موضوع: الطائر الناطق يتفوق على الببغاء السبت مايو 23, 2009 11:55 am
الطائـر النـاطق يتفوق على الببغاء
عـادل محمد علي الحجــاج - في قصة حقيقية تذكر صاحبتها أنها كانت تحتفظ بطائر يسمى (طائر المينا) أسوة بطيور الكناري التي يضعها أناس كثيرون في بيوتهم للزينة. وفي يوم دق جرس الباب شقتنا فخرجت لأرى من هناك، وإذا أمامي شرطي يسألني من ذلك الشاب المغازل في شقتكم الذي يصفر للفتاة التي تسكن بجواركم؟ ارتبكت لهذا السؤال. فقد كنت اعلم ان زوجي هو الوحيد في البيت، وليس من عادته ان يسلك مثل هذا ... لكني سرعان ما تذكرت طائر المينا الذي نربيه، عندها صحت بزوجي طالبة منه الحضور ومعه الطائر. وعندما رأى الطائر الشرطي صفّر له ... فاعتذر الشرطي وانصرف. هذا الطائر حساس جداً ويحب التدليل ولايمكن تركه وحيداً لأن شوقه لصاحبه قد يودي به إذا غاب عنه طويلاً إلى الموت. ولهذا فان معظم مربي هذه الطيور يأخذونه معهم أينما ذهبوا. وهو رفيق مرح يبادر دائماً محييا من يلقاه: كيف أنت يا عزيزي أو يا عزيزتي؟ لعلك بخير. ويشير علماء الطيور إلى ان أحسن طيور المينا ما جاء من الملايو أو جاوة، فهي مليئة بالحيوية، ويزين كل جناح من أجنحتها السود بقعة بيضاء، اما المنقار فلونه لون البرتقال الفاتح. ويختلف طائر المينا عن الببغاء في انه يقلد أصوات مالكيه كما يقلد غير ذلك من أصوات حتى انه ليقلد صرير الباب عندما يفتح. وهذا الطائر مولع بإظهار حبه لصاحبه، شغوف بالأطفال، ولكنه شديد الخوف من الحيوانات والزواحف، ومنظر خرطوم الماء كاف لأن يجعله يرتجف خوفاً، ولكن أعدى أعدائه هو العطش، وعندما يحدث ان يأخذه معه احد إلى مناطق حارة أو جافة كالصحراء مثلاً حيث تشتد الحرارة لابد من وضع كيس من الثلج في قفصه. وهو مثل الإنسان يحب ألواناً من الطعام ويعاف أخرى. وأحب شيء إليه العنب والموز، وتراه يصفر مبتهجاً إذا قدم له عصير البرتقال أو صفار البيض المسلوق مخلوط بالجزر المبشور، اما حلواه المفضلة فمن صنف عجيب: انه الفلفل الأحمر الحار. وطائر المينا يحب النظافة ويستحم مرتين في اليوم. انه عاشق للماء. وهذا الطائر صاحب مقالب. وإلى جانب هذا فانه أحياناً يكون مزعجاً ومربكاً فقد تركته إحدى مربياته مرة عند صديقة لها تثق في حسن رعايتها له ، ولكن سرعان ما خاطبتها بالتلفون منزعجة لأنه بدأ (يكح) فطلبت منها صاحبة الطير ان تضع التلفون أمامه وعندما سمعت كحته اتضح لها انه يتصنع ذلك ليزعجها ليس إلا. وطائر المينا يخلق مشاكل ويسبب إزعاجا لمربيه . فهذا أستاذ يقول كنت مرة اخطب في جمع في قاعة كبيرة فلم اشعر به إلا وقد طار واستقر على رأس رجل أصلع في أخر القاعة، فأسرعت إليه خجلا من تصرفاته وعندما رآني على مثل ذاك الحال نظر إلى وقال: مرحبا يا عزيزي كيف حالك. ومن الطرائف التي روتها إحدى النساء عن هذا الطائر في مغازلة البنات! قائلة: حقاً، إننا في بعض الأحيان نتمنى لو انه لايستطيع الكلام! فقد حدث مرة ان كنت مسافرة في الطائرة وكان يجلس بجانبي رجل يبدو عليه الوقار والاحترام وطائري في قفصه على الأرض بالقرب من قدمي. وفي الطائرة مضيفة جميلة، فكانت كلما مرت صفر وقال: مرحبا يا جيني، ما أجملك فتنظر ممتعضة إلى الرجل الجالس بجانبي ولم يستطع الرجل صبراً على هذا الحال فمال إلي وقال: أرجوك ان تخرجي ذاك الطائر وتريه للمضيفة!. وفي الهند وبعض مناطق اندونيسيا يدرب طائر المينا على تقليد صوت الإنسان فيفوق في ذلك طائر الببغاء كثيراً. وفي مناطق عديدة من الهند كمدينة بنارس المقدسة لدى الهندوس يعتبر هذا الطائر مقدسا ولايمكن ايذاؤه أبداً.