البلد : 
نقاط : 200480
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | موضوع: الحمل الخارجي .. أسبابه وعلاجه  الأربعاء أغسطس 19, 2009 4:54 pm | |
|
الحمل الخارجي.. اسبابه وعلاجه
د. سميح خوري - يتعجب بعض الناس عندما يسمعون بالحمل الخارجي، ويتساءلون ان كان معقولا ان تحمل المرأة جنينا خارج رحمها. نحن نعلم فسيولوجيا ان البويضة المخصبة لا بد ان تخترق بطانة الرحم للمكوث في داخله والنمو طبيعيا، لكن قد تخترق البويضة عنق الرحم، حيث لا يتسع المكان لنمو الجنين، او قد تعلق البويضة المخصبة عند نقطة التقاء القناة بالرحم (5%) أي في الموضع الخلالي او في القسم الذي يليه (30%) أي في البرزخ، او بعد ذلك وفي القسم المعروف بالانبورة ampulla (55%) حيث يتسع قطر القناة اكثر بكثير من قطر قسمها القريب من الرحم، ولا يعجب احد اذا حصل الحمل الخارجي في المبيض (1%) او ايضا في جوف البطن.
ان الحمل غير الطبيعي يحصل مرة بين كل مئة او مئتين حمل طبيعي، ربما ساهم في ذلك حسن وسرعة التشخيص، لما احرزه الطب الحديث من تقدم ملموس ومتزايد.
اسبابه:.
هناك مجموعتان من العوامل مسؤولتان عن الحمل خارج الرحم، الاولى تعتمد على مجمل العوامل المرتبطة بالبويضة المخصبة، والثانية مرتكزة كليا على قناة البيض، وبالنسبة للفئة الاولى، لا يمكن للبويضة المخصبة ان تبرمج نموها وانغرازها في قناة البيض، أي ان بطانة هذه القناة لا تسهل استقبال البويضة المخصبة لعدم تحولها الى مكان مناسب للتعشيش فيها، واذا كان للبويضة المخصبة برنامج معد لينفذ بعد ايام، وبالتالي لتصبح قادرة على الانغراز، فان كل تأخر عن وقت الانغراز، طبيعيا، يمكن اعتباره فرصة مواتية، لتعلق البويضة المخصبة حيث تكون.
اما الاسباب المتعلقة بقناة البيض، فهي التي تعتمد على خصائص جسمية كصغر قطر القناة، او اعوجاجها، او وجود منعطفات غير عادية فيها من شأنها ايقاف تقدم البويضة في داخلها، ومن الممكن ان توجد اكياس ثانوية منشقة من القناة، وجدت منذ التكوين او نشأت لاحقا بعد الولادة.
ومن الاسباب المسؤولة عن الحمل الخارجي، الالتهابات التي حصلت اما بداخل قناة البيض او حولها والناتجة عن الاجهاضات الملتهبة، وحمى النفاس او بسبب التهاب الزائدة الدودية، وهذه الالتهابات تؤدي الى تضيق في قطر القناة والى شل التقلصات العضلية لها وهي ضرورية لتقدم البويضة عبر القناة باتجاه الرحم. كما ان اصابة القناة بداء البطانة الرحمية سبب مهم لحصول الحمل الخارجي.
ويعتقد بعض الاطباء ان نسبة الحمل الخارجي تزداد من 3-8% عند النساء اللواتي يستعملن اللولب اكثر من سواهن. ليس هناك تأكيد على صحة هذه النسبة التي قلما نراها مذكورة في الكتب الطبية، انما نوردها لانها قد تكون من الاسباب المؤدية الى ظهور الحمل غير الرحمي.
مراحل تطور الحمل في قناة البيض.
هناك اربعة اطوار يمر بها الحمل غير الرحمي:
1- امتصاص كامل للحمل، وهذا ممكن اذا كانت مدة الحمل قصيرة.
2- اجهاض كامل للحمل اذا انفصل وطرد كيس الحمل من جوف القناة الى جوف البطن بفعل تقلصات القناة مع نزف خفيف من دون ان تتأثر المرأة به.
3- حدوث طرد جزئي للحمل (اجهاض غير مكتمل) عبر فتحة قناة البيض مع نزف باتجاه جوف البطن او جوف الرحم.
4- انفجار قناة البيض: في هذه الحالة تكون البويضة المخصبة قد انغرزت في القسم البرزخي من القناة، ولضيق المكان لا يستطيع الحمل ان ينمو ويتمدد كما لو وجد في جوف الرحم. والذي يحدث هو ان البويضة المخصبة تنخر جدار القناة بما يتسبب بتمزقها وتمزق الاوعية الدموية بحيث يكون نتيجة ذلك نزف شديد يهدد حياة الحامل.
الأعراض:.
تأتي المريضة الى العيادة بعد تأخر حيضها اياما عديدة، وتشكو من وجع اسفل بطنها، الى اليمين او اليسار، وتعلمنا بظهور لطخات دم متكررة وخفيفة من وقت لآخر، وقد تظهر توحما او انتفاخا في نهديها وتشكون من كثرة التبول.
وعند الفحص النسائي، يتبين لنا تورم جانبي مؤلم، خاصة عند لمسنا قعر المهبل، تحت عنق الرحم، حيث تصرخ المرأة من شدة الألم نتيجة تحسسنا للدم الموجود في قعر بطنها (حوض دوغلاس).
تكون الخطورة في حمل القناة اذا انفجرت القناة، حيث يلاحظ ان المرأة تصاب بفقدان الوعي بسبب حصول نزف داخلي وهبوط ضغطها، وفي حال كهذا، يتوجب احضارها الى المستشفى بسرعة لاجراء اللازم لانقاذ حياتها.
التشخيص:
ان تشخيص الحمل الخارجي ليس سهلا، وما يزيد من صعوبة التشخيص هو التفرقة بين الحمل الخارجي واحداث اخرى، كالاجهاض التلقائي، او انفجار كيس مبيضي او انفجار زائدة دودية ملتهبة او قرحة معدة، او نوبة كلية رملية، والتهاب حاد مؤلم في القناة.
ان فحص البول للحمل او الدم، قد يكون ايجابيا في 50-70% وهذا مما يساعد في التميز بين التهاب القناة والحمل خارج الرحم. ولا يعني اذا كانت نتائج الفحص سالبة انه لا يوجد حمل منتبذ، وخير وسيلة للتأكد من الحمل الخارجي هي الفحص بالسونار عن طريق المهبل اولا ثم المنظار الداخلي أي تنظير البطن.
العلاج:.
اذا كان موضع الحمل الخارجي في عنق الرحم، فلا شك ان العلاج الوحيد هو استئصال الرحم بكامله، ولا يمكن اطلاقا ايجاد طريقة اخرى اذا اردنا انقاذ حياة المرأة.
واذا كان الحمل ناميا في جوف البطن، فعلينا استخراج الجنين - حيا او ميتا - وعدم اقتلاع المشيمة المتمركزة بين الانسجة، فمجرد محاولة سحبها تؤدي الى نزف ربما مميت، ومع الوقت يمتصها الجسم رويدا رويدا.
اما اذا كان الحمل في القناة، فالعلاج الجراحي يكون حسب الظروف الشخصية والطبية وعادة يعالج الحمل الخارجي في القناة باستئصال قناة البيض التي يتواجد فيها الحمل، اذ ما انهت المرأة واجبها في الانجاب او لكبر سنها، اما اذا كانت المرأة في سن مبكرة، ولم تنجب سابقا وعندها رغبة في الانجاب، فمن الضروري المحافظة على قناة البيض وذلك ليتسنى للمرأة فرصة اخرى للانجاب، ومن المعروف ان نسبة لا بأس من اللواتي حصل عندهن حمل منبتذ، يحملن لاحقا دون مضاعفات.
مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
| |
|
