موضوع: طقوس العيد في السعودية .. روحانيات لها رونق الخميس نوفمبر 26, 2009 1:03 pm
طقوس العيد فـي السعودية .. روحانيات لها رونق
الأضاحي تتجاوز 9 ملايين رأس ولحومها توزع على الفقراء
لم يتغير شيء بالنسبة لعيد هذ العام سوى أحاديث الناس عن المال وأزمات المال، فالأسواق مليئة بالمتسوقين، والخراف سمينة وغالية كما كانت في السنوات السابقة، وحركة البيع والشراء في حراك ملحوظ، وككل عيد إنشغل الناس بالحديث عن الأضاحي وأسعارها. ومع أن الحديث كثر عن تأثر الأسواق بالأزمة المالية، إلا أن المتسوقين والباعة لم يشعروا بها، وهو ما وضحه أبو سليمان الذي كان يقف أمام إحدى سيارات الأغنام، وقال أن الأسعار كما هي العام الماضي، وأن المبيعات لم تتغير عما إعتاد عليه، ويبدو هذا أمر عادي أمام السواد الأعظم من السعوديين الذين يمكن وصفهم بالمواظبين حتى درجة التشدد في ما يخص أداء شعائر عيد الأضحى، التي تبدأ بنحر الأضحية، وتمر بتوزيع اللحوم على الفقراء والجيران، والأصدقاء. وطقوس العيد بالنسبة إلى السعوديين لا تتوقف على الأضاحي، حيث تستعد العائلات لإقامة الولائم التي يدعى إليها الأقارب والأصدقاء، كما تقام الإحتفالات التي تزين بالألعاب النارية، وهو ما يبرر حركة الأسواق الأخرى، وسط زحام ملحوظ داخل المجمعات التجارية، .
المتسوقون يشترون الملابس الجديدة رغم الأزمة
وفي هذا السياق قال احمد الغامدي ويعمل في أحد المحلات الشهيرة وسط الرياض ان المتسوقين يحرصون على شراء ملابس جديدة ، وبين عدم ملاحظته لأي تغييرات في حجم المبيعات، أو في الأسعار، سواء كان ذلك التغيير صعودا أو هبوطا. والمظاهر التقليدية التي تسبق عيد الأضحى، كانت ظاهرة للعيان، فالتعليمات الإسلامية تحظر على الذين ينوون تقديم اضحية العيد قربان لله قص الشعر او تقليم الاظافر لمدة عشرة أيام وهو ما أضاف بعدا روحانيا يمكن تمييزه في وجوه السعوديين، في إنتظار ذبح الأضحية قبل الحلاقة والتزيين للاحتفال بالعيد. وتقدر عدد أضاحي عيد الأضحى المبارك، المتوقع نحرها خلال العيد في مختلف المدن السعودية، تسعة ملايين رأس، وهو ما يبين التزام السعوديين بهذه المناسبة، إذا ما تمت مقارنته بدول إسلامية تفوق السعودية تعدادا سكانيا، حيث يقدر عدد الأضاحي في تركيا مثلا التي يتجاوز عدد سكانها 70 مليون نسمة بمليوني أضحية، والمغرب التي قدر عدد الأضاحي فيها في العام المنصرم بسبعة ملايين رأس.
الحرص على الأطعمة الشعبية
والمتتبع للعوائل السعودية يدرك بأن هناك الكثير من العادات الثابتة، وهي قائمة الزيارات بين الأهل، والهدايا التي تقدم إلى الأطفال، بالإضافة إلى عودة سكان المدن، القادمين من الأرياف والقرى، لقضاء الإجازة هناك. وارتبط عيد الأضحى بمجموعة من المظاهر الشعبية التي تشكل في مجملها عناصر تلك الاحتفالية الدينية الهامة في السعودية. كالعادات المرتبطة بطقوس الحج كالمحمل والاحتفاليات التي عرف بها على مدى التاريخ، وعادات توديع الحجاج واستقبالهم وارتباطها بمظاهر البهجة والفرح ، والترحيب والتهنئة بسلامة وصوله. ومن بين العادات والتقاليد المرتبطة بالعيد ويحرص عليها السعوديون بعد شراء الأضحية، عادات تتعلق بنوعية الأطعمة الشعبية، والتي تعتمد على لحمة الأضحية بشكل مباشر، مثل الطبق المعروف بالفتـة واللحم المشوي. وقد اتخذت عادات وتقاليد الذبح مظهرا احتفاليا تمثل في تجمع الأسرة والأطفال لمشاهدة عملية النحر. بعد ذلك يجتمع أفراد الأسرة عند كبير العائلة، ليتعاون الرجال في ذبح ذبائحهم ومن ثم تقوم النساء بتجهيز الفطور ووضع القليل من هذا الفطور لمعايدة الجيران والأهل، أما غداء يوم العيد فسيكون بتخصيص جزء من الأضحية.
«المعصوب» للاحتفال بعد صلاة العيد
وقال مؤذن مسجد في حي الروضة شرق الرياض إن من العادات التي يحافظ عليها السعوديون وخصوصا في الديرة (القرية) افتراش الشوارع لعمل موائد عامرة من كل بيت حيث تقدم كل أسرة الطبق الخاص بها أو الذي قامت بصنعه لإهداء الجيران وحتى المارة كما يتم فتح البيوت الكبيرة (الدواوين) تحت رئاسة شيخ كبير يمثل راس العائلة ويتم تقديم الشاي والقهوة العربية والتمر والحلوي وأكله سعودية شهيرة تسمى ''المعصوب'' وتتكون من الدقيق والسمن والعسل والاكتفاء بها كمظاهر أولية للاحتفال بالعيد بعد صلاة العيد مباشرة أو بعد ذبح الأضاحي. وفي اليوم الثاني تبدأ المعايدة بين الأهل والأقارب وذلك بالتجمع على الغداء أو العشاء وتذوق أضحية كل قريب، أما الحاج فهو لا ينسى، إذ يقوم أهله بادخار جزء من لحم العيد له وطبخه عند وصوله من الحج، في إحتفالية أخرى. وتشهد الرياض والمدن السعودية بشكل عام العديد من الأنشطة المسرحية ، والترفيهية والثقافية، احتفالا بالأعياد والتي عادة ما تنظمها الامانة (المحافظة).
الخميس نوفمبر 26, 2009 1:03 pm