موضوع: الدلافين البيضاء النادرة تغازل الأسماك السبت أكتوبر 24, 2009 4:24 pm
الدلافين البيضاء النادرة تغازل الأسماك
عادل محمد علي الحجـــاج - نوع نادر من الدلافين اشرف على الانقراض وقد أدرج ضمن قائمة الحيوانات المحمية في الصين والعالم. تعيش الدلافين بيضاء الزعانف في نهر اليانغتسي وانهار أخرى في الصين فقط. وتعرف لدى الصينيين بأسماء الدلفين الأزرق وبايجا وجيانغما والدلفين الأبيض (أو الدلفين الصيني الأبيض - Chinese white dolphin). ويرجع ظهورها إلى عصري الالمايوسين والبليوسين أي قبل 45 مليون سنة. وقد ذكر هذا النوع من الدلافين كتاب (أريا) في بداية أسرة هان (القرن الثالث قبل الميلاد) ثم الحق (قوبوه) في أسرة جين (265-420م) بهذا الكتاب ملاحظات جاء فيها: (الدلفين حيوان ثديي يعيش في النهر، وأكثر طول له نحو ثلاثة أمتار، ومنقاره رقيق وطويل، ويبدو جسمه الدهني الاكرش مثل سمك الحفش، وذيله كذيل السمك، وأسنانه تشبه أسنة المنشار وأنفه الذي يتوسط جبينه يمكن ان يصدر صوتا). يعود أصل الدلفين أبيض الزعانف إلى حيوان ثديي بدائي كان يعيش في البر، ثم انتقل إلى النهر مع التقلبات الجوية وظهور الجبال الجليدية حيث تحول بعد فترات طويلة إلى حيوان ثديي يعيش في النهر. يعتمد هذا الدلفين على صوته في الحصول على الطعام والبحث عن شريكته والهروب من الأعداء. ويصل وزن الدلفين أبيض الزعانف إلى حوالي (327 كيلوغراما) وحجم مخه (525 سنتيمترا مكعبا)، ووزن المخ (590 غراما) وبسبب كبر مخه وعقله استخدم بعد ترويضه وتدريبه لأغراض الاستطلاع العسكري والاتصالات تحت الماء والبحث عن أسراب الحيتان والأجسام الغارقة وطرد سمك القرش. والدلافين بشكل عام تكون سرعتها في الماء أكبر من الطوربيد، وتعود أسباب ذلك إلى شكله الانسيابي والتذبذب القوي لزعانف ذيله ومرونة ونعومة جلده التي تحول دون إحداث الدوامات المائية. تعيش الدلافين بيضاء الزعانف في شكل اسر يصل عدد أعضاء الواحدة منها إلى عشرة دلافين ما بين ذكر وأنثى وصغير وكبير. ولأنثى الدلافين ثديان ناهدان عند إبطيها وبذلك تسمى (الفتاة البيضاء أو عروس النهر أو عروس الماء). وللدلافين أربع معد وطول أمعائه من (30-40) مترا، فيمكنه ان يلتهم ما يتراوح ما بين (12 و 18 كيلوغراما) من السمك يوميا أو أكثر بالنسبة لأنثى الدلفين المرضعة. عندما تسير الدلافين البيضاء الزعانف أسرابا يبدو موكبها مثل مثلث متساوي الأضلاع، ويتقدم أقوى دلفين الموكب ثم يتبعه الكبار والمواليد وتبقى صغار الدلافين في المؤخرة. وفي عمليات الصيد تقتحم الدلافين وهي في صف أفقي أسراب الأسماك... وفي الليل تمكث بالمياه الهادئة حيث تلعب مع بعضها. تقفز فوق سطح الماء حينا ثم تغطس إلى تحته حينا آخر أو تغازل أسراب اسماك. وللعلم ان أول من اكتشف أمر هذه الدلافين في الصين عالم أمريكي يدعى (روى تشابمان اندروز) إذ اصطاد عام 1913م دلفينا عند مصب بحيرة دونغتنغ وأطلق عليه اسم الدلفين أبيض الزعانف. وقد خصصت الحكومة الصينية مبالغ مالية لإقامة محميتين لها: أحداهما تشغل مجرى نهر اليانغتسي الممتد من شينتان إلى لوهشان بمدينة هونغهو - مقاطعة هوبي، والثانية تغطي مياه دلتا تيار ثأر عند مجرى نهر اليانغتسي القديم بمدينة شيشو. والغرض من هذه المحميات تنمية تربية الدلافين بيضاء الزعانف المشرفة على الانقراض والتي يتجاوز عددها الآن بحدود 100 رأس، بعد ان كانت منذ عقد من السنين بأعداد هائلة في هذه الأنهر. ويتعاون معهد الأحياء المائية التابع للأكاديمية الصينية مع معهد علوم البحار الياباني في إجراء دراسات وبحوث مستمرة من اجل تعميق البحث في طباع وسلوك هذه الدلافين النادرة وإماطة اللثام عن حياتها وبيولوجيتها وتاريخها الطبيعي.