لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سعيد النورسي .. لمعة في زمن صعب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : سعيد النورسي .. لمعة في زمن صعب Jo10
نقاط : 200510
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

سعيد النورسي .. لمعة في زمن صعب Empty
مُساهمةموضوع: سعيد النورسي .. لمعة في زمن صعب   سعيد النورسي .. لمعة في زمن صعب Icon_minitimeالأحد أغسطس 30, 2009 10:54 am



سعيد النورسي .. لمعة في زمن صعب

سعيد النورسي .. لمعة في زمن صعب 23978710

سامح محاريق - يعتبر الشيخ سعيد النورسي من أعلام الإسلام في القرن العشرين، فدوره في تركيا الأتاتوركية مثل إلهاما لملايين الأتراك للتمسك بتراثهم الديني والحضاري في مواجهة الحملة الشرسة لأوربة تركيا بدعوى التحديث، ويمثل النورسي مثالا لعالم الدين الإيجابي الذي لا ينغلق على نفسه، تطوع للحرب من أجل وطنه ودينه، ولكنه رفض أن يستخدم العنف ضد مصطفى كمال أتاتورك ليكون مثالا للإيمان بالتغيير السلمي والابتعاد عن العنف ولكن دون التخلي عن مبادئه التي وضعته دائما في محط أنظار دعاة التحرر.
ولد الشيخ النورسي في قرية نورس بتركيا سنة 1876 لأسرة كردية اشتهرت بالتدين، وانشغل بدراسة القرآن الكريم وتقديمه إلى المسلمين وغيرهم مؤكدا على أهمية النص القرآني وصلاحيته لكل زمان ومكان، ولذلك انصرف لدراسة العلوم الدنيوية ليقف على مواطن الإعجاز في القرآن الكريم، وكانت شعبيته في أوساط المسلمين في تركيا والعالم مصدر قلق للسلطات التركية التي ضايقته في حياته، ولم تتركه بعد وفاته سنة 1960 حيث خشيت من تحول قبره إلى مزار للمسلمين، فنبشته ونقلت رفاته إلى جهة بقيت مجهولة حتى الآن، ولكن كلمات النورسي الشفيفة بقيت تحمل للأتراك الإلهام حتى استطاع حزب الرفاه ذو التوجهات الإسلامية أن يصل إلى حكم تركيا سنة 1996، وأخذت التوجهات الإسلامية تتعمق مع حكومة رجب طيب أردوجان منذ سنة 2003 وحتى الآن.

سامح المحاريق

*** عنصر الحقيقة***

المقدمة الأولى من الاصول المقررة انه: اذا تعارض العقل والنقل، يعد العقل أصلا ويؤول النقل، ولكن ينبغي لذلك العقل ان يكون عقلا حقا.
ثم قد تحقق أيضا: ان مقاصد القرآن الاساسية وعناصره الأصلية المنبثة في كل جهاته أربعة: اثبات الصانع الواحد، والنبوة، والحشر الجسماني، والعدل.
أي: ان القرآن هو وحده الكفيل بالاجابة عن الاسئلة التي تسألها الحكمة (الفلسفة) من الكائنات: من أين؟ وبأمر من تأتون؟ من سلطانكم ودليلكم وخطيبكم؟ ما تصنعون؟ والى أين تصيرون؟ ولهذا فذكر الكائنات في القرآن الكريم - مما سوى المقاصد - انما هو ذكر استطرادي لبيان طريق الاستدلال على الصانع الجليل بانتظام الصنعة. نعم! الانتظام يشاهد، بل يظهر نفسه بكل وضوح. فالصنعة المنتظمة تشهد على وجود الصانع وعلى قصده وارادته شهادة صادقة قاطعة، اذ تتراءى في كل جهة من جهات الكون وتتلألأ من كل جانب.. وتعرض جمال الخلق الى أنظار الحكمة. حتى لكأن كل مصنوع لسان يسبح بحكمة صانعه، كل نوع يشهد مشيرا باصبعه الى حكمة الصانع.
فمادام المقصد هو هذا، وما دمنا نتعلم من كتاب الكائنات الرموز والاشارات الدالة على الانتظام، وان النتيجة الحاصلة واحدة، فكيفما كان تشكل الكائنات في ذاتها، فلا علينا، اذ لا تتعلق بنا.
ولكن كل فرد من أفراد الكائنات، الذي دخل ذلك المجلس القرآني الرفيع موظف بأربع وظائف.
الاولى: اعلان عظمة الخالق الجليل بانتظامه واتفاقه مع غيره.
الثانية: اظهاره ان الاسلام زبدة العلوم الحقيقية، حيث ان كلا من الافراد موضوع وخلاصة لعلم من العلوم الحقيقية .
الثالثة: اثبات تطابق الاسلام مع القوانين والنواميس الالهية الجارية في العالم وانطباقه عليها لينمو الاسلام ويترعرع بامداد تلك النواميس الفطرية، حيث ان كل فرد من الكائنات نموذج لنوع.
نعم! ان الاسلام، الدين المبين، يتميز بهذه الخاصية عن سائر الاديان المترددة بين الهوى والهوسات، لفقدانها الجذور العريقة الممدة لها. فتارة تضئ واخرى تنطفئ، وتتغير بسرعة.
الرابعة: توجيه الافكار الى حقائق الاشياء والحث عليها والتنبيه اليها، من حيث ان كل فرد منها نموذج لحقيقة من الحقائق.
فمثلا: ان القسم بالاجرام العلوية والسفلية في القرآن الكريم، انما هو لتنبيه الغافلين دوما وحثهم على التفكير. فالقسم القرآني قرع العصا لمن غط في نوم الغفلة.
فالذي تحقق الآن هو الآتي: ان القرآن الكريم الذي هو معجز، وفي أسمى بلاغة وأرفعها، يسلك بلا ريب أوضح طرق الاستدلال وأصوبها وأقصرها وأوفقها لأساليب اللغة العربية، اي انه يراعي حسيات العوام لأجل افهامهم وارشادهم، اي يذكر الدليل وهو انتظام الكون بوجه يكون معروفا لديهم وتأنس به عقولهم.. وبخلافه يكون الدليل أخفى من المدعى مما ينافي طريق الارشاد ومنهج البلاغة ومذهب الاعجاز.
فمثلا: لو قال القرآن: أيها الناس! انظروا الى الكرة الارضية الطائرة في انجذاب ونشوة والسائرة في جو الفضاء، وتأملوا في الشمس المستقرة مع حركتها والاجرام العلوية المرتبط بعضها ببعض بالجاذبة العامة، وتدبروا في العناصر الكثيرة المرتبط بعضها ببعض بأواصر كيمياوية في شجرة الخلقة المنتشرة فروعها في الفضاء غير المحدود.. لتتصوروا عظمة الصانع!! او انظروا بمجهر عقولكم الى قطرة ماء، التي تستوعب عالما من الحيوانات، بأن الله على كل شيء قدير.!! فلو قال القرآن هذا، أما كان الدليل اخفى وأغمض من المدعى واحوج الى التوضيح؟ أما كان ذلك تنويرا للحقيقة بشئ مظلم بالنسبة لهم! أو تكليفهم بأمر غير معقول هو مغالطة انفسهم تجاه بداهة حسهم! ان اعجاز القرآن اجل واطهر من ان يقع على ذيله الصافي اللامع غبار إخلال الافهام. ولقد لوح القرآن الكريم الى المقصد الحقيقي في معاطف الآيات البينات وتلافيفها، كما جعل قسما من ظواهر الآيات منارا ومرشدا الى المقصد، كالكناية عليه.
ومن الأصول المقررة أيضا: ان الصدق والكذب، أو التصديق والتكذيب في الكنايات وأمثالها لايرجعان الى صورة المعنى، اي الى المعاني الاولى كما يعبر عنها فن البيان، بل يتوجهان الى المقصد والغرض، اي الى المعاني الثانوية . فكما اذا قيل : طويل النجاد فالحكم صحيح والكلام صدق ان كان الشخص طويل القامة وان لم يكن له سيف. وكما تكون الكلمة الواحدة في كلام، قرينة المجاز للاستعارة، فان طائفة من الآيات الكريمة، كأنها كلمة واحدة لكلام الله، تكون قرائن لحقائق وجواهر سائر أخواتها، وترجمان وادلاء على ما في ضمائر جاراتها من أسرار.

المقدمة الثانية

قد يكون بديهيا ما هو نظري في الماضي. هكذا تحقق، ففي العالم ميل للاستكمال وبه يتبع العالم قانون التكامل. ولأن الانسان من ثمرات العالم واجزائه ففيه كذلك ميل الترقي المستمد من الميل للاستكمال. وميل الترقي هذا ينمو ويترعرع مستمدا من تلاحق الافكار الذي ينبسط بتكمل المبادئ واكتمال الوسائل، وتكمل المبادئ يلقي - من صلب الخلقة - بذور علوم الأكوان ملقحا رحم الزمان التي تربي تلك البذور وتنبتها، فتستوي بالتجارب المتعاقبة التدريجية.
وبناء على هذا، فان مسائل كثيرة في هذا الزمان قد أصبحت في عداد البديهيات والعلوم المعتادة، بينما كانت في السابق أمورا نظرية، شديدة الخفاء والغموض، ومحتاجة الى سرد البراهين، اذ نرى كثيرا من مسائل الجغرافية والفلك والكيمياء والهندسة العملية؛ يعرفها حتى صبيان هذا الزمان، بل يلعبون بها لعبهم بالملاعيب وذلك بتكمل المبادئ وبرقي الوسائط وبكشفيات تلاحق الافكار، علما انها كانت نظرية وخفية على ابن سينا وامثاله من الفلاسفة. مع انه لو وزن ابو الفلسفة بمئات من فلاسفة هذا الزمان لرجحهم في الذكاء وقوة الفكر وكمال الحكمة وسعة القريحة. فالنقص اذا ليس في ابن سينا فهو ابن الزمان، بل في أبيه الزمان.
أليس بديهيا انه لو لم تكتشف الدنيا الجديدة (أمريكا) - واشتهر به كولومبس - لاقتدر على اكتشافها والحاقها بهذه الدنيا القديمة أبسط الملاحين؟ اذ بدلا من تبحر فكر المكتشف الأول واقتحامه المهالك تكفي الآن سفينة صغيرة وبوصلة.
ومع هذا يلزم اخذ الحقيقة الآتية بنظر الاعتبار وهي: ان المسائل قسمان؛ قسم يؤثر فيه تلاحق الافكار، بل يتوقف عليه، كالتعاون في الماديات لرفع صخرة كبيرة. والقسم الثاني؛ لا تأثير للتعاون وتلاحق الافكار فيه من حيث الاساس. فالواحد والالف سواء. كالقفز في الخارج من مرتفع الى آخر، او المرور من موضع ضيق. فكل فرد والكل سواء، ولا يجدي التعاون.
فبناء على هذا القياس: فان قسما من العلوم هو كرفع الصخر، بحاجة الى التعاون وتلاحق الافكار. واغلب هذا القسم هو من العلوم المادية.
أما القسم الثاني، وهو الشبيه بالمثال الثاني، فتكمله دفعي، او شبيه الدفعي. وأغلب هذا القسم هو من المعنويات ومن العلوم الالهية.
ولكن على الرغم من ان تلاحق الأفكار لايغير ماهية هذا القسم الثاني ولا يكمله ولا يزيده، الا انه يفيض وضوحا وظهورا وقوة في مسالك براهينه.
ويجب ملاحظة مايأتي: ان من توغل كثيرا في شئ، أدى به في الغالب الى التغابي في غيره.
فبناء على هذا: من توغل في الماديات تبلد في المعنويات وظل سطحيا فيها.
فنظرا الى هذه النقطة: لايكون حكم الحاذق في الماديات حجة في المعنويات بل غالبا لايستحق سماعه.
نعم، اذا ما راجع مريض مهندسا بدلا من طبيب، ظنا منه ان الطب كالهندسة. وأخذ بوصفة المهندس، فقد أخذ لنفسه تقريرا بنقله الى مستشفى مقبرة الفناء، وعزى أقرباءه.
وكذلك مراجعة احكام الماديين في المعنويات التي هي الحقائق المحضة والمجردات الصرفة واستشارة ارائهم وافكارهم، تعني الاعلان عن سكتة القلب الذي هو اللطيفة الربانية، وعن سكرات العقل الذي هو الجوهر النوراني.
نعم! ان الذين يبحثون عن كل شئ في الماديات عقولهم في عيونهم، والعين عاجزة عن رؤية المعنويات.



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سعيد النورسي .. لمعة في زمن صعب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رجال ومواقف .. سعيد بن زيد .. مرجعية عقائدية وسلطة شعبية
» مساءكم سعيد
» من قصيدة ألعينيكِ لـ سعيد عقل
» الزوجة الحكيمة قصة للشيخ سعيد بن مسفر
» أجمل ما قرأت من شعر الدكتور مانع سعيد العتيبة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات الأدبية :: شخصيات وروايات-
انتقل الى: