما يقسمون الشهر مناصفة بينهم فيأتي نصفهم للمكتب هذا السبت بينما يأتي النصف الأخر في السبت القادم..

والرجل الياباني لا يأتي لمنزلة بمجرد إنتهاء ساعات العمل....الزوجة تغضب إذا فعل ذلك !
لأنها تفقد ماء وجهها أمام الجيران...والذي يأتي الى البيت بمجرد إنتهاء ساعات العمل لا يعتبر رجلآ مهمأ...وقد أخذني أحدهم لمنزلة وبقي يدور في الحارة لمدة 45 حتى لا تفقد زوجته ماء وجهها...وعندما أخبرته بأنني أشجع هذه العادة اليابانية لأنها تجعلهم يستهلكون المزيد من البنزين أجاب : لا تفرح كثيرأ فنحن سوف ننتج سيارة كهربائية في القريب العاجل !

متعة لحاستي النظر والذوق :

الأكل الياباني متعة للناظرين قبل أن يكون متعة للذواقة. فلا يوجد غذاء في العالم مرتب كما هو الأكل الياباني. إذا كنت تبحث عن أكل غريب فاليابان هي المكان-الأسعار عالية جدأ-
ومشكلة عدم شهرة الأكل الياباني-مقارنة بالصيني مثلآ-هو إستحالة إتقانة خارج اليابان لعدم وجود المواد الطازجة.
أشهر طبقين في اليابان هما : التيمبورا والسوكي ياكي.
التييمبورا هو غذاء مقلي من الأسماك أو الخضار يقدم مع الأرز الأبيض...وهو من أقدم الأطباق اليابانية.
ويعدة الطباخ أمامك في غرفة خاصة.
بينما السوكي ياكي هو طبق من اللحم إشتهر في عصر النهضة...

واليابانيون يأكلون كل شيء يخرج من البحر...والمأكولات البحرية في اليابان هي الأفضل في العالم.
وقد دعاني بعض الأصدقاء لأتذوق قطعة من سمك التونا البيضاء...وهذه السمكة لها قصة !

فهي توجد على سواحل برتيش كولومبيا في كندا فقط وتزن الواحدة منها حوالي 150 كيلو غرام...وعندما يتم إصطياد واحدة فإنها تشحن فورأ بالطائرة الى اليابان ليتم توزيعها على المطاعم الفاخرة.
وقبل تذوقها شاهدنا فيديو عن طريقة صيدها !

وجلس الأصدقاء وهم ينظرون لي لمشاهدة ردة فعلي..

بالنسبة لبدوي مثلي فإن طعمها لا يختلف عن طعم أية سمكة أخرى !...ولكنني جاملت وهززت رأسي مبديا إعجابي بما تذوقت- خاصة وأنا أعرف المبلغ الكبير الذي دفعوه ثمنأ لها...

وهنالك سمكة أخرى لها قصة أيضأ :

إسمها : فوجو..وهي أكثر سمكة سامة موجودة في البحر...!
ولها مطاعم متخصصة وطباخوها يجب أن يحصلوا على ترخيص من وزارة الصحة...لإزالة الجزء السام منها...
وتجد على لوحة المطعم إعلان يخبرك عن أخر زبون توفي في المطعم من أكل هذه السمكة !

( أخر زبون توفي هنا كان في سنة 1916 )..مثلآ..وكلما كان التاريخ قديمأ إزدادت شهرة المطعم وإزدحامه...

وهنالك سمكة صغيرة يأكلها اليابانيون وهي حية...حيث يغمسونها حية في الخل الأبيض فتذهب في غيبوبة مؤقتة..ولكن بعد دخولها المعدة فإن الماء الموجود في المعدة يزيل تأثير الخل مما يجعلها تفيق ! وتقوم ولمدة تسعين ثانية ( بالتلعبط ) في معدتك قبل ان تموت !

وأكل السمك الغير مطبوخ مشهور في اليابان وهي طازج وطريء وليس له رائحة السمك الكريهة كما يتبادر للذهن...لأنهم يغمسونة بصوصات تزيل رائحته الكريهة...وهو نوعان : سوشي وساشيمي..

وأشهر مطعمين في الرياض هما : طوكيو في شارع العروبة وشوجان في فندق الحياة ريجينسي..


الأدب والكياسة...

يستغرب الزائر لليابان كثيرأ من أدب وكياسة ونظام الشعب الياباني...فبما أن الأحادية والفردية مرفوضة فإن الجميع يضحون بحاجاتهم الشخصية من أجل الصالح العام.
يغلق البوليس شارع جينزا يوم الأحد أمام السيارات ويسمح فقط بمرور المارة . يدخل الشارع أكثر من مليوني نسمة ليتسوقون ويأكلون ويشربون...ولكن في الساعة السادسة تمامأ يختفي الجميع تحت الأرض وتخرج السيارات فجأة ولا يبقى في الشارع سوى بعض السياح الذين يستغربون أين إختفى هذا الجمع الحاشد.
في القطارات ينام اليابانيون...ولا يتحدثون!..ومن لم يجد مكانأ فإنه يقف كالتمثال وعيونه مغلقة ! يدخل محطة شينجيكو في طوكيو أكثر من سبعة ملايين نسمة في اليوم ولا تحدث فوضى أو إرباك لحركة الناس إلا إذا وجد بعض الاجانب في المحطة.
الياباني لا يقول : لا لأي سؤال...ولكن هذه لا تعني بأنه يوافقك الرأي !
ولكن بسبب تربيته فإنه لا يستعمل مفردات النفي...
والمضيف لا يريك أي صورة من الصور أو الإيحائات التي تطلب منك المغادرة والمتوقع هو أن تكتشف ذلك بنفسك...

العمل وروح الفريق

العمل معأ هو شعار الإدارة في اليابان...أي أن الإدارة تعمل يدأ بيد مع العمال...وسبب تفوق اليبانيون هو عدم إنعزال الإدارة العليا عن العمال.
وأهم شيء في الشركة اليابانية هو : قيمبا – وتعني أرض المصنع...حيث يعمل العمال...
بينما يدير العمال المصنع ليس غريبأ أن تجد رئيس الشركة أو مالكها وبيده مكنسة ليمسح الأرضيات وينظف لهم الحمامات أو يعد الشاي والقهوة !

وعندما سألت صاحب مصنع : لماذا يعمل ذلك أجاب : العمال مشغولون فهل أجعلهم يوقفوا الإنتاج لينظفوا الأرضيات؟ ثم أن مشاهدتهم لي وأنا أنظف الأرضيات تزيد من إنتاجهم...

وهذا الإخلاص للعمل هو ما جعل هذه الأمة غريبة..

وبرغم أن اليابان لا يفصلها عن أسيا سوى حوالي 100 ميل من البحر فوجودها في هذه القارة غير طبيعي..
واليابان لا تملك شيئأ...فأرضها جبلية وعرة لا تصلح للزراعة ولا وجود فيها لمعادن ولكنها تملك الإنسان الياباني..

والإخلاص للرئيس تحدر من علاقة الساموراي القديمة مع الشوجان ( الزعيم الحربي ) في العصور الوسطى.ثم تم ثبيت هذا الإخلاص لينعكس على الشركات في العصر الحديث بعد إضافة الولاء للوطن والإمبراطور.

شحاذ ياباني..!

لم أشاهد رجلآ يشحذ في اليابان طيلة زياراتي المتكررة سوى مرة واحدة...

ولقد ظننته قسيسأ بوذيأ في البداية. كان يقف في زاوية شارع وأمامه طبق يضع فيه المارة النقود. يقف كالتمثال ولا يضايق المارة ولا يستجديهم وقد وضع على وجهه قناعأ من الخشب ! ولمدة ثلاثة أيام كنت أضع النقود في طبقه كلما غادرت فندقي ويحني رأسه شكرأ ولا يتكلم...حتى جائني احد الأصدقاء وأخبرني عن قصتة: فهو رجل فقد عملة ولشدة حيائه فإنه يضع هذا القناع حتى لا يتعرف عليه أحد...وهو شحاذ مؤقت ...سيختفي من الشارع بمجرد حصوله على عمل.
في سنة 1974 إستطاعت الحكومة اليابانية الوصول : للتوظيف الكامل لكل راغب في وظيفة...وحتى سنوات قليلة مضت فإن الحكومة تسقط إذا تخطت نسبة العاطلين عن العمل 1% !
بينما هي في الغرب قد تصل لأكثر من عشرة بالمائة ولا تسقط الحكومة...


شكوى الأجانب من اليابانيين :

1- الياباني مؤدب كثيرا وحذر ولذلك لا يستطيع أحد ما فهمه.
2-الياباني يستخدم كلمات وتعابير غامضة لكي لا تعرف موقفه الصحيح من قضية ما.
3-اليابانيون مجاملون.
4-الياباني يعتذر كثيرا حتى عندما لا يوجد مبرر للإعتذار.
5-الياباني بطيء جدا في إتخاذ القرارات.
6-الياباني عنصري لجنسه- بمعنى أخر الياباني يحب اليابانيين فقط.
7-اليابانيون رسميون دائمأ....


أدب وكياسة الياباني هي في خوفه من إهانه محدثه...وبسبب جهله باللغة الإنكليزية فهو يهز رأسه ويوافق على ما تقوله بدون إقتناع !

ولا يمكن حشر الياباني في زاوية وإجباره على إبداء راي صحيح في موضوع ما أو قضية.

فجوابه دائما هو : ربما...أو نعم...ولكن.

والإعتذار بدون سبب هو لكي يجعلك لا تفقد وجهك ولكن الهدف هو في عدم فقد ماء وجهه هو بسبب سوء فهم ما.

فهو حريص على حفظ كرامته هو كما هو حريص على حفظ كرامة محدثه...

صحيح بأن الياباني بطيء جدأ في إتخاذ القرارات ولكنه سريع جدا في التطبيق...

وسبب بطء إتخاذ القرار هو بأن الياباني لا يتخذ القرار بمفرده-حتى رئيس الشركة - يتوجب عليه الحصول على الإجماع...


والحصول على الإجماع ربما يؤخر إتخاذ القرار ولكنه ينفع في إلتزام الجميع بالفكرة وسرعة تنفيذها...حيث يكون الجميع شركاء في نجاح المشروع او فشله...


حفلة الشاي

رجل يشاركنا خبرته مع الشعب الياباني بأسلوب رائع جدا D043z710

حفلة تقديم الشاي في اليابان لها طقوس وعادات معقدة وطويلة...فهي إحتفال بالحياة وتقدير للطبيعة. وعندما تشارك بحفل الشاي في اليابان فإنك سوف تقدر -وتفهم- الثقافة اليابانية.وتقام الحفلة في غرفة الشاي أو الحديقة ويجلس الجميع -صامتون !- وحولهم الأزهار المنسقة بطريقة جميلة بينما يقوم المضيف بإعداد الشاي وتقديمه لهم.

وشكر المضيف يتم بالإبتسامة وإحناء الرأس فقط وليس بالكلمات...


العزلة التاريخية



لم تطأ قدم رجل أجنبي اليابان حتى سنة 1852 م عندما قام الكابتن الأمريكي بيري ترافقه عدة سفن بمحاصرة ميناء طوكيو لإجبار اليابانيين على التجارة معه...

رفض اليابانيون إستقباله فقام بقصف أعلى عمارة في الميناء بالمدفعية( يومها اليابان لا تعرف من السلاح غير السيوف ) !

عندما شاهد اليابانيون ما تفعله المدفعية وافقوا على إستقباله...

بعد أقل من مائة عام ( سنة 1941) قامت الطائرات اليابانية بتحطيم الإسطول الأمريكي كاملآ في ميناء بيرل هاربر !

كيف إستطاع اليابانيون التعلم بسرعة رهيبة؟

أرسلوا المئات من أبنائهم للغرب ...

تعلموا البحرية من ألمانيا والطيران من أمريكا والصناعة من إنكلترا...

في رحلته الثانية لليابان أحضر الكابتن بيري معه بعثة تبشيرية وفيها قس كاثوليكي أسود...

عندما شاهد الشوجان لون بشرته قام لجنوده من الساموراي : إغسلوه !

عندما خرج الرجل من الحمام لم يتغير لون بشرته !

قام الشوجان بضرب جنوده بالعصى وهو يصيح إغسلوه..إغسلوه !

ولم يفهم الشوجان بأن لون الرجل لن يتغير إلا بعد عدة حمامات...

وهو دليل على عزلة اليابان عن بقية العالم طيلة تاريخها...

كيف إستطاع شعب معزول عن العالم إقامة ثاني إقتصاد في العالم في أقل من مائة عام؟

لأنه تعلم وقلد الأخرين....


وضع المرأة

في عصر الشوجان كان وضع المرأة اليابانية مهمش جدأ...
وحتى في عصر النهضة -ميجي-لم تحصل المرأة على حقوقها..

حتى جاء الأمريكيون !

أجبروا الحكومة على وضع القوانين التي تنصف المرأة..

ثم جائت حبوب منع الحمل وأعطتها حرية أكبر...

ولكن يبقى المجتمع الياباني مجتمع تقليدي..

فالنساء من كبار السن مايزلن يقدمن الطعام للضيوف ثم يرجعن إلى الخلف بدون إعطائك ظهرهن إحترامأ للرجل كما كانت تفعل البدوية عندنا !

والمرأة اليابانية تعمل في شركة ما لعدة سنوات فقط في شبابها ثم تتفرغ للعائلة وهذا النظام مجحف بحقها لأن الترقية في الشركات اليابانية تعتمد على الأقدمية ومواصلة العمل...

والمرأة اليابانية (متسامحة جدأ) في علاقات زوجها خارج الزواج..

فهي تحممه وتلبسه وتعطره لكي يذهب لعشيقته !

ومن هنا جائت إسطورة الزوجة اليابانية وإخلاصها وتفانيها بخدمة زوجها حتى ذهبت مثلآ : زوجة يابانية أو أم يهودية مثلآ؟

ولكن فتيات الجيل الحالي بدأن بمعارضة هذا النظام بسبب التأثير الغربي...

ولكن هنالك قصص نجاح حتى أن إحداهن تبوأت رئاسة الحزب الإشتراكي وهو ثاني أكبر حزب في البلاد..

الصداقة باليابان

الصداقة باليابان ممكنة فقط بين أناس يعملون في نفس الشركة فقط..
الياباني نقل فكر القرية للمدينة..حتى أن الياباني يطلق على شركته مسمى : قريتي !
ولا يوجد في اليابان معنى للحي أو الحارة أو المنطقة وهذا أحبط السياسيين الذين لا يستطيعون الإعتماد على صوت مجموعة ما في مقاطعة ما..

فكل يصوت حسب (قريته) ولا يهتم كثيرأ بمنطقته..

فحارة ما في طوكيو تصوت حسب إنتمائها الوظيفي...فصاحب هذا المنزل في نهاية الشارع يصوت للمرشح الذي تحبه شركة سوني وذاك يصوت لمرشح تيوتا والأخر صوت حسب تعليمات رئيس شركة ميتسوبيشي !
ولا غرابة أن توزع إدارة شركة ما تعميمأ على موظفيها بوجوب التصويت لحزب ما أو مرشح ما ...
وهذا لو حدث في الغرب لقامت القيامة لأن الغربيون يحترمون الحرية الشخصية للفرد بينما هم في اليابان يهتمون بالجماعة فقط وروح الفريق..والثقافة اليابانية تقتل الفردية وتحاربها...
وقد تقوم قرية ما في الماضي بالتصويت لمشرح ما بصوت واحد -تصويت جماعي- وتم نقل الفكرة للشركات في العصر الحاضر...
وتستطيع إدارة الشركة إقناع موظفيها بالتصويت الجماعي لأنه لا يوجد صدام وصراع بين الإدارة والعمال كما هي الحال في الغرب (والعلاقة بين الإدارة وعمالها سنتطرق لها في المستقبل).


الارتباط مع العمل


الرجل الياباني لا يعرف ولا يستطيع العمل أو النجاح وحيدأ..فهو مبرمج بواسطة المجتمع على النجاح أو العمل ضمن إنضمامه لمجموعة ما..

والجماعة تعطيه فرصة للنجاح بغض النظر عن أصله أو طبقته الإجتماعية..فكون الرجل قدم من عائلة غنية أو فقيرة لا يهم البته عند إنضمامه لمجموعة ناجحة..أو عند رفقته أو صداقته لرجل ناجح..

فالرجل ينظر إليه حسب نسبة نجاح مجموعته أو مرافقته لرجل لا مع في المجتمع..
عندما يلتحق رجل ما بمجموعة ناجحة فلا يهم مدى ذكاءه الشخصي أو إنجازاته فالناس تنظر للمجموعة ككل وليس للفرد نفسه...وهو سوف يترقى في المجموعة حسب أقدميته فيها..
عندما يلتحق رجل ياباني في شركة ما فإنه يوضع في البداية في أسفل السلم حتى يتعلم إسلوب المجموعة أو الشركة ويتم تدريبه وترقيته حسب أقدميته ...
وهذا يفسر سبب بقاء الياباني في نفس الشركة أو المجموعة حيث أن إنتقاله لشركة جديدة أو مجموعة جديدة سوف يفقده الكثير حيث أنه سوف يوضع في مرتبة متدنية في المجموعة الجديدة..
ويرفض الكثير من الرجال الإنتقال لمجموعة جديدة أحيانا حتى مع مضاعفة الراتب ثلاث مرات ! وذلك بسبب أن أعضاء المجموعة الجديدة وبالرغم من حاجتهم له فإنهم لاينظرون إليه بإحترام لأنه بنظرهم (خائن) قد قام بترك مجموعته الأصلية !


تجار سعوديون وتجار يابانيون ..

لأتكلم لكم عن تجربتي كوسيط بين التجار السعوديين واليابانيين..ويالها من تجربة..!
عندما ترغب شركة يابانية ما بإنشاء شراكة مع مستثمر أجنبي فإنها ترسل وفدأ صغيرأ من صغار الموظفين في البداية ويسأل هذل الشريك المحلي عدة أسئله ثم يعود لليابان..

بعد عدة أشهر يأتي وفد جديد..يحمل نفس الأسئلة !
ولكن الوفد الجديد يرأسه شخص من الإدارة الوسطى..
تمر عدة شهور ...ثم فجأة يأتي وفد برئاسة مدير عام ..وبرضو يحمل نفس الأسئلة !

منذ قدوم الوفد الأول يقوم بمقابلتهم رئيس الشركة السعودية أو نائبه وذلك بسبب إحترام السعوديين لسمعة الشركات اليابانية..ولكن رئيس الشركة السعودية يصاب بالإحباط بسبب تكرار الوفود وتكرار الأسئلة..
بعد عدة زيارات ينتشر خبر التخطيط للشرلكة الجديدة بين الشركات السعودية..( أحيانا اليابانيون أو سفارتهم في الرياض هم من يسربون الخبر)...

يدخل هنا منافسون جدد للشريك السعودي ...يقوم موظفون من الشركة اليابانية بزيارة الشركة المنافسة مع إخفاء هويتهم ..! أحيانا يدعون أنهم موظفون في وزارة التجارة الخارجية اليابانية..
كل هذأ لكي يتأكد اليابانيون من نجاح المشروع الجديد ودراسة جدواه الإقتصادية..

والياباني لا يقدم على مشروع إلا إذا كانت دراسة الجدوى تؤكد النجاح بنسبة 100% بينما الشريك السعودي يكتفي بنسبة 70%..
وهذا الإختلاف كان السبب لكثير من سوء الفهم بين الطرفين..

فالشريك السعودي يعتقد بأن اليابانيون غير جادين بسبب بطئهم في إتخاذ القرار...بينما يكمن بطء الياباني في حرصه على نجاح المشروع وخوفه من فشله..

السعودي مستعجل والياباني بطيء جدأ...

السعودي يفتح لهم كل ملفاته وهم يخفون كل ملفاتهم..!

السعودي يأخذهم لبيته وهم يعزمونه في فندق وذلك بسبب صغر منازلهم..وهذا يغضب السعوديين...(أقنعت بعض اليابانيين بأخذ رئيس الوفد السعودي فقط لمنازلهم لأن السعودي يعتقد بأن زيارة منزل الشريك عربانأ للثقة )...
السعودي هو رجل أعمال بالصدفة وربما يتمنى لو كان شاعرأ ! بينما الياباني وراه من يحاسبه وهو يخاف من الفشل كثيرأ...

عندما يحشر الياباني في زاوية فهو يدعي عدم الفهم بسبب اللغة..!..مع إنني إكتشفت -بعد فوات الأوان-بأن هنالك رجل ما في الوفد الياباني يتقن العربية ! وهم لا يخبروننا عن وجوده !
إذ كان رئيس الوفد السعودي يدخن وضعوا على طاولة الإجتماعات عبارة : ممنوع التدخين ...وإذا كان يكره التدخين : كلهم يدخنون !
هذه الحيلة تشتت تركيز رئيس الوفد السعودي مما يجعله حريص على إنهاء الإجتماع والموافقة على مطالبهم..
وإدارة الأعمال في اليابان تركز أساسأ على أساسيات الحرب ! خدعة ...تجسس..مفاجأة...وهم يفتخرون بذلك ولا يجدون به عيبأ أو غضاضة..

المحاكاة : عندما تخطط شركة يابانية لشراكة مع نظيرتها السعودية فإن قسم منها يتحول ليتقمص دور موظفي الشركة السعودية..لكي يسأل ويحاجج نظرائه اليابانيين بمنطق الشركة السعودية..وهم يعقدون إجتماعات صورية بين اليابانيين ونظرائهم الذين تقمصوا دور الشركة السعودية...! ويستمر هذالإجتماع لساعات طويلة مما يعطي الشريك الياباني بروفه لما سوف يحدث في الإجتماع الحقيقي مع نظرائهم السعوديين...
العراب : إكتشف اليابانيون بأن من يدير شركة سعودية ما ربما أحيانأ لا يكون هو صاحب القرار النهائي في الشركة وإنما يوجد هنالك ما (عراب) للشركة يديرها من خلف الكواليس..

أحيانا العراب أمير أو صاحب أكبر عدد من الأسهم في الشركة السعودية...فيذهبون إليه عندما تصل الأمور لطريق مسدود...

عندما يختلفون مع رئيس شركة ما في سابك مثلآ فإنهم يذهبون للهيئة الملكية للجبيل وينبع ...
والسفير الياباني في الرياض لا تختاره وزارة الخارجية اليابانية بل يختاره رئيس أكبر شركة يابانية لها مصالح في السوق السعودية !

وهذا التنسيق بين القطاع الخاص والحكومة لا يوجد مثيل له في أي دولة في العالم عدا اليابان..


السكن ودورة الحياة


مشكلة الياباني تكمن في كمية الوقت الذي يقضيه في القطار للذهاب والعودة من العمل..ولكنه يستغل هذا الوقت في النوم أو العمل...

ولأن معظم الشركات تضع مكاتبها في وسط المدينة فإن الرجل الياباني يعيش بعيدأ في الضواحي. عندما يبدأ شاب ما عمله الجديد فإنه يصرف حوالي أربع ساعات في القطار للذهاب للعمل والعودة منه!
بعد عدة سنوات يصبح مشرفأ ويرتفع راتبه...يبيع منزله البعيد ويشتري أخر أقرب لمركز المدينة. يختصر ساعة من الزمن الذي يقضيه في المواصلات..

عندما يصبح مديرأ : يصبح الزمن ساعة واحدة في الذهاب وساعة في الإياب...

عندما يصبح مدير عام : نصف ساعة ذهاب ونصف ساعة إياب...لأنه إقترب من مركز المدينة..

بعدها يتقاعد ثم يموت...

يقوم أبنائه ببيع المنزل ذو الثمن المرتفع ليشتروا ثلاث بيوت رخيصة في الضواحي مثلآ ثم يمرون بنفس تجربة والدهم !

وهذه المعاناة موجودة في كل مدن اليابان الكبيرة والصناعية...



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رجل يشاركنا خبرته مع الشعب الياباني بأسلوب رائع جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حل ( لغز القرموط الياباني المتقشف )
» لوحات جدارية بأسلوب خاص
» المنزل الياباني ......... الفخامة والبساطة معا
» جوز الهند يعالج الشعب الهوائية
» بيع البيض بأسلوب فني غريب .. المهم ما ينكسر‏!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات العلمية والثقافة :: المنتدى الثقافي-
انتقل الى: