موضوع: حرب العشر سنوات بين (أسبرطة ) و ( طروادة ) السبت ديسمبر 13, 2008 2:25 pm
حرب العشر سنوات بين (اسبرطة) و(طروادة)
انها قصة الحرب التي اشتعلت وظلت مستعرة طوال (عشر) سنوات بين مملكتي (طروادة) في تركيا و(اسبرطة) في اليونان.. لأن ابن ملك طروادة (باريس) كان قد خطف أجمل نساء الارض (هيلين) زوجة القائد الاسبرطي (مينلوس)، وكانت هيلين كما هو معروف في التاريخ والاساطير القديمة انها بيضاء هيفاء شعرها الذهبي بلون الشمس وعيناها نجلاوان لهما زرقة البحر، وقد أفرغ قوامها في قالب من الجمال لا يضارعه بين نساء العالم جمال. وهكذا فقد الهبت هذه القصة (قصة خطف ملك الجمال العالمي في ذلك (الوقت) الكثير من الشعراء والادباء ومنهم الشاعر الملحمي العالمي الشهير (هوميروس) الذي خلد هذه الاحداث من معارك وعشق في اسطورته ذائعة الصيت (الالياذة). لكن بعض المراجع ومن ذلك ما كتبته الباحثة جاذبية صدقي تؤكد ان بعض المؤرخين كان لهم وجهة نظر أخرى.. فيقولون انه حقا قد نشبت حرب ضارية بلا هوادة طوال عشر سنين بين (اسبرطة) و(طروادة) لكن لاسباب أخرى غير وجه (هيلين) البديع والساحر!! فقد كانت بلاد اليونان مقسمة الى ولايات يحكم كل منها أمير يقيم في قلعة منيعة ويحيط نفسه بحياة بذخ ورفاهية همجية.. وكان هؤلاء الحكام يعتمدون لمعاشهم على مغانم الحرب وعلى القراصنة وعلى التجارة. وكانت حياة أهل اليونان كما صورها (هوميروس) سلسلة لا تنتهي من الحروب والولائم الاسطورية، لكن الملوك القدامى كانوا أيضاً رجال اعمال محنكين يديرون تجارتهم المحكمة والمنظمة نظاما دقيقا بمساعدة تجار محترفين.. فلم يكن رجال مثل: أجاممنون ومينلوس واوديسوس ليخرجوا الى عرض البحر بألف سفينة من أجل عيون جميلة من الجميلات (هيلين) مهما بلغت روعة جمالها وجاذبيتها.. لذلك يقول المؤرخون ان المنطق يستدعي القول بأن (أجاممنون) قاد رجاله الى حرب طويلة ضد طروادة لأنها كانت تنافس أهل (اسبرطة) في التجارة في منطقة بحر ايجه بين تركيا واليونان. وقد خلدت تلك الحرب الطويلة بين طروادة واسبرطة ابطالاً اغريقيين تغنت ببطولاتهم الاجيال.. وزخرت بقصصهم الاساطير اليونانية القديمة.. حتى اختلط الواقع بالخيال. ولنهاية حرب طروادة قصة أو اسطورة فقد طالت الحرب واستنزفت السنوات العديدة حتى دب اليأس في قلوب اليونانيين.. وكان أعظم ابطالهم هو (أكيلوس) والذي قتل بسهم نفذ في كعب قدمه وهو المقتل الوحيد في جسمه!!! ولكن في الوقت نفسه قتل (هيكتور) بطل أبطال اعدائهم الطرواديين الذي أرداه أكيلوس وجر جثته الى أسفل قلاع أهل طرواده.. ومع ذلك ومن وراء تلك القلاع بدا الأعداْ لليونانيين وكأنهم سيصمدون هناك الى الأبد. وكان اليونانيون على وشك ان يجمعوا عتادهم ويعودوا الى بلادهم عندما زارت الالهة أثينا أحد قوادهم في حلم ذات ليلة وأوحت اليه بالحيلة التي اسرعت بنهاية تلك الحرب الطويلة. وكانت تلك الحيلة تتلخص في صنع حصان ضخم عملاق من الخشب له باب سري في أحد جانبيه، على حين نقشت على الجانب الآخر هذه الكلمات: من اليونانيين قربان شكر الى الالهة أثينا وقد اختبأ داخل هذا الحصان الخشبي أكثر جنود اليونانيين جرأة وشجاعة. أما سائر الجنود فقد صعدوا الى سفنهم واقلعوا بها الى عرض البحر.. عندها ظن أهل (طروادة) ان اليونانيين قد يئسوا من الحرب ورحلوا الى حال سبيلهم.. ففتحوا قلاعهم وتدفقوا خارجين منها واحاطوا بالحصان الخشبي العملاق وقد أراد البعض ان يحرقه أو يحطمه ويرى ما بداخله.. لكن ملكهم (برايام) وقد ظن ان اللعنة ستحل بأهل بلده اذا هم حطموا شيئا يخص الالهة أثينا.. فأمرهم ان يجروا الحصان ويدخلوه الى قلب مدينتهم.. وقد استخف الفرح بأهل طروادة عند انتهاء الحرب.. كما انهم لم يصغوا الى الكاهن الذي صاح بهم قائلا: (احذروا اليونانيين عندما يحملون هدية) وعندما أوغل الليل تسلل الجنود اليونانيون خارجين من داخل الحصان الخشبي وفتحوا أبواب القلعة الرئيسة التي كان بها الملك برايام لزملائهم الجنود الذين كانوا قد عادوا بسفنهم خلسة وهبطوا الى الشاطىء.. وعندما اعطيت لهم الاشارة ومهدت امامهم السبل وفتحت لهم الابواب وكان اهل طروادة قد اعياهم السهر والنوم من احتفلات النصر الموهومة فانقض الاسبراطيون عليهم بغفلة وذبحوا رجالها واخذوا نساءها أسرى. وقد خلدت تلك الحرب الابطال الاغريقيين من اهل اسبرطة، وتغنت ببطولتهم الاجيال.. وزخرت بقصصهم الاساطير اليونانية القديمة: ومن هؤلاء ثلاث ابطال ارتبطوا برابطة الصداقة القوية وهم (أكيلوس) و(أجاكس) و(أوديسوس). وكان أجاكس قلعة منيعة من القوة البدينة الهائلة والشجاعة الجبارة في الحروب. وكان اوديسوس لا يبارى في الحيل والمكر وخداع الحروب. أما أكيلوس فقد كان يسمى (سريع القدم) وكان مهذبا ووسيما ونصف اله كما كان يعرف في الاساطير.. لذا فقد كان اعظم الثلاثة مجداً، وقد اختار ان يموت وهو في عنفوان شبابه ميتة كلها شرف وفخار.. فلما هوى وقد اخترق كعبه سهم اطلقه (باريس) الطروادي الذي احب وخطف هيلين ربط موته مع الابطال الثلاثة في مشهد أخير يذكره لهم التاريخ.. وقد هب اوديسوس يقاتل أهل طروادة بعنف ووحشية.. على حين جرر أجاكس جثمان أكيلوس من ساحة الحرب الى مكان أمين. وهكذا فقد سجل احداث هذه المعارك والبطولات والمخاطر وغيرها لهؤلاء الابطال وصراعهم مع الاعداء والطبيعة والوحوش المفزعة والساحرات والجن والغولة وكل ما هو اسطوري وواقعي الشاعر اليوناني الاول عبر كل العصور هوميروس الذي الف ملحمته الخالدة الالياذة ثم الاوديسة.. حيث يعتبر هوميروس ولا زال المثل الاعلى لشعر الملاحم، حيث اثر منذ القديم وحتى الآن في أدباء الغرب جميعا وادباء الدول الاخرى.. لذلك فقد اخرجت العديد من الافلام الاجنبية والمسرحيات العالمية عن حرب طروادة مع اليونانيين الاسبرطيين.
السبت ديسمبر 13, 2008 2:25 pm