موضوع: هل خبز التوست الأكثر فعالية في انقاص الوزن؟ الثلاثاء أبريل 28, 2009 8:21 pm
هل خبز التوست الأكثر فعالية في انقاص الوزن؟
تتيانا الكور - يتمتع خبز التوست بالشهرة والحضور المفضل لدى العديد من الأفراد الذين يتبعون حمية غذائية معينة، الأمر الذي أدى إلى ربط تناول خبز التوست بإنقاص الوزن، بل ويذهب العديد من أخضائيين التغذية (أو ما يطلقون على أنفسهم بذلك) ومقدمي النصائح الغذائية في المراكز الرياضية وغيرها إلى تخويف البعض من أن تناول أي نوع آخر من الخبز غبر التوست يؤدي إلى زيادة الوزن، أو بصورة أدق يقولون بتعابير الغضب أوعى تاكله أو أوعي تاكليه لأنه بنصح!! والأشر من ذلك هو أن البعض لجأ إلى توجيه أصابع الإتهام لمن لم تحقق إنفاص في الوزن على مدار أسبوع ما بعبارة شكلك أكلت خبز عادي بدل التوست؟ ويعتزم العديد منا جراء ذلك الإبتعاد عن كافة أنواع الخبز في سبيل تحقيق تخفيض الوزن المنشود، وكأن قدرتنا على تخفيض أوزاننا أو الحفاظ عليها تعتمد فقط على إذا ما كنا نتناول خبز التوست بدلا من خبزنا العربي المعروف بالكماج، أو خبز الشراك (المرقوق)، أو الكعك، أو الصامون (الحمام) أو حتى خبز الطابون. فإذا رغبنا في تناول خبز التوست، أو كانت لنا الأفضلية في تناوله نظير صفات معينة محببة لدينا، فهذا جيد، ولكن إذا تناولناه من أجل الخوف من زيادة الوزن، أو من أجل تخفيف الوزن، فهذا حتما مغلوط. فما الحقائق وراء ذلك وما الذي يجب أن نعرفه عن الخيز؟ لعل أهم قيمة غذائية للخبز بجميع أنواعه هو قدرته على إمدادنا بمادة الكربوهيدرات الضرورية لتولبد الطاقة في أجسمنا إذ تؤثر على قدرة خلايانا في القيام بواجباتها البومية والعمل والتيقظ العقلي والجسمي. وتختلف القيمة الغذائية للخبز باختلاف طرق تصنبعه، وباختلاف نوعه، خاصة نظير محتواه من الألياف، وبعض الفيتامينات والمعادن. ويعتبر الخبز أحد مصادر الألياف الغذائية لدينا. فالخبز الأسمر والخبز كامل الحبوب هما من أغنى أنواع الخبز بالألياف لإحتوائهم على قشرة الحبوب الخارجية الغنية بالطاقة والألياف والفيتامينات، خاصة مجموعة فيتامينات (ب)، والمعادن كالمغنيسيوم والزنك. أما الخبز المقشور كالخبز الأبيض فانه يمد الجسم بالطاقة الغذائية نفسها ولكنه يفتقرلنسبة الألياف والفيتامينات والمعادن ذاتها الموجودة في الخبز الأسمر، إلا إذا كان مدعما بذلك. فالخبز المحتوي على نسبة جيدة من النخالة أفضل نسبيا وصحيا من الخبز الأبيض لكنهما يشتركان في إحتوائهما على كمية متقاربة من الكربوهيدرات التي تمدنا بالطاقة (أو ما يعرف بالسعرات الحرارية). فالاعتقاد الشائع هو أن الخبز الأسمر يحتوي على سعرات أقل مما يحتويه الخبز الأييض، وبما أن خبز التوست أسمر، فهو يحنوي على سعرات أقل (ناهيك أن هناك يعض أنواع التوست الأبيض وليس الأسمر). فإن قطعة خبز التوست الأسمر أوخبز التوست الأبيض يحتويان على 80 سعرة حرارية و15 غرام كربوهيدرات و 3 غرامات من البروتين وبين صفر الى 1 غرام من الدهون للحصة الواحدة (والتي بدورها تساوي ربع رغيف كماج كبير أو نصف رغيف كماج صغير أو نصف رغيف خبز الشراك، وبين ربع إلى نصف كعكة، وحبة صغيرة من خبز الصامون، وبين ثمن إلى ربع خبز طابون). إذا فالأساس واحد، وهو أن كمية السعرات الحرارية لكمية محددة من الخبز بأنواعه تحتوي على نفس السعرات الحرارية، ولكن القيمة الغذائية للخبز تختلف باختلاف كمية الألياف الغذائية، وبعض الفيتامينات والمعادن، مع العلم بأن خبزنا الأبيض في الأسواق مدعم بجموعة من الفيتامينات والمعادن أيضا، ولكنه لا يحتوي على الألياف الغذائية. فأين تكمن المشكلة فعلا؟ هل تكمن بتناولنا خبز غير خبز التوست أم تكمن في تناولنا كميات مختلقة منه؟ فكما أشرت سابقا بأن شريحة التوست الواحدة تزودنا بنفس السعرات الحرارية التي يزودنا بها نصف رغيف خبز الشراك مثلا، ولعل النصيحة المفضلة لدي هو أن نسعى لتناول أنواع مختلفة من الخبز، وحسب اليوم والمناسبة، فقد يكون خبز التوست مناسبا في تحضير وجبة خفيفة أو تحضير وجبة إفطار سريعة، بينما يناسبنا تناول الكعك أو خبز الكماج في يوم فطور عائلي أو مع الأصحاب، خاصة مع وجود أصناف مختلفة للتغميس كالحمص والفول واللبنة والجبنة والبيض، مع مراعاة الإنتباه للكمية المتناولة. و قد أفادت خبراتي مع مجتمعاتنا العربية في هذا السياق بأن الأشخاص الذين يتمتعون بتنويع الخبز ومحتواه من الغذاء هم فعليا الأكثر قدرة على تخفيف الوزن والحفاظ عليه. ولعلنا نجد الإشارة الأكبر لخبز التوست في المراجع الغربية نظرا لشيوع تناول خبز التوست لديهم، وليس نظير محتواه من السعرات الحرارية، فلكل شعب ثقافته وعاداته ومصادره الخاصة به، ولعل من الأفضل أن نتمتع بذلك ونحترم ما نتمتع به أيضا، بل ونحافظ عليه، فهو جزء لا يتجزأ من هويتنا الغذائية. ويجب التنويه الى أن تقديم نصيحة تناول الخبز أو الدقيق الأسمرترتبط باحتواء الخبز أو الدقيق الأسمر على الألياف التي بدورها تساعد على الشعور بالشبع مما يساعد في عملية إنقاص الوزن، ولكن هذا لا يعني عدم مراعاة التنويع في تناول الخبز أو الدقيق الأبيض أو عدم مراعاة أفضلية الشخص وظروفه الحياتية وسلوكه التغذوي . وهناك حالات معينة يتم فيها اشتراط تناول الخبز أو الدقيق الأسمر بدلا من الخبزأو الدقيق الأبيض مثل مشاكل الإمساك والبواسير أو حالات هبوط السكر المفاجيء في الدم والأورام السرطانية (خاصة أورام الأمعاء وسرطان الثدي عند المراة). ولا يختلف الخبز المحمص عن الخبز العادي إلا في كمية الماء التي تنقص عند التحميص. فهناك اعتقاد بأن الخبز المحمص يحتوي على سعرات حرارية قليلة بالنسبة للخبز غير المحمص وأننا تستطيع أن تأكل منه دون خوف من زيادة الوزن. ولكن هذا الاعتقاد خاطىء إذا أن نسبة انخفاض السعرات الحرارية في الخبز نتيجة تحميصه لا تتعدى 10%، بمعنى أن تناول ربع رغيف خبز كبير محمص يحتوي على 72 سعر حراري بدلا من 80 سعر حراري في الخبز غير المحمص. فتحميص الخبز ليس بالنصيحة الصحيحة لتخفيف الوزن و لا يؤثر على كمية السعرات الحرارية المتناولة فعليا ولكنه يعتبر طريقة من طرق التنويع في تحضير و تناول الطعام ويضفي طعما ونكهة مختلفة للأغذية المتناولة مثل إضافة الخبز المحمص لصحن الفتوش. وتعتبر الحميات قليلة النشويات (مثل نظام اتكينزteiD sniktA) من الحميات الدارجة في مجتمعنا اذ يلاحظ العديد من الأشخاص بأن التخفيف أو التوقف عن تناول الخبز يساعد على فقدان كمية كبيرة من الكيلوغرامات في الوزن وبسرعة. ولكن يجهل العديد خطورة اتباع هذا النظام خاصة وأن الجسم يحتاج للنشويات لاتمام وظائفه مثل التنفس وخفقان القلب والنشاط الجسدي وهضم الطعام. فمع أنه من الصحيح بأنه عند ال توقف عن تناول الخبز نستطيع فقدان الوزن وبسرعة ولكن المهم هو الحفاظ على الوزن المفقود بدلا من فقدان الوزن السريع وإعادته لاحقا مع تناول الخبز مجددا..