موضوع: أسس علاج الآلام .. مفاهيم ينبغي أن تصحح الخميس يناير 08, 2009 10:00 am
أسس علاج الآلام.. مفاهيم ينبغي أن تصحح
د. محمد أكرم بشناق - ينتاب المريض المخاوف من تناول العقاقير مثل المورفين خوفاً من الإدمان أو التعود عليه، والحقائق العلمية تشير إلى أن المورفين أو الأفيونات لا تؤدي إلى الإدمان إذا تناولها المريض بهدف علاج الآلام، ولكن يجب التخلص منها تدريجياً لدى انتهاء دورها. ويعتقد بعض الناس أن الألم الشديد يعني المرض العضال ويؤدي إلى تشاؤم في طبيعة المرض، والحقيقة أن شدة الألم ليس لها علاقة في تطور المرض أو سوء الحالة الصحية. ..وكثيراً ما نسمع أن الطبيب أو أهل المريض لا يصدقون المريض بشأن تصريحاته عن شدة الألم بسبب عدم ظهور ذلك على معالم وجهه، وينبغي التأكيد هنا أن من حق المريض أن يصدق فيما يقول وأن لا يحرم من حقه في العلاج، فليس هناك ارتباط مباشر بين معالم الوجه وشدة الألم. من الجدير الإشارة إلى أن علاج الآلام لن يحقق غايته إذا أغفلنا الجوانب الاجتماعية والنفسية والروحانية عند المريض بل ينبغي أن يؤخذ المريض كوحدة متكاملة من جسد وعقل وروح. كما يوجد قناعة سائدة عند الأطباء أنه لا يجب تسكين الألم للمريض وهو في حالة طارئة كآلام البطن الشديدة والكسور وإصابات الرأس، ظناً منهم أن هذا قد يؤثر سلباً على تشخيص المرض، إلا أنه من حق المريض أن يتم تسكين آلامه فوراً بدون تأخير، والعلم يشير إلى أن تسكين الألم لن يؤثر على قدرة الطبيب على تشخيص المرض. يظن الكثير من الناس أن عليه أن يتحمل ما به من ألم وأنه لا يوجد مسكن فعال للقضاء عليه نهائياً، والحقيقة أنه يمكن ويجب السيطرة على الألم بكافة أشكاله مهما اشتد أو استمر. ولامانع من إعطاء العقاقير مثل المورفين أو الأفيونات للمرضى الذين يعانون من آلام شديدة مهما قصرت أو طالت مدة العلاج، وحتى لو كان المريض يعاني من صعوبة في التنفس أو هبوط في الضغط أو هبوط في مستوى الوعي شريطة أن يتم تعديل الجرعة وفقاً للمعايير الطبية المتعارف عليها. ويجب ملاحظة انه لدى إعطاء المسكنات للمريض فإن الطريقة المثلى هي تناول العلاج عن طريق الفم على أن يؤخذ بجرعات منتظمة وجرعات عند اللزوم وتزداد الجرعة تدريجياً إلى حين السيطرة على الألم. من الخطأ الاعتقاد أن الطبيب وحده قادر على علاج الآلام بل لا بد من إشراك المريض والأهل في الخطة العلاجية من جهة وكافة الفريق الطبي من تمريض وصيادلة وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين من ناحية أخرى. وإذا لم ينجح الطبيب في السيطرة على الألم ينصح باستشارة خبير في علاج الآلام أو الرعاية التلطيفية لأخذ النصيحة اللازمة.