البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: عقم الرجل .. أسبابه وعلاجه الإثنين يوليو 07, 2008 6:49 pm | |
|
عقم الرجل.. أسبابه وعلاجه
د.سميح خوري - بعد ان كانت المرأة هي المتهم الاول والأخير في موضوع العقم وعدم الانجاب، اصبح جلياً الآن ان دور الرجل في العقم يعادل دور المرأة، فالرجل مسؤول عن العقم بنسبة 40%. تعتمد قدرة الرجل على الانجاب على وجود عمل طبيعي للخصية التي لها مهمتان هما: انتاج هرمون الذكورة وتوليد الحيوانات المنوية، وان الذي يتحكم في تنظيم وظيفة الخصية هو التفاعل القائم بين تحت المهاد (جزء من الدماغ) والغدة النخامية والخصية، فأي خلل في هذا المحور تتأثر به وظيفة الخصية. فالغدة النخامية تقع تحت تأثير تحت المهاد ليتسنى لها افراز هرموناتها التي تساعد على انتاج هرمون الذكورة في الخصية وتوالد الحيوانات المنوية فيها. فهرمون "LH" النخامي ينشط انتاج هرمون الذكورة، بينما هرمون "FSH" النخامي ومعه هرمون الذكورة ينشطان تكون الحيوانات المنوية. وليسهل فهم الاسباب، سنصنفها في مجموعات كالآتي:. 1- خلل وراثي في كروموسومات الخلية الجنسية الذكرية مما يؤدي الى نقص شديد في تعداد الحيوانات المنوية ومن الخلل الوراثي ايضاً، اضطراب في مجمل عمليات الانقسام الكروموسومي مما يسبب ظهور عيب تكويني في رأس او في ذيل الحيوان المنوي. 2- احتباس الخصيتين في البطن او انسداد في المنطقة التي تقع بين الخصية والبربخ. 3- التهاب الخصية الذي يحدث بسبب بعض الامراض المعدية او السارية مثل النكاف، وسل الجهاز التناسلي وامراض السيلان والسفلس، ويسبب تلفاً وضموراً في انسجة الخلية، كما ينتقل الالتهاب الى البربخ فيتصلب هو الآخر، واهمية البربخ انه مكان تجمع الحيوانات المنوية. 4- عوامل تسممية، مثل الادمان على الكحول وتدخين اكثر من 60 سيجارة في اليوم ولفترة طويلة وتناول بعض الادوية المعينة، وتأثير السموم هو احداث نقص كبير في كمية الاكسجين في خلايا الخصية التي تتطلب خلال عملها كميات كبيرة منه، من اجل تكوين الحيوانات المنوية. 5- نقص في التروية الدموية كما هو الحال في مرض السكري المزمن والتفاف حبل الخصية ودوالي الصفن. 6- ربط الحبل المنوي عن طريق الخطأ عند اجراء عملية جراحية للفتق. 7- تعرض الخصيتين للاشعاعات كأشعة اكس مما يصيب الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية بالضرر لأنها سريعة التأثير بالاشعاعات والرجل الذي يتعرض لمثل هذه الاشعاعات يصاب بعقم دائم. 8- خلل في وظيفة البربخ: يعتبر البربخ مخزناً للمني، وله اهمية قصوى في تنشيط الحيوانات المنوية وتهيئتها للاخصاب، فاذا حدث خلل في البربخ ستتعرض الحيوانات المنوية لخلل في نضجها وهذا ينعكس على حركتها ونشاطها. 9- اذا تبين ان كمية الحيوانات المنوية وتعدادها قد نقصت عن الحد المطلوب بشكل واضح فهذا مؤشر على ان هناك خللاً في عملية نقل الحيوانات المنوية سببه تشويهات حدثت للمسالك البولية. 10- هناك حوالي 10بالمائة من الرجال مصابون بدوالي الصفن، ودوالي الصفن عبارة عن وجود انتفاخ في الاوردة الدموية المنوية، سببها خلل في الصمام الكائن بين الوريد الكلوي الايسر والوريد المنوي الذي يسهل للدم القادم من الخصية دخول الوريد الكلوي بشكل طبيعي ويمنع رجوعه نحو الخصية، فوجود خلل خلقي في الصمام يؤدي الى احتقان الدم في اوردة الصفن مما يسبب بحكم تجمع الدم تمدداً وانتفاخاً فيها. وسبب خلل الصمام يعود الى عيب وتشويه حدث عند التكوين. ان احتقان الدم وركوده في ارودة الصفن يؤدي الى ارتفاع الحرارة في الصفن بحوالي درجتين او اكثر. وهذا الارتفاع المستمر في الحرارة يؤثر سلباً على وظيفة تكوين الحيوانات المنوية، وبالاضافة الى ذلك يؤدي بطء الدورة الدموية في الصفن الى نقص في نقل الاكسجين عبر الدم الى الخصية. كما يؤدي الى تراجع المواد الضارة من الوريد الكلوي نحو الخصى، وتؤثر دوالي الصفن في حوالي 35 بالمائة من الرجال المصابين بها على حالتهم التناسلية وتكون اهم اسباب العقم عندهم. وتلخص التغيرات المرضية التي تحدثها دوالي الصفن في وظيفة الخصية بما يلي:. اولاً: نقص واضح في تعداد الحيوانات المنوية. ثانياً: ضعف كبير في حركة الحيوانات المنوية. ثالثاً: ارتفاع تشوه الحيوانات المنوية. وهذه التغيرات المرضية الثلاثة هي مؤشر للعجز الجزئي للخصية. 11- موت جميع الحيوانات المنوية: هناك عدة اسباب لحدوث مثل هذه الظاهرة مثل الالتهابات او الاسباب الورثية. 12- هناك 20 بالمائة من حالات انخفاض عدد الحيوانات المنوية وضعفها سببه التهاب غدة البروستات والحويصلات المنوية. تقع البروستات بعد عنق المثانة مباشرة، وهي عرضة لتصبح بؤرة للالتهابات الناشئة في المثانة البولية او الاحليل (مجرى البول). اما الحويصلات المنوية فتتكون من فصوص وعائية متقاربة، وهي تقع في اعلى البروستات حيث تتصل بالحبل المنوي من كل جهة لتشكل معه القناة الدافقة التي تصب في الاحليل في قسمه الواقع ضمن البروستات. وتفرز الحويصلات المنوية القسم الأكبر من السائل المنوي، الذي يحتوى على العناصر الغذائية والانزيمات الضرورية لنشاط الحيوانات المنوية. ومن المواد الغذائية التي يتم تكوينها في الحويصلات، سكر الفركتوز الذي يعطي الحيوان المنوي الطاقة اللازمة لتحركه. فافرازات غدة البروستات والحويصلات المنوية هي التي توفر للحيوانات المنوية الغذاء اللازم، كما تحميها بالمواد الحافظة الموجودة فيها خلال عبورها الاعضاء التناسلية للمرأة. ينتج التهاب البروستات والحويصلات المنوية عن جراثيم زهرية وغير زهرية مثل جراثيم أي كولي و الكلاميديا .. وتنتقل هذه الجراثيم عن طريق الاحليل. تتلخص التغيرات التي يحدثها التهاب المسالك التناسلية في الحيوانات المنوية فيما يلي:. اولاً: ازدياد حجم السائل المنوي. ثانياً: نقص في مادة الفركتوز في السائل المنوي. ثالثاً: يصبح السائل البروستاتي سميكاً متخثراً غير لزج كالعادة بفعل السموم، فيصبح من الصعوبة على الحيوانات المنوية التحرك بحرية وبالسرعة الضرورية من اجل التسرب الى داخل الاعضاء التناسلية عند المرأة واخصاب البويضة. 13- عوامل مناعية:. توجد في بعض الحالات اجسام مضادة في السائل المنوي، تعوق وتحد من حركة ونشاط الحيوانات المنوية، وهذه الاجسام المضادة تمنع حدوث الحمل بنسبة خمسة بالمائة او اقل. تعالج الاجسام المضادة بغسل الحيوانات المنوية طبيا للتخلص من الاجسام المضادة، وبعد ذلك تجرى عملية تلقيح اصطناعي بحقن الحيوانات المنوية من خلال انبوب دقيق في الرحم لملاقاة البويضة وذلك في فترة التبويض. 14- على صعيد الغذاء:. الكثير من الطعام الذي نتناوله اليوم تعرض للحقن بالهرمونات، والكثير من الفاكهة والخضار واللحوم والدجاج محقون بهرمون الاستروجين (هرمون الانوثة) وهذا الهرمون له اثارا سلبية على الخلايا التناسلية بشكل يؤثر على نوعية وعدد الحيوانات المنوية. ولكي يكون هناك تقييم حقيقي لقدرة الرجل على الانجاب، لا يكفي ان نعرف فقط اشكال وتعداد الحيوانات المنوية، بل يجب ان يتوفر التحليل الكيميائي الحيوي لدفق السائل المنوي، اضافة الى تحليل الهرمونات، ثم الفحص الجسدي للمريض والاستماع الى قصته المرضية. ان فحص الاعضاء التناسلية مهم لمعرفة وضع وحجم الخصيتين وحالة البربخين، والتأكد من حالة البروستات والحبل المنوي. في بعض الاحيان، يضطر الطبيب لاخذ خزعة من الخصية وفحصها نسيجيا للتأكد من وجود التهابات مزمنة او خلل تكويني في انسجة الخصية. يتوقف نجاح علاج عقم الرجل على نوع الحالة، فهناك حالات يلزمها العلاج الجراحي واخرى الدوائي (الهرموني وغيره)، ويمكن معالجة عقم الرجل جراحياً بطرق مختلفة، ولكن ليس كل عقم عند الرجل قابل للجراحة وليست اية جراحة تعالج كل عقم. اما معالجة الخصيتين المحتجزتين او غير النازلتين في الصفن فيجب ان يتم قبل سن السادسة، اما جراحياً او باستعمال الهرمونات النخامية، وقد يسبب عدم نزولهما طبيعياً او جراحياً بعد هذا السن ضمور الخصيتين. هناك عملية اخرى لمعالجة عقم الرجل، وهي ربط عروق دوالي الصفن. وتتلخص هذه العملية باجراء ربط واستئصال الوريد المنوي. يعطى العلاج الدوائي عادة في حالات الالتهاب او الخلل الهرموني (خلل في الغدد الصماء) ولكن ليس دائماً يحقق هذا النوع من العلاج النجاح المطلوب. هذا ويشار الى انه ثبت فعلياً بأن نشاط الحيوانات المنوية هو الأكثر اهمية في عقم الرجل وعلاجه، ويأتي من بعده عدد الحيوانات المنوية ثم يأتي في المرتبة الثالثة الحيوانات المنوية غير الطبيعية. من الملاحظ ان هناك علاقة وثيقة بين التدخين ونشاط الحيوانات المنوية، لذا يصبح من الأفضل لهذه الفئة بالذات الاقلاع عن التدخين حتى ولو كان التدخين ليس هو السبب المباشر.
مستشار الامراض النسائية والتوليد وجراحتها
منقول
| |
|