البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: طب المعالجة العطرية السبت فبراير 21, 2009 12:02 pm | |
|
طب المعالجة العطرية
د. محمود عبدالعزيز الزعبي - تثير الزيادة المفرطة في معدل ومدى اوجه التقدم في النواحي العلاجية والتكنولوجية في الطب الحديث كثيرا من التوقعات بين عامة الناس بامكانية اكتشاف علاجات شافية لكافة الامراض. وعندما تصبح الحقيقة واضحة جلية امام الافراد بانه لا تزال هناك قيود كثيرة تواجه معالجة حالاتهم المعنية، يحدث في بعض الاحيان خيبة أمل ويبدأ البحث عن عقار عام بديل شاف لجميع الامراض، وفي هذا البحث عن العلاج السحري، يتوافر الكثير من الممارسات والانظمة التكميلية والبديلة. ويزعم العديد من المتحدثين عن هذه الانظمة بوجود صعوبة في مطابقة وانسجام طرقهم مع مفهومنا العلمي الحالي. وتعد المعالجة المثلية والمعالجة العطرية كليهما من الممارسات التكميلية التي حازت على قدر عظيم من الاهمية والدعم والعديد من المزاعم التي تؤكد نجاحهما. وتشير كلتا الطريقتان بشدة الى انشطة النبات المعروفة ومكوناته باعتبارها مصدرا لفعاليته العلاجية وهذا يبرر دراسة هاتين الطريقتين بدقة. تستخدم المعالجة المثلية طريقة الكل للتشخيص كمطلب اساسي للمعالجة، وتعتمد كثيرا على وصف المريض لاعراضه المرضية، وبهذه الطريقة فقط يمكن العثور عل العلاج المناسب، وباعطاء الدواء المفصل بدقة حسب الاعراض المرضية المعنية لكل مريض وشكواه، تقوم المعالجة المثلية بتشجيع الاستجابة للشفاء الموجودة داخل جسم المريض، انها تحرض القوة الحيوية، وعلى الرغم انه من حيث المبدأ اشتقت المعالجة المثلية من الممارسات الاولى للشفاء، فان الفضل في تأسيس المعالجة المثلية الحديثة يعود الى الطبيب والكيميائي والصيدلي الالماني حامويل هانيمات 1755-1843، وكان هذا طبيبا مؤهلا وكذلك خبيرا لغويا وصيدليا مرموقا، وهذا لم يتردد على مر السنين في اظهار عدم موافقته على الطرق التي كان يمارس بها الطب في ذلك الحين وخاصة استعمال العقاقير المسهلة وفصد الدم والعلق وانواع مختلفة من السحر، لما لها في معظم الاحيان من تأثير ضار على المريض بدلا من شفائه فقرر انه حان الوقت لان يعود الطب الى المرض الاول لان سبب الداء قد يكون هو الدواء والاهم من ذلك وفوق كل شيء انه غير ضار. اعتقد هانيمان ان الاعراض المرضية ليست الا مجرد انعكاس خارجي للصراع الداخلي في الجسم للتغلب على المرض وليست مظاهر معبرة عن المرض نفسه، وعلاوة على ذلك صرح بان العقار الذي يعطى للمريض من اجل الشفاء ينبغي ان يعزز الاعراض المرضية بدلا من ان يقاومها ويزيلها. وبكلمات اخرى دع المثيل يشفى بالمثيل، وهذا هو قانون المتماثلون الذي يعتبر المعتقد الاساسي الوحيد للمعالجة المثلية، واثناء قيامه بترجمة تقرير حول المادة الطبية من تأليف الطبيب الاسكتلندي بروفسور كولن حول تأثير لحاء الكينا الموجود في بيرو في معالجته الملاريا، لمعت في ذهنه فكرة استقصاء طريقته المختلفة لتحقيق الشفاء، فبدأ يفحص تأثيرات ذلك على نفسه، وكم كانت دهشته عظيمة عندما وجد ان تناول خلاصة اللحاء نتج عنه اعراض مماثلة لاعراض الملاريا، وبمساعدة اصدقائه وزملائه بدأ في فحص تأثيرات مجموعة واسعة من الخلاصات النباتية والحيوانية والمعدنية بهذه الطريقة، ثم نشر نتائج هذه الدراسات في كتاب عام 1810، واثناء استمرار هانيمان في عمله قام بتنقيح وتوسيع هذا الكتاب ثم نشر الطبعة السادسة من كتابه بعد وفاته بوقت قصير، ويتوفر الان لاخصائيي المعالجة المثلية حوالي 2500 اختبار لاختيار العلاج المناسب للمرض المشخص بدقة، وفي الظروف المناسبة يمكن استعمال اسلوب مبسط للتشخيص يعتمد على مفهوم ابتكره كونستانتين هيرينغ احد معاصري هانيمان، وقد نشر تريز وافانز جدولا يوضح مجموعة قليلة فقط من عقاقير المعالجة المثلية الشائعة اكثر وتطبيقاتها والغرض منها تبيان بحال المعالجات والمواد المستخدمة. ان انعدام المبرر العلمي للعديد من عمليات المعالجة المثلية لا ينتقص او يحط من قدر الحقيقة انه تم تحقيق الشفاء بنجاح للعديد من الحالات المرضية من خلال استعمال المعالجة المثلية. وهي في طور الازدهار الان في اسيا، وعقاقير المعالجة المثلية في المانيا وفرنسا تعطى جنبا الى جنب مع عقاقير المعالجة التقليدية وفي بريطانيا لها كيان فريد بين خيارات الطب الاخرى، حيث لها مستشفيات خاصة واطباء متخصصون على قلتهم يقدمون المعالجة المثلية ضمن نطاق الخدمة الصحية الوطنية، وكل شيء يجري بنظام. أول من ابتكر اسم المعالجة العطرية هو الصيدلي غانفوس في عام 1928 الذي كان يعمل في منشأة لصناعة العطور تمتلكها عائلته، ويعود اليه الفضل في تأسيس الحركة الحديثة لهذا الفرع من الطب التكميلي، لقد اطلق اسم المعالجة العطرية على عملية استعمال العطور المستخلصة بالتقطير من النباتات العطرية كاللافندر والبزعموت والبابونج والسمق او العترة، وغيرها لمعالجة مجال واسع من العراض وكوسيلة تتضمن شعورا بالرفاه والسعادة. وفيما بعد طور فالنت فكرة غانفوس وقد نشر اعماله في عام 1964 في كتابه بعنوان المعالجة العطرية، على اية حال ان توسيع هذه التقنيات الى مفهوم اوسع للسعادة وللرفاه يعود الفضل في انجازه الى موراي التي ابدت في كتابها (سر شباب الحياة) ودافعت بالحجة على ان التطبيق الموضعي للعطور على الجسم بواسطة التدليك هو وسيلة لتعزيز الصحة والجمال لدى الافراد، وان تاريخ الاستخدام مدغل جدا في القدم وسبق هذه التطبيقات الحديثة بوقت طويل وهناك طرق كثيرة لتحقيق المعالجة العطرية.
منقول
| |
|