البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: تنمية الروح الإجتماعية لدى الطفل السبت فبراير 27, 2010 6:21 pm | |
|
تنمية الروح الاجتماعية لدى الطفل
هاشم سلامة - ان الطفل بحاجة الى التواصل الاجتماعي, وبالفطرة فهو يميل لمن هم في سنه ويبني علاقته معهم, اما من خلال اللعب, او المدرسة, او بحكم التجاور بين أهل ذوي الطفلين المتواصلين, ولكي تنمو هذه النزعة الاجتماعية, وحتى يصبح الطفل ناجحاً اجتماعياً فان على الاهل ان يشجعوه على ذلك وبمراقبة لا يشعر بها الطفل. ان منح الطفل الحرية قد يبدأ من العام الثاني من عمره فلا ضير من السماح له بمخالطة من هو في سنه من الاطفال.. فللاطفال لغتهم المشتركة.. ولهم اهتمامهم المشترك, وبمرور سنوات العمر, فان الطفل يبقى بحاجة بل وتزداد حاجته للتواصل الاجتماعي مع من هم في سنه.. فبعد الاختلاط الذي وفرته له الام في المنزل او منزل الطفل الآخر, فانه وبمرور العمر حينما يصل لسن المدرسة واللعب يصبح أكثر حاجته للعلاقة الاجتماعية مع غيره من الصبيان.. وهنا يمكن اعتبار هذه المرحلة - مرحلة حساسة لان فيها يبدأ الطفل بتشكيل القناعات الشخصية, وفي هذه المرحلة يجب على الأسرة ان تبقي طفلها تحت نظرها من حيث حسن اختياره للرفيق, ومعرفة الاهتمامات والرغبات المشتركة بينه وبين رفيقه.. وان يكون ذلك الرفيق من الاطفال النجباء ذوي السمعة الدراسية الجيدة. وينصح مختصو التربية والاجتماع بان يكون الطفل الآخر متمتعاً باخلاق وعادات جيدة, وان يكون مهتماً بدروسه.. ففي هذه الحالة فان العلاقة الاجتماعية مع طفلهم ستكون ذات مردود ايجابي من حيث العادات الاجتماعية والمسلكية والتحصيل الدراسي. ان الانسان صغيراً وكبيراً هو اجتماعي بطبعه فلا يستطيع ان يعيش معزولاً عن الغير, من هنا فان للطفل حق في اختيار من يشاء من الرفاق, وينصح المختصون الاجتماعيون أيضاً بان لا يتعرض الطفل لتغيير متكرر في السكن او المدرسة وفي حال اضطرت أسرة الطفل الى تغيير المسكن وبالتالي تغيير المدرسة, فان الطفل هنا سيفقد صديقه الذي اعتاد عليه واللعب الذي أحبه والمدرسة التي انسجم فيها مع رفاقه وهنا سيكون دور الأسرة مهماً بشرح اسباب هذا التغيير لطفلهم وان مصلحة العائلة كلها اقتضى ذلك التغيير, ويجب توفير الفرصة للطفل باختيار اصدقاء جدد, وان نساعده على التأقلم مع المدرسة الجديدة, وان نسمح له بزيارة اصدقائه أو صديقه الجديد, على ان يكون التزاور متبادلا, وان يكون الاهتمام المدرسي مشتركاً مع الرفيق الجديد. ان تنمية الروح الاجتماعية لدى الطفل تنمو وتتعزز بالطرق التالية: 1- التزاور بين الاهل وجيرانهم يتيح جواً آمناً لعلاقة الاطفال. 2- اصطحاب الطفل في زيارات الاهل والأقارب والاصدقاء يعزز من قدرته على بناء علاقات اجتماعية جيدة مع الاطفال الاخرين. 3- اشراك الطفل في برامج المدرسة الاجتماعية بالتنسيق مع المدرس او المدرسة، وافساح المجال لهذا الطفل بان تكون مشاركته بناءة ليشعر بسعادته بها ويشعر بدوره وحضوره فيها. 4- تهيئة الجو المناسب والمحبب للطفل لاستقبال اصدقائه واحترامهم حتى يشعر بالاعتزاز الذي سيعزز لديه بناء العلاقة الاجتماعية اللائقة. 5- افساح المجال للطفل بالمشاركة بالرحلات ان على مستوى الرحلات العائلية بين اهله والجيران او على مستوى الرحلات المدرسية. 6- السماح للطفل بالاشتراك في النادي الاجتماعي المناسب الذي يختاره او تختاره العائله له . ففي النادي تتسع مدارك الطفل الاجتماعية وتتعزز لديه روح الجماعة. ان البناء الاجتماعي السليم للطفل يخلق منه كائنا اجتماعيا في صباه وشبابه، فستكون المدرسة الثانوية، والجامعة فيما بعد.. ستكونان مكانا لا يشعر فيه الصبي او الشاب بالغربة.. فعلى رصيده الاجتماعي السابق سيعتمد، وسيكون سهلاً عليه التعامل مع الطلبة في المرحلة الثانوية والجامعية فالبناء الاجتماعي الجيد والكافي في الطفولة سيمكن هذا الطفل او ذاك من التأقلم السريع والسلس مع اترابه الكبار ومع معطيات مرحلة الشباب التي وصل اليها.
منقول
| |
|