موضوع: الفقمة .. ذلك اللغز المحير الثلاثاء ديسمبر 23, 2008 2:00 pm
الفقمة.. ذلك اللغز المحيّر
عادل محمد علي الحجـاج - من المعروف ان الإنسان وان كان من السباحين الماهرين غير قادر على ان يبقى مدة ثلاث دقائق في أعماق تصل إلى 20 متراً تحت سطح الماء. لكن هنـاك نـوع من اللبائـن البحريـة هي الفقمة المعروفـة بـاسم [Laptonychotes weddelli] تستطيع ان تبقى مدة (70 دقيقة) تحت سطح الماء وبأعماق تصل إلى (500 متر أو أكثر). وهذا النوع من الفقمة ينتمي إلى مجموعة الفقمة عديمة الإذن. وتتحمل هذه اللبائن انخفاض درجات الحرارة إلى اقل من درجتين مئويتين وذلك لأن أوزان أجسادها تصل إلى (350-450 كغ) إضافة إلى وجود طبقة عازلة تحت الجلد لمنع تسرب الحرارة. وتشير الدراسات العلمية إلى وجود سلوكيات بيولوجية محيرة لدى الفقمة تساعدها على توفير الأكسجين وتجنب تجمع ثاني اكسيد الكربون أو تمنع ذوبان النتروجين في الدم عند النزول إلى الأعماق السحيقة وبالتالي النجاح في البقاء تحت سطح الماء. وأوضح بعض علماء الأحياء البحرية الأمريكان ان للفقمة قدرات على خزن كميات هائلة من الأكسجين في الدم والعضلات. وتمتلك الفقمة تكيفات عديدة للاحتفاظ بدرجات الحرارة المتوازنة ... منها توقف التنفس في الأعماق وبطء عمل القلب وتقلص الشرايين الدموية. ولوحظ ان رئات الفقمة صغيرة مقارنة مع الجسم وغير قادرة على خزن كميات عالية من النتروجين في الدم خلال الغطس مما يجعلها تتحمل الضغط العالي المتولد من ثقل عمود الماء. ويشير العالم الدنماركي (جزمزاوفست) إلى وجود زيادة بمقدار (50%) في عدد الخلايا الحمراء في الدم خلال الدقائق الأولى من عملية الغطس في الماء. كما لاحظ ان الجنين في بطن الفقمة يتأثر هو الأخر عند نزول الأمهات إلى الأعماق حيث يبطئ القلب في نبضاته ويعود في تعجيل حركته عند عودة الفقمة الأم إلى سطح الماء.