البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: كابوس يؤرق الأنثى يسمى ( الألياف الرحمية ) الخميس يناير 01, 2009 8:10 pm | |
|
كابوس يؤرق الأنثى يسمى (الألياف الرحمية)
د. كميل موسى فرام - تعريف.. الالياف الرحمية : هي عبارة عن أورام حميدة تصيب عضلة الرحم حيث وجد أن حوالي 40 % من السيدات يصبن بهذه المرض بحدود سن الأربعين، وللتوضيح بلغة أكثر وضوحاً أنها أورام غير سرطانية إطلاقاً.وبالمناسبة فهي خاصة بالنساء عنها بالرجال.
مقدمة
الألياف الرحمية هي الكابوس الزمني الذي يؤرق أي سيدة سواء أكانت هذه السيدة متزوجة أم عزباء، ومهما بلغ عمرها وثقافتها، حيث الارتباط الذهني الخاطئ بين ظهور هذه الألياف وإصابة السيدة بالورم السرطاني من جهة أو ظهور هذه الألياف في فترة زمنية ما، ومعالجتها باستئصال الرحم حيث الطامة الكبرى ونهاية العالم (على حد الاعتقاد السائد الخاطئ)، ولكن لحسن الحظ أن كل هذه الهواجس هي هواجس عاجزة خاطئة بعيدة كل البعد عن أي تأثير سلبي على حياة السيدة، وما عليها بعد قراءة هذه المقالة إلا أن تحزم أمرها وتبحث عن نصيحة طبية قد تكسب بها سنوات العمر القادمة دون متاعب لم تكن في الحسبان.
مسببات الالياف ومضاعفاتها
لا يوجد سبب معروف لمثل هذه الألياف الرحمية علما أنها تظهر في الطبقة الوسطى والملساء لعضلة الرحم ،ولكنة قد يظهر هذا النمو في أجزاء أخرى من الجسم وتوجد علاقة شبة مؤكدة بين نمو هذا النوع من الأورام الحميدة وارتفاع مستوى هرمون الاستروجين في جسم السيدة خصوصا إذا علمنا أنة تزداد نسبة الإصابة بسرطان بطانة الرحم إلى أربعة أضعاف النسبة العادية في حال وجود ألياف رحمية مع التأكيد أن نسبة تحول هذا النوع من الأورام الحميدة تحديدا إلى ورم سرطاني حوالي واحد بالألف وهي نسبة قليلة جداً. قد يصل حجم الليف أحيانا إلى حجم كبير ووزن كبير تملأ التجويف البطني والحوضي عند المريضة وتسبب الآلام مختلفة وتغيرات لعادات طبيعة الجهاز الهضمي والبولي بالإضافة إلى أنواع مختلفة من التآكل داخل الليف الواحد ولكنة في النهاية تسبب إزعاجاً نفسياً كبيراً لآي أنثى سواء أكانت عزباء أو متزوجة عند معرفتها بوجود ليف رحمي لارتباط ذهني خاطي بين هذا الاسم والأورام السرطانية التي تصيب الرحم.
ارتباطها بالهرمونات
هناك ارتباط واضح وثابت بين ظهور هذه الألياف الرحمية ومستوى الهرمونات الأنثوية وبالتحديد مستوى الهرمون الأنثوي الأساسي وهو الأستروجين، هذا الهرمون السحري في الحياة الأنثوية، والذي يلازم الفتاة والسيدة منذ تكونها داخل الرحم، حتى لحظة وداعها بعد سنوات العمر الطويلة، وقد أثبتت هذه العلاقة الهرمونية والتكوينية بين هرمون الاستروجين والألياف الرحمية وهي علاقة تكاملية دقيقة بأمور عديدة أهمها: وجود المستقبلات الهرمونية للأستروجين والبروجيستيرون في خلايا الألياف الرحمية،وارتفاع مستوى هرمون الأستروجين لأي ظرف يسبب زيادة مضطردة بحجم الألياف الرحمية، ويلاحظ مثلاً زيادة حجم تلك الألياف خلال فترات الحمل، وبين السيدات اللواتي يشكون من الدورات الشهرية التي لا يوجد بها الإباضة وخصوصاً بين تلك الفئة من الإناث المضربات عن الزواج، حيث يتفرغ الرحم للعبث بطبيعته السحرية و التشريحية والفسيولوجية والوظيفية والتي تتمثل أساساً بالحمل فقط، فتظهر الألياف الرحمية أو النتؤآت الرحمية أو حتى حدوث التغيرات النسجية وخارج حدود السيطرة الجينية للخلية. ومنها ضمور حجم الألياف الرحمية في فترة النفاس بعد الولادة، حيث يكون مستوى هرمون الأستروجين بأقل مستوياته، ويكون في ذات الوقت مستوى هرمون الحليب في أعلى مستوياته الطبيعية بسبب الرضاعة، وكذلك ضمور حجم الألياف الرحمية بعد انقطاع الطمث (سن اليأس)، نتيجة الهبوط الحاد والشديد بمستوى هرمون الاستروجين، وضمن الظروف الفسيولوجية للسيدة. اضافة الى زيادة في حجم تلك الألياف الرحمية بعد ضمورها في حال تناول السيدة للهرمونات التعويضية والتي تتكون أساساً من هرمون الأستروجين.
الأعراض وتشخيص طبيب النسائية
عظم الألياف الرحمية لا تعطي أعراضاً مرضيةً معينة مهما كان عددها وذلك لصغر حجمها، ومحدودية تأثيرها، ويتم تشخيصها في الغالب أثناء الزيارة الدورية لطبيب النسائية أثناء الكشف التلفزيوني أو الفحص النسائي ولكن هذا لا يتنافى أحيانا من معاناة السيدة من أعراض مختلفة، وبدرجات متفاوتة وبآثار صحية مختلفة تضع تشخيص الألياف الرحمية على قمة القائمة التشخيصية و منها: أ- الآلام بأسفل البطن، ويكون الألم غير محدد الأوصاف والتوقيت بالرغم أنه نتيجة مغصٍ حاد، وهذا الألم قد يخلط الأمر لأسباب أخرى لمثل هذا النوع من الألم من حيث الوصف والتوقيت والأعراض المساعدة له. ب- الأعراض بولية وتناسلية وهضمية: وتتمثل مثل هذه الأعراض بتكرار التبول بالرغم من محدودية تناول السوائل حيث يسبب الليف الرحمي بزيادة تأثر المستقبلات الحسية للتبول في المثانة وإعطاء شعور الحاجة لضرورة التبول نتيجة الضغط الحجمي على المثانة التي تقع تشريحياً أمام الرحم، وعندما يحصل ذلك فإن كمية البول تكون كمية محددة وقليلة، ولا تناسب حجم الشعور لذلك، ولكن يتكرر ذلك ضمن فترات متقاربة وغير طبيعية، وكذلك الأمر فإن هذه الألياف تسبب اضطرابات عديدة بالجهاز الهضمي يتمثل أساساً بصورة الإمساك نتيجة الضغط الحجمي على المستقيم الذي يقع تشريحياً خلف الرحم، والشعور المستمر بثقل في أسفل البطن، وتغير في الشهية وخوف من تناول الطعام بصورة مستمرة. ج- النزيف الرحمي: وهو الصورة المرضية الأهم والتي تهدد حياة السيدة بمضاعفات ثانوية، وهذا النزيف الرحمي يطول من حيث المدة أو الكمية أو الاثنين معا، وقد يحدث بصورة منتظمة أو غير منتظمة، لان وجود الألياف يؤثر أساسا ويتداخل في عملية انقباض الرحم أثناء فترة الطمث ويمنع جهاز التخثر من أداء مهمته بالصورة الصحيحة بالإضافة إلى أنة يزيد رياضيا من مساحة بطانة الرحم النازفة شهريا مع أحداث اختلال هرموني في معادلة المحافظة على طبيعة الدورة الشهرية، وتغير غير طبيعي بطبيعة الدورة الدموية الخاصة بالرحم والتي تحكم كمية النزف الشهري كميةً ومدةً. وهناك بعض حالات العقم وتأخر الإنجاب: حيث أن نمو تلك الألياف في منطقة فتحة البوقين (قناتي فالوب) قد يسبب خللاً في الوظيفة الطبيعية لتلك الفتحة ويسبب انسداداً تاماً لها، وهو ما يعني تأخر فرصة الحمل أو انعدامها، أو أن وجود الليف في تجويف الرحم أو ضمن جدار الرحم قد يؤثر سلباً بانغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم، أو يضعف التصاقها بجدار الرحم، وهذا يشكل سبباً مباشراً لتكرار الحمل والإجهاض مباشرة أو العقم بصورة أولية، وللعلم فان معظم الألياف الرحمية تظهر في الجزء العلوي للرحم وهو المكان الطبيعي لالتصاق البويضة المخصبة بالرحم، ونمو الخلاصة المغذي للجنين فيما بعد. د : قد يزيد في حالات الإجهاض ومشاكل الحمل طيلة فترة الحمل ومشاكل أخرى أثناء الولادة: وهناك سلسلة من المشاكل لا حصر لها، أولها الإجهاض المتعدد والمتكرر، ونهايتها النزيف المهدد بعد الولادة، مروراً بتأخر نمو الجنين وحدوث العاهات الخلقية، ضعف وظيفة عضلة الرحم أثناء الولادة، انسداد الطريق الطبيعي للولادة بسسب عائق ميكانيكيٍ، تضخم في الكليتين للسيدة الحامل وغيرها.
السيرة المرضية ..المدخل الصحيح
لا بد من اخذ السيرة المرضية بحذر ودقة لأنها المدخل الصحيح لتشخيص مثل هذه الحالات وعند فحص المريضة قد نتمكن من اكتشاف هذه الألياف أذا كانت بحجم معين خصوصا أثناء فحص السونار التلفزيوني لتحديد حجم ومكان وشكل الليف والتصوير التلفزيوني سواء البطني أو المهبلي هو الوسيلة الأمثل والأدق لتشخيص الألياف الرحمية أياً كان موقعها، بالإضافة إلى الصورة الطبقية المحورية أحيانا والصور الشعاعية العادية والملونة للبطن والحوض. كذلك لا بد من التذكير أن صورة الرنين المغناطيسي لها أهمية خاصة ودقيقة لتحديد شكل ومكان المبيض والرحم، والألياف الرحمية بشكل دقيق،لكن لا يجب أن تكون الخطوة الأولى في تسلسل الفحوصات التشخيصية. على انه لا يجوز التفكير باى حل لمشكلة الألياف الرحمية مهما كانت صورتها دون أجراء عملية تجريف لبطانة الرحم ودراسة فحص الأنسجة.. ولا بد من التأكيد مجددا، بأن ثمة علاقة بين تضخم بطانة الرحم وهرمون الاستروجين والذي بدورة يؤثر على ظهور ونمو وتطور الألياف، وما دمت قد ذكرت سلباً أثر هرمون الاستروجين فلا بد من التذكير السلبي لهذا الهرمون على أنسجة الثدي أيضاً والتي يجب أن يكون لها نصيب تشخيصيٌ أيضاً أثناء وضع البرنامج التشخيصي للألياف. فالمسبب الرئيسي للعلاج الجراحي في الغالب يكون النزيف المتكرر خارج قدرة السيطرة العلاجية العادية والذي يتسبب بالضرورة بحدوث فقر دم حاد يؤثر سلبا على حياة السيدة بدرجة أكبر من الليف بحد ذاته ولا بد هنا من تأكيد قناعتي الشخصية بأن إجراء عملية تجريف بطانة الرحم بعد إجراء التنظير الرحمي المناسب ودراسة فحص الأنسجة هي الأجراء الأهم والأصح في خطوات التشخيص والعلاج وأعتبر شخصياً أن أي أجراء علاجي جراحي أو عقاريٍ للألياف الرحمية دون الدراسة التشريحية لبطانة الرحم مهما كانت فائدته وضرورته ومبرراته سيصل إلى مستوى درجة ارتكاب جريمة طبية بحق المريضة تستحق العقاب ألا في حالات نادرة تفرضها بعض العادات الاجتماعية لمن أضربت عن الزواج.
العلاج
بعد ثبوت التشخيص بوجود ليف/ ألياف رحمية مسبب/ مسببة لكل هذه الأعراض وبعد التسلسل في التعامل مع هذه الألياف لا بد من وضع خطة علاجية متكاملة ومتسلسلة يؤخذ عند وضعها بعين الاعتبار نقاط عديدة وكل واحدة منها هي مشكلة بحد ذاتها وتزداد المشكلة تعقيداً منها وكلها مهمة وتتداخل أهميتها وأذكر منها:
إن أخذ السيرة المرضية بصورة دقيقة، وتحليل الأعراض ذات الصلة سيمكن الطبيب من الوصول إلى التشخيص المناسب، على أن يكون التسلسل المرضي واضحاً ولا بد من ربط العلاقة المباشرة بين تلك الأعراض المرضية ووجود تلك الألياف، حتى لا تكون هناك مفاجات تشخيصية لوجود أسباب أخرى لأي عرض كان.
حجم وعدد الألياف
وهو الأمر الذي يحير الطبيب في غالب الأحيان، فهناك من الألياف التي يصل حجم الواحد فيها إلى حجمٍ كبير جداً، بل وهناك حزمة من الألياف التي تكون مع بعضها ليفاً موحداً يصل إلى حجم كبير يزيد في وزنه عن حجم طفل وليد، بل والأمر الأكثر حيرة إذا ما تباينت هذه الألياف بالحجم الذي يحير ويحتاج إلى وقفة وتأني باتخاذ القرار المناسب للعلاج.
عمر المريضة وحالتها الاجتماعية
هذا الأمر هو أصعب الأمور بالقرار العلاجي، و لا يوجد سقف عمري لتعميم الطريقة المثلى للعلاج، وعليه تعامل الحالات بطريقة فردية حسب المعطيات وهو ما يعني تحليل الظروف المرضية لكل حاله بانفراد. فلو كانت المريضة متزوجة، وبلغت من العمر سن الخامسة والأربعين- مع الاحترام- سيكون القرار العلاجي مختلف تماماً عنها لو كانت عزباء وبنفس العمر والظروف، أما لو كان عمر المريضة دون الخامسة والثلاثين مثلاً، ففي الغالب سيتوحد القرار العلاجي ضمن الظروف الحياتية والاعتبارات الأخرى ما أمكن.
عدد أفراد الأسرة
وهذا العامل ذو ارتباط وثيق بعامل العمر والحياة الاجتماعية، فعدد الأطفال للسيدة التي تعاني من الألياف يحدد بدرجة كبيرة خطوات الخطة العلاجية وأولوياتها، خصوصاً في قرار الخطوة الجراحية وأبعاده، على أن أذكر هنا أن إنجاب السيدة لثلاثة أطفال أو أكثر يعتبر مقياساً للعائلة المثالية، ويسهل على الطبيب خطوات المسار الجراحي لو كانت هي الأنسب لتلك الحالة.
مكان وجود الألياف
وأقصد هنا تحديد مكان الألياف تشريحياً ضمن الرحم، فهناك من الألياف ما هو متواجد داخل تجويف الرحم، وهناك من الألياف ما هو متواجد ضمن عضلة الرحم، وهناك نوع آخر يوجد على جدار الرحم الخارجي، ويرتبط بالرحم بعنقٍ ضيق، أي أنه يتغذى من الرحم، وينمو داخل تجويف الحوض مسبباً جميع ما ذكر من الأعراض الثانوية.
وجود أمراض أخرى
فهناك من الأمراض ما هو مزمن يؤثر أحياناً بخطوات العلاج، سواء العلاج العقاري أو العلاج الجراحي، ويكون سبباً لاستبدال أي منهما بالآخر، فدراسة الحالة الصحية للمريضة كوحدة متكاملة، خطوة أساسية وضرورية لرسم الخطة العلاجية، وهو ما يعني أن هناك أكثر من طريقة علاجية تناسب كل حالة مرضية وتعتمد أولوياتها على العوامل المختلفة للمريضة ذاتها، مذكرا أن الخطة العلاجية التي تناسب سيدة ما، لن تكون الخطة المناسبة لسيدة أخرى حتى لو كانت بنفس الظروف والأحوال.
الإمكانيات الطبية والعلاجية
علاج الألياف الرحمية ليس أمراً صعباً، وليس أمراً سهلاً أبداً، وهذا ليس لغزا طبيا يبحث عن اقتراحات حلول، فالخبرة الطبية لمثل هذه الحالات ضرورية خصوصاً للحالات التي يحصل فيها مضاعفات علاجية مهما كانت الطريقة العلاجية، وتوفر الإمكانات الطبية في المنطقة العلاجية أمر هام أيضا ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند الإقدام على العلاج.
نتيجة فحص الأنسجة لعينة بطانة الرحم
يحق لي أن أطلق على هذا العامل بأنه أهم الأهم في مجمع العوامل التي تقرر الطريقة المثلى للعلاج، حيث أنها خطوة أساسية، ضرورية، لازمة، و لا يمكن التنازل عنها بأي ظرف إلا إذا كانت المريضة عزباء ولأسباب اجتماعية والتي في قراري ليست مبررا للتنازل عنها لأهميتها. وبعد دراسة هذه العوامل والأبعاد توضع خطة علاجية وتناقش مع المريضة مع أمكانية البدء بأبسط الخطوات والتصرف ضمن استجابة المريضة للخطوة العلاجية مهما كانت، على أن يشرح للمريضة بلغة تفهمها أن هناك احتمالية التنقل بجميع قنوات العلاج من اجل الوصول لهدف الشفاء.
المراقبة والطريقة المثلى للعلاج
تعتبر مراقبة الألياف الرحمية من حيث الحجم والمكان بالتزامن مع الأعراض المرضية، هي الطريقة الأكثر شيوعاً بل والطريقة المثلى للعلاج، وهي الطريقة المناسبة لمن هن دون سن الأربعين أو لم تكمل السيدة بناء العائلة من حيث العدد الذي تريد، أو بين الإناث الغير متزوجات وأعني بالمراقبة استمرارية ومتابعة تحليل الأعراض المرضية ومدى خطورتها ومضاعفاتها، وكذلك مراقبة الألياف من حيث الحجم والعدد والنمو والمكان، حيث أن نسبة لا بأس منها سيتوقف النزيف الرحمي و/أو يضمر الليف الرحمي و/أو تختفي الأعراض المرضية. لكن اختيار هذا النوع من التعامل مع الألياف يتطلب ضمان استمرارية المريضة بالمراجعة والمراقبة حتى لو اختفت الأعراض المرضية أو انتهت تماماً. فأما الحل الأمثل لمعظم الألياف فهو الحل الجراحي خوفاً من النزيف المتكرر طويل المدة والكمية الذي يؤدي إلى حالة من فقر الدم المزمن، وتكون خطورة فقر الدم أكثر بكثير من وجود مثل هذه الألياف، حيث من الثابت أن فقر الدم بحد ذاته سيكون مسبباً لفشل أعضاء الجسم وأجهزته مجتمعة ومنفردة، حيث أن فقر الدم يمكن أن يسبب فشلا دماغيا، اوفشلا في الشبكية والرئة والكبد والكلى والأعصاب والجهاز البولي والتناسلي وجهاز ضبط التخثر والجهاز المناعي وغيره. ويقسم الحل الجراحي إلى قسمين: اولهما استئصال الألياف لوحدها،اواستئصال الرحم والألياف. وقبل الدخول في مبررات الحلول الجراحية، لا بد من إلقاء نظرة سريعة على مبررات اللجوء إلى الحل الجراحي وأهمها: نزيف رحمي شديد ومتكرر من حيث الكمية أو المدة أو الكمية والمدة معاً. ولالام شديدة في أسفل البطن وخصوصاً الآلام المرافقة للدورة الشهرية، وعدم المقدرة على تقييم أعضاء الحوض وخصوصاً المبيضين. ووجود أعراض مجاري بولية متكررة وأهمها تكرار التبول. وظهور الليف في سن الاياس أو ازدياد حجمه في ذلك السن. وعدم المقدرة على الحمل والإنجاب،وكذلك الزيادة السريعة في حجم الليف.
هل تعود الالياف بعد استئصالها!
في هذه الحالات يكون التداخل الجراحي هو الحل الأمثل، إمّا اللجوء إلى استئصال الليف أو الألياف مع المحافظة على الرحم للمحافظة على القدرة الإنجابية للمريضة وهو الحل الأمثل في معظم حالات العقم أو وجود الألياف في سن الإنجاب والرغبة بالمزيد من الأطفال للعائلة، على أن يشرح للمريضة بلغة مبسطة تفهمها ضرورة المراجعة الدورية للكشف المبكر عن مثل هذه الألياف ومتابعتها، وهنا لا بد من التذكير والتوضيح المتكرر لسؤال روتيني إن كانت هناك احتمالية لعودة هذه الألياف بعيد استئصالها، فأقول أن هناك إمكانية لظهور جيل جديد من هذه الألياف الرحمية وليس إعادة نمو القديم منها بعد استئصاله.. و من البديهي أن أذكر أن قابلية الرحم واستعداده لتكوين الألياف هي صفة لا تنتهي باستئصال هذه الألياف أمّا الحل الجراحي الأمثل فيكون باستئصال الرحم وما يحتويه من ألياف خصوصاً إذا كان عمر المريضة يبتعد بعدد من السنوات عن سن الاياس ولا بد من حماية المريضة من المضاعفات المرضية لمثل هذه الألياف، ويبقى هنا التوضيح لنقطة خلافية بين الجراحين عن استئصال المبيضين أثناء العملية الجراحية، فإنني أذكر هنا أن الخطوة الجراحية الأولى تكمن في إجراء دراسة لبطانة الرحم قبل العملية الجراحية الكبرى ، وإذا ما كانت النتيجة (وهي غالباً) بعيدة عن المضاعفات السرطانية فإنني أشدد على ضرورة المحافظة على المبيضين، للمحافظة على المنتج الأساسي لهرمون الاستروجين ذو الوظائف غير المحددة في جسم السيدة حتى لا ندخل في مرحلة الهرمونات التعويضية وما يرافقها من مشاكل غير محددة. وهناك أسلوب آخر لعلاج الألياف الرحمية وهو تناول العقاقير الهرمونية المثبطة لنشاطات الهرمونات المحفزة لوظائف المبيضين وهي علاجات ذات آثار جانبية كبيرة ومهمة ومؤثرة وهي أيضاً ذات فاعلية كبيرة لا يمكن تجاهلها، ولا بد من حصرها في أضيق الحدود كأن يكون هناك سبب طبي يمنع إجراء العملية الجراحية، أو أن عمر السيدة قد قارب على سن الاياس، أو أن طريقة المراقبة لليف غير مجدية، وأشدد هنا على ضرورة انتقاء مثل هذه الحالات بعناية شديدة وفي أضيق الحدود ويسبقها إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة.
أخصائي النسائية والتوليد والعقم أخصائي جراحة الأورام النسائية/كلية الطب/ مستشفى الجامعة الأردنية
| |
|