أحمد العجارمة - داخل نفق على الحدود الفرنسية السويسرية ،افتتحت اكبر تجربة علمية يتم اطلاقها في التاريخ ،وتكلفت تسعة مليارات دولار لتتحرى عن الوحدات البنائية للمادة لفهم طبيعة الكون. وهذا شأن العلماء لم يتوقفوا ابدا عن التأمل في أسرار العالم. والتجربة اقتضت انشاء شبكة كمبيوتر عالية الطاقة تربط سبعة الاف عالم من 33 دولة للتعامل مع تدفق المعلومات من الالات في النفق التي تكفي لبناء برج من الاسطوانات المدمجة يزيد ارتفاعه على مثلي ارتفاع جبل ايفرست. والسؤال المحير للعلماء -ويأملون ان تجيب عليه التجربة -هو كيف نشأ الكون ؟ ويعتقد بعضهم ان الكون يكبر فعلا ،وان كل المجرات كانت متلاصقة منذ زمن موغل في القدم ،وبسبب انفجار big bongابتعدت عن بعضها فما هي المجرات ؟ المجرة هي عبارة عن تجمع لعدد هائل من النجوم وتوابعها ومن الغبار والغازات المنتشرة بين أرجاء النجوم. وقد تم تقسيم وتصنيف المجرات إلى ثلاثة أنواع تبعا للشكل الذي تتخذه المجرة وهي:- المجرات الإهليلجية ( بيضاوية ) المجرات الحلزونية ( لولبيه ) المجرات غير المنتظمة ( الشا ذة ) المجرات القزمة الصغيرة ويحتوي الكون على ملايين المجرات تتواجد في شكل تجمعات أو حشود ( Clusters ) أطلق عليها العلماء أسماء لتلك التجمعات مثل تجمع العذراء ( وقد كان الاعتقاد السائد بأن حركة المجرات هي حركة عشوائية مثلما الحال في حركة الغازات. وفي عام 1929 اكتشف أدوين هابل أن المجرات في تباعد مستمر عن بعضها البعض بسرعات هائلة قد تقترب في بعض الأحيان من سرعة الضوء وقام بحساب نسبة تباعد المجرات حيث تبين إنها تبتعد بسرعات متناسبة مع المسافة التي تفصل بينها، وهذا يعني أن الكون في توسع وتمدد مستمر. وتفسر هذه الظاهرة بكون ابتعاد المجرات يتمثل في انه إذا كان المصدر الضوئي القادم من الفضاء الخارجي يبتعد عنا فإن تردد الأمواج الضوئية ينخفض وبالتالي ينزاح نحو اللون الأحمر. أما إذا كان المصدر الضوئي يقترب منا فإن الانزياح سيكون نحو اللون الأزرق. ويكون الانزياح الطيفي ملموساً عندما تكون سرعات المصدر الضوئي مقترنة بالنسبة لسرعة الضوء، بينما لا يمكن مشاهدته بالنسبة للمصادر الضوئية العادية ذات السرعات الضئيلة مقارنة مع سرعة الضوء، وقد وضع هابل قانونه لتباعد المجرات . وقد كان العلماء يعتقدون أن المجرات تشكلت في وقت حديث نسبيا من تاريخ الكون إلا ان بعض العلماء البريطانيين أعلنوا أنهم اكتشفوا عددا من المجرات الشديدة الحُمرة مما يعني أن تلك المجرات كانت موجودة بالفعل منذ نحو عشرة مليارات سنة، عندما كان الكون أصغر بست مرات مما هو عليه الآن. و تتواجد المجرات في حشود تتألف من مجموعة من عشرات المجرات او مئات وقد تصل إلى ألاف المجرات في المجموعة الواحدة التي تجمعها عناصر الجذب ليمثلوا هذا التجمع، وقد قسم العلماء المجرات الى المجموعات طبقا لقربها.