(موناكو) : الإمارة، المدينة، المرفأ .. واقتصاد الكازينو
محمد رفيع - بالجمال الباذخ، وبضرورات الأزمان، وبحاجة الاقتصاد والسياسة، الى حدائق خلفية لهما، قد تنحصر الدولة في مدينة، ولا بأس أن تكون المدينة تلك هي العاصمة، التي هي الدولة ذاتها. فإذا حبتها الطبيعة مرفأ فذلك حاجة، أكثر منه ترفاً. فالترف له شروط أخرى، ليس أقلها ''الكازينو'' المفتوح، ترفيها واقتصاداً وضرائب. تلك هي إمارة ''موناكو'': الدولة والمدينة والعاصمة والمرفأ، التي تمسي فيها الشمس على زوّار وسكان، لتصبح، في اليوم التالي، على آخرين.
حقائق
* هناك، على بداية هضاب ''الألب''، وبارتفاع خفيض عن سطح البحر، تقع ''موناكو''، الإمارة والمدينة والمرفأ. تجاورها مدينة ''نيس'' الفرنسية، وتحاذي ''الريفيرا'' الفرنسية، وكذلك الحدود الإيطالية. ولها طبيعة جبلية، حيث انها محصورة بالضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، وبحدودها مع فرنسا، فهي إمارة تقع في جنوب القارة الأوروبية. وحدود الإمارة، هي حدود المدينة، التي هي العاصمة، حيث ان الفرق في الحدود، بين الدولة والمدينة العاصمة، هي حدود نظرية. * موناكو، تعد مملكة دستورية، منذ العام 1911م، وهي مستقلة منذ 1297م. ولغتها الرسمية هي الفرنسية. والأمير، في موناكو، هو رأس الدولة. أما الجهاز التنفيذي، للإمارة، فهو رئيس الوزراء، وطاقمه الوزاري، المكوّن من أربعة أعضاء. حيث يجب ان يكون رئيس الوزراء فرنسي الجنسية، ويختاره الأمير، من خلال مرشحين تقدمهم الحكومة الفرنسية. * أغلبية سكان موناكو هم من الفرنسيين، يليهم الموناكيون، ثم الإيطاليون. حيث ان سكان الامارة هم الأقلية مقارنة مع الأجانب المقيمين فيها. ويتحدث الموناكيون، بالإضافة إلى الفرنسية كلغة رسمية، لهجة تتحدر من لهجة ''جنوة''، كما أن هناك استخداماً واسعاً للغتين الإيطالية والإنجليزية فيها. والدين الرسمي للإمارة هو ''المسيحية الكاثوليكية''. وهي تعتبر ثاني أصغر البلدان، في العالم، من حيث المساحة، والأولى من حيث كثافة عدد السكان. * ليس هناك ضريبة للدخل الفردي في موناكو. واقتصادها يقوم على السياحة والضرائب، ويشكل دخل نوادي لعب القمار (الكازينو) نسبة خمسة في المئة من اقتصاد البلاد، وهي نسبة انخفضت تدريجياً، حيث كانت تشكل ثلاثة ارباع اقتصاد البلاد، بعد الحرب العالمية الثانية. * تتميز الامارة بمهرجاناتها الفنية والموسيقية، التي تقام سنوياً، وترعاها الدولة، بالإضافة الى سباقات السيارات (الفورميولا 1). وقد اتخذ الكثير، من أثرياء العالم ومشاهيره، من إمارة موناكو مقراً لهم، وذلك لجمالها الباذخ، ونظامها الضريبي الأقل تشدداً من الأنظمة الغربية في أوروبا.