موضوع: القدس على طوابع البريد العربية الأربعاء يونيو 03, 2009 3:27 pm
القدس على طوابع البريد العربية
وليد سليمان - ابتكرت بريطانيا في العام 1840 ما يسمى بالطوابع تلك القصاصة الورقية التي تلصق على الرسائل كدليل على دفع الرسوم المستحقة وفي العام ذاته بدأ البريد الرسمي المنظم في فلسطين بافتتاح مراكز البريد العثمانية فيها وفي غيرها من البلاد العربية الداخلة ضمن خريطة الدولة العثمانية. ويؤكد كتاب فلسطين في طوابع البريد الصادر عن دار الفتى العربي ببيروت على ان استخدام الطوابع في فلسطين لم يبدأ الا بعد ذلك بخمس وعشرين سنة أي عام 1865 وفي فترة ما قبل الطوابع هذه كان الختم على الرسالة وحده دليل الابراء في دفع الرسوم المطلوبة. وقد بدأت الدولة العثمانية بعد اصدار الطوابع انظر الطابع العثماني رقم 111 ورواج استخدامها في توسيع الخدمة البريدية فافتتحت بفلسطين خلال السنوات الخمس التالية تسعة مراكز بريدية جديدة في القدس ونابلس والخليل وغزة ويافا وبيت لحم وطبرية وفي نهاية القرن 19 بلغ عددها 22 مركزاً. وبدخول القوات البريطانية الغازية فلسطين عام 1917 بقيادة الجنرال ادموند اللنبي توقفت الطوابع العثمانية نهائيا وافتتحت قوات الاحتلال البريطاني مكاتب بريد عسكرية اسندت الى ملحق بمقر الاركان العسكرية ل قوات الحملة المصرية وهو الاسم الذي اتخذته بريطانيا تغطية لاحتلالها فلسطين والسودان من قبل. واصدرت قوات الاحتلال طوابع لاستعمالها الخاص تميزت بالاحرف الثلاثة السابقة وكتب عليها خالص الاجرة ولم تكن الطوابع هذه متاحة لاستعمال المدنيين. وعندما انتقلت ادارة الاحتلال العسكرية الى ادارة مدنية وعين السيد هربرت صموئيل اليهودي الصهيوني كاول مندوب سام بريطاني في فلسطين عام 1920 امر بوجوب الاستمرار في استعمال طوابع خالص الاجرة بعد اضافة كلمة فلسطين موشحة باللغات الانجليزية والعربية والعبرية على التوالي. وفي العام 1923 وضعت فلسطين تحت الانتداب وقام السير هربرت صموئيل بزيارة للندن واثار موضوع اصدار طوابع جديدة لفلسطين واقتراح ان تكون تصميمات الطوابع عربية ارابسك مثل طوابع الحجاز او كتصميمات هندسية مثل بعض الزخارف في قبة الصخرة. وقد قدم اقتراح بان تمثل الطوابع مناظر لمبان تاريخية مثل قلعة القدس ويسميه الصهيونيون برج داود (انظر الطابع البرتقالي اللون رقم 113) وبوابة صهيون وباب الاسباط وقبة الصخرة لكن صموئيل اقترح اصدار طوابع تمثل معالم تهم السكان وتختار بمسابقة في التصوير الفوتوغرافي وقد الفت لجنة من ثلاثة ضباط بريطانيين برئاسته شخصيا حيث قدم الفلسطينيون صورا ل (جامع عمر) وقبة الصخرة وكنيسة الجسمانية وكنيسة القيامة في القدس ولمدن نابلس والرملة وحيفا ويافا والخليل على حين قدم اليهود صورا لحائط البراق يسمونه المبكى وقبر راحيل وجبل الزيتون . واختارت اللجنة 16 صورة اختار منها صموئيل اربعا ولم تنفذ الطباعة لان وزارة المستعمرات ارادت تأجيلها الى ان يتم انجاز اصدار العملة الجديدة في فلسطين أي الجنيه الفلسطيني ليتداول بدلا من الجنيه المصري. وجاء في كتاب فلسطين في طوابع البريد 1865 -1861 بطبعته الثانية 1985 وهو من اعداد عدة مؤلفين منهم : د نبيل علي شعث وحسناء راضا مكداشي انه في العام 1927 صدرت العملة الجديدة واصدرت حكومة الانتداب اول مجموعة طوابع مصورة عن فلسطين وتألفت من 14 طابعا تحمل رسوم اربعة اماكن دينية وقد اختيرت التصميمات والفئات وفقا لسياسة الانتداب في ابراز الوجه اليهودي الصهيوني اعلاميا وتهويد كل ما يمكن تهويده. فقد كلفت هيئة البريد البريطانية الرسام البريطاني ف. تيلور بوضع التصميمات الاربعة قبر راحيل وهو رمز ديني يهودي وقلعة القدس - باب العمود وتطلق عليه الصهيونية برج داود من باب التهويد اما التصميمان الاخران فيمثلان قبة الصخرة في القدس وجامع مدينة طبرية (انظر هذه الطوابع الاربعة ارقامها 112 - 115) وقد اختيرت الفئات التي ثمنها 2 ، 3، 10 مليمات لطابع راحيل ليكون الاكثر استعمالا لانها كانت الفئات المطلوبة للبريد العادي بالداخل والخارج كما اختيرت الفئات 5، 7 مليمات لطابع قلعة القدس ليكون الاكثر استعمارا في البطاقات البريدية اما فئات 4، 6، 13، 15 مليما التي تستعمل في البريد المسجل بالداخل والخارج فقد اختيرت لطابع قبة الصخرة اما طابع جامع طبرية وبحيرة طبرية فقد جعل للفئات العليا من 50 مليما الى جنيه فلسطيني. وقد استخدم الشعب الفلسطيني الطوابع كأحد اسلحة مقاومته للاحتلال والتهويد اذ اصدر الثوار مجموعتين هامتين من الطوابع : الاول بمناسبة المعرض العربي بالقدس في 6/4/1934 وكان تأكيدا لعروبة فلسطين انظر الطوابع ارقام 123 - 124 اما المجموعة الاخرى فقد كانت تتألف من طابعين صدر الاول عام 1936 وكان يباع لجمع التبرعات لرجال المقاومة باسم بيت المال العربي الجهاز المالي للهيئة العربية العليا والطابع الثاني اصدره صندوق الامة العربي لجمع التبرعات لصالح انقاذ الاراضي العربية من محاولة الصهاينة شراءها. وفي العام 1938 اصدرت المقاومة مجموعة طوابع تحمل شعار فلسطين للعرب انظر الطابع رقم 125 طبعت في يافا واستخدمت بدلا من طوابع حكومة الانتداب في المناطق التي تسيطر عليها . اما في العصر الحديث فهناك الكثير من الطوابع العربية التي اكدت على عروبة فلسطين والقدس والدفاع عنها اعلاميا وسياسيا عبر الطوابع لان الطوابع سفيرة في كل مكان في العالم فقد شاركت كل الدول العربية عبر طوابعها في توضيح ودعم الحق العربي في فلسطين بالتركيز على الام التهجير والمذابح والدمار والتهويد والحصار والبطش والحرائق التي تعرض لها الشعب الفلسطيني وكذلك الارض والشجر والماء والحجر وكذلك النضال والكفاح والدفاع والقضية ودعم العرب جميعا لهم في محنتهم ومحنة الاماكن المقدسة في مدينة القدس والمدن الاخرى. فقد صدرت في الاردن ومنذ الستينات العديد من الطوابع التي تحكي اهمية القدس واماكنها لجميع الديانات حيث زارها عن طريق الاردن البابا بولس السادس عام 1964 كذلك الطوابع الاردنية التي ادانت الحريق الاجرامي الذي حدث في الاقصى عام 1969 ثم هناك الصور الجمالية التي تعرض لقبة الصخرة والمسجد الاقصى ولكنيسة القيامة وطرق واسواق القدس واسوارها وزخارف المساجد والتضامن مع الاقصى الاسير والمهدد بالحفريات من تحته ولرعاية اسر الشهداء ومجاهدي فلسطين وقد صدرت هذه الطوابع للقدس عن كل من الدول الاردن ، مصر، سوريا، لبنان، اليمن ، السعودية، ليبيا، تونس، الامارات العربية، المغرب ، العراق، الصومال، موريتانيا.
الأربعاء يونيو 03, 2009 3:27 pm