موضوع: أمراض القلب والأوعية الدموية الخميس نوفمبر 26, 2009 12:16 pm
أمراض القلب والأوعـــية الدمويـــة
د.محمد احمد حوامدة - امراض القلب والأوعية الدموية، مصطلح يطلق على مجموعة الامراض التي تشمل الأزمات القلبية والصدمات وموت القلب المفاجئ، وهي السبب الأول للوفاة على المستوى العالمي، مسببة الوفاة لحالة من كل ثلاث حالات على مستوى العالم. إن 7,16 مليون شخص يموتون سنويا بسبب امراض القلب والأوعية الدموية (ويشمل هذا الرقم 2,7 مليون بسبب الأزمة القلبية و5,5 مليون بسبب الصدمة) وفي أوروبا تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية الوفاة لأكثر من 5 ملايين حالة سنويا (اكثر من 5,5 من كل حالات الوفيات) بمتوسط تسع حالات في الدقيقة. أمراض القلب والأوعية الدموية في ازدياد. ففي عام 1990 كان مجموع الوفيات في العالم من أمراض القلب والأوعية الدموية 13,1 مليون حالة 26% من مجموع الوفيات والرقم المقدر لعام 2020 هو 24,8 مليون 3,36% من مجموع الوفيات.
عوامل الخطورة في امراض القلب والأوعية الدموية
إن أمراض القلب والأوعية الدموية هي حالة مركبة من عدة عوامل تساهم فيها العديد من عوامل الخطورة بعضها قابل للتعديل والبعض الاخر غير قابل للتعديل.
عوامل قابلة للتعديل
ارتفاع ضغط الدم - ارتفاع الدهون بالدم - السكر/او اختلال معاملة السكر بالدم - التدخين - السمنة (معامل كتلة الجسم)30% - عدم النشاط الحركي * عوامل غير قابلة للتعديل - العمر (أكبر من 55 سنة للرجال اكبر من 65 سنة للنساء). - الذكور - تاريخ عائلي لحدوث حالات امراض القلب والاوعية الدموية. - وجود الألبومين بالبول بنسب مجهرية او نسبة ترشيح من مرشحات الكلى اقل من 60 ملل/د.
الوقاية
أن منطقية المواجهة الفعالة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، ترتكز بقوة على خمس ملاحظات: 1- إن امراض القلب والاوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة قبل الأوان (في سن صغيرة) في الدول النامية وهي مصدر رئيسي للإعاقة ، كما أنها تساهم بجزء كبير في التكلفة المتزايدة للرعاية الصحية. 2- وغالبا ما يكون تصلب الشرايين هو المسبب المرضي الأساسي والذي يتطور بصورة خفية على مدى سنوات عديدة ، وغالبا ما يكون وصل الى حالة متقدمة عند وقت حدوث الاعراض. 3- ومع ذلك فان حالات الموت، احتشاء القلب(الأزمة القلبية) والصدمة غالبا ما تحدث بصورة مفاجئة وقبل توفر العناية الطبية. 4- يرتبط ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية بشدة مع أسلوب الحياة وعوامل الخطورة القابلة للتعديل. 5- لقد تبين بما لا يدعو للشك أن تعديل عوامل الخطورة القابلة للتعديل من حالات الوفاة والإعاقة الناتجة من أمراض القلب والأوعية الدموية.
التداخلات
أن التعديلات الخاصة بنمط الحياة واللازمة لتقليل نسبة خطورة أمراض القلب والأوعية الدموية، تشمل خفض الوزن، والتوقف عن التدخين، وممارسة التمرينات الرياضية بصورة منتظمة، والتقليل من تناول الخمور(في حال تناولها) والحد من تناول الملح والدهون في الطعام. - إن من عوامل الخطورة الأساسية التي تحتاج الى (علاج بالادوية) ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة الدهون بالدم، وارتفاع نسبة السكر بالدم. - في الافراد ذوي الخطورة العالية والذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية (حيث يكون هدف العلاج هو منع حدوث اصابة اخرى باحد أمراض القلب والأوعية الدموية) يحب الاخذ في الاعتبار انواع الادوية التالية:- الاسبيرين او الأدوية اخرى المؤثرة على الصفائح الدموية (والتي تسبب سيولة الدم) والستاتينات(الادوية المخفضة لنسبة الكولسترول بالدم) فعليا مع جميع المرضى الذين يعانون من امراض القلب والاوعية الدموية. مثبطات بيتا لجميع المرضى الذين سبق تعرضهم لأزمات قلبية . - الأدوية المانعة لتجلط الدم لجميع المرضى المصابين بأمراض الشرايين التاجية للقلب والمعرضين للخطورة المتزايدة للإصابة بالجلطات الدموية.
العلاج
إن خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية تزداد بانتظام وبصورة دائمة كلما ارتفع ضغط الدم عن المستويات التي تعتبر في حدود المدى الطبيعي. ورغم ذلك فان قرار البدء في العلاج بالادوية لا يعتمد على مستوى ضغط الدم بمفرده ولكن أيضا على التقييم الكامل لعوامل الخطورة في أمراض القلب والأوعية الدموية (كما سبق ذكره) وأيضا وجود أو عدم وجود تلف بالأعضاء المستهدفة(مثل خلل وظائف الكلى او اختلال وظيفي في البطين الايسر). لا يجب على الأدوية المخفضة للضغط أن تخفض الضغط بكفاءة فقط ولكن عليها مثاليا أن تثبت خلال التجارب العيادية أنها تقلل من حالات الوفاة والإعاقة الناتجة عن امراض القلب والأوعية الدموية. يجب ان يكون هدف العلاج لمعظم المرضى هو تحقيق معدل ضغط اقل من 140/90 ولكن للمرضى الذين يعانون من السكر وأولئك الأفراد المعرضين لنسبة خطورة من أمراض القلب والأوعية الدموية فيجب أن يكون الهدف هو الوصول لمعدل اقل من 80130. تركز الإرشادات الحالية على انه كثيرا مايتطلب اللجوء الى العلاج المشترك لتحقيق الضغط المرجو، وانه في حين ان الهدف الرئيسي من استخدام الادوية المخفضة للضغط هو خفض الضغط، فإن هناك دلائل على أن أنواع محددة من الأدوية قد تكون لها قيمة بصفة خاصة في حالات معينة او انواع من المرضى (مثل كبار السن او مرضى السكر). وتنص الإرشادات على أن أنواع الأدوية غير متساوية من حيث التأثير الضار وان أفضلية الدواء لدى المريض هو شرط أساسي للمطاوعة ونجاح العلاج. * إرشادات الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية: - أن توصيات الخبراء في هذا المجال (مجال الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية) قد تطور بصورة كبيرة خلال العقد الماضي أصبحت مركز العديد من الإرشادات الرسمية على المستويات الإقليمية والدولية والمتعددة الجنسيات. * والإرشادات الصادرة حديثا تشمل: - الإرشادات الأوروبية عن الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في التطبيق العيادي: مجموعة العمل المشتركة الثالثة للمجتمعات الأروبية والمجتمعات الأخرى حول الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في التطبيق العيادي. - بيان سنة 2003 لمنظمة الصحة العالمية/للجمعية الدولية لامراض ارتفاع الدم عن كيفية علاج ضغط الدم المرتفع. - التقرير السابع ل اللجنة الدولية المشتركة حول الوقاية واكتشاف وتقييم وعلاج ضغط الدم المرتفع. - ارشادات سنة 2003 للجمعية الأروبية لضغط الدم المرتفع/الجمعية الأروبية لأمراض القلب الخاصة بعلاج ارتفاع الضغط الوريدي. * الخطر الكلي لامراض القلب والاوعية الدموية: تاريخيا كانت بدايات التدخل الدوائي في علاج عوامل الخطورة في أمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول بالدم وارتفاع نسبة السكر بالدم، ترتكز على نقاط منفصلة عشوائية متغيرة لعوامل الخطورة منفردة. الاتجاه الحالي هو تجنب الاهتمام بأحد العوامل على انفراد حيث أن عوامل الخطورة تميل الى الظهور مجتمعة وتشترك معا في التمهيد بدرجات متفاوتة لزيادة الخطورة في امراض القلب والأوعية الدموية. ولذلك يوصى بأن احتمالية نشوء حالة قاتلة من أمراض القلب والأوعية الدموية على مدى 10 سنوات كاملة يتم تقديرها بالنسبة لكل مريض باستخدام مقياس للخطورة معتمد، ويجب ان يتم علاج أي من عوامل الخطورة على أساس الخطورة بصورة شاملة. تنص الإرشادات على أن جهود الوقاية تكون أكثر كفاءة عندما يتم توجيهها للمرضى الأكثر تعرضا للخطورة (لديهم نسبة اكبر من 5% خطر التعرض لحدث قاتل على مدى 10 سنوات). إن التوصية بعلاج المرضى فضلا عن علاج عوامل الخطورة منفردة، تم تداركها في الإرشادات الاخيرة لكل من الجمعية الاروبية لامراض ضغط الدم والجمعية الأوروبية لامراض القلب(تم التصديق عليها من الجمعية الدولية لامراض ضغط الدم). والتي تشير إلى ''أن الجمعية قد تحاشت وضع قواعد صارمة قد تؤدي الى تقييد الآراء في طرق علاج المرضى كل على حدة والذين يختلفون في الصفات الشخصية والطبية والثقافية''.