البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: أمراض الصحة العامة .. وعلاقتها بجراحة الفم والأسنان الأربعاء أكتوبر 22, 2008 9:41 am | |
| امراض الصحة العامة.. وعلاقتها بجراحة الفم والاسنان
بقلم الدكتور عبدالفتاح البستاني - ان المدخلات الجراحية العديدة في الفم مثل: جراحة اللثة، وجراحة ذروة الاسنان، وجراحة الفم وقلع الاسنان بدواعي تركيب او تقويم الاسنان، كذلك عمليات زرع الاسنان، وجراحة الفم وكسور الفكين الناشئة عن حوادث السيارات.. كل هذه الاعمال الجراحية في الفم تستوجب اهتمام جراح الفم والاسنان اكثر واكثر بالصحة العامة للمريض الذي يراجعه، نظراً لما لهذه الجراحة من تأثيرات على اجهزة الجسم المختلفة، وعلى المريض التعاون مع جراح الفم والاسنان بالكشف عن سيرته المرضية أو أي مرض عام يعاني منه، وعن الادوية التي يتناولها.
امراض الصحة العامة التي يهم جراح الفم والاسنان معرفتها عن مرضاه
هناك عدة امراض عامة يهم جراح الفم والاسنان معرفتها عن مريضه اهمها: امراض القلب والسكري، وارتفاع ضغط الدم، ثم الحساسية للادوية، والحمى الروماتزمية عند الاطفال والبالغين، وكذلك الامراض النزفية، واخيراً الحمل عند النساء من مرضى الاسنان.
امراض القلب وضغط الدم وعلاقتها بطب الاسنان
اود ان اشير اولاً الى ان الاصابة بامراض القلب المختلفة تزداد انتشاراً كل عام، وذلك امر يستدعي المزيد من الحذر عند معالجة او جراحة الاسنان، وكذلك المزيد من التعاون بين جراح الفم والاسنان واخصائي امراض القلب. وهناك اربعة امراض يهم طبيب الاسنان معرفتها على وجه الخصوص هي: الذبحة الصدرية، النوبة القلبية، اصابة الصمامات القلبية، وهبوط القلب.. وسوف اتناول كل منها بالتفصيل في مقالات لاحقة. فيما يخص المصابين بارتفاع ضغط الدم، فانهم يعطون البنج الموضعي الخالي من الادرينالين عند اجراء جراحة الفم والاسنان لهم، والعمل على تجنب تعرضهم للالم او الارهاق او الخوف اثناء المعالجة، لأن ذلك يمكن ان يزيد ارتفاع ضغط الدم عندهم، ويفضل اعطاءهم الادوية المهدئة قبل البدء بمعالجة او جراحة الاسنان.. ومن المهم طبعاً ان تتم السيطرة على ضغط الدم المرتفع الى حد مقبول من قبل طبيب الصحة.
مرض السكري.. وعلاقته بامراض اللثة والتهاب الاسنان
هناك علاقة اكيدة بين مرض السكري وامراض اللثة وتقيحها وتقلقل الاسنان. فمن الثابت علمياً ان ارتفاع السكر في الدم يؤدي الى تقيح اللثة ثم الى تقلقل الاسنان وخسارتها. ذلك ان السكري يؤدي الى تلف الاوعية الدموية الدقيقة المغذية للانسجة اللثوية. لذلك كان من الضروري السيطرة على ارتفاع السكر في الدم الى حد مقبول لا يزيد عن 100 ملغم، والاهتمام الشديد بصحة الفم واللثة والاسنان عند السكريين، ومراجعتهم الدورية المنتظمة لطبيب الاسنان، ومن الضروري اعطاء مرضى السكري والادوية المضادة للالتهاب بكميات مناسبة قبل البدء بأي من اعمال جراحة الفم او اللثة او قلع الاسنان، وقاية لهم من المضاعفات والالتهابات.
الحساسية للادوية، والاستعداد للنزف
يهم طبيب الاسنان معرفة تحسس المريض لادوية مثل السلفا او الاسيرين وخاصة البنسلين. فكما هو معروف ان الحساسية للبنسلين يمكن ان تضايق المريض، وفي بعض الاحيان يمكن ان تشكل خطورة على حياته. المرضى المصابون بالجلطات القلبية أو الدماغية عادة يتعاطون الادوية المميعة للدم من مثل الهبارين او الورفارين، ويكون عندهم استعداد خطير للنزف بعد اجراء جراحة الفم والاسنان.. ما لم تتخذ الاحتياطات الوقائية الضرورية في مثل هذه الحالات. كما ان بعضاً من المرضى لديهم استعداد طبيعي للنزف من مثل اولئك المصابين بمرض يسمى ''الناعور'' وهذا يستدعي الانتباه واتخاذ الاحتياطات المناسبة.
الحمى الروتامزمية عند الاطفال والبالغين واهمية معرفتها لدى طبيب الاسنان
ان اجراء أي عمل جراحي على الفم او الاسنان عند من اصيبوا سابقاً بالحمى الروماتزمية من الاطفال او البالغين يمكن ان تؤدي الى التهاب بطانة او شغاف القلب، ما لم يتم اعطاؤهم الادوية المضادة للالتهاب بكميات كافية قبل جراحة الفم والاسنان وبعدها مباشرة.
الحمل عند السيدات والاحتياطات اللازمة عند زيارة طبيب الاسنان
عموما ليس هناك ما يمنع من اجراء معالجة او جراحة الفم والاسنان للمرأة الحامل. غير انه يفضل تجنب هذه الجراحة في الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل، كما يفضل التنسيق بين الطبيب النسائي المشرف على المرأة الحامل قبل اجراء اية عملية جراحية على الفم. كما يجب حماية السيدة الحامل بشكل مناسب عند تصوير اسنانها بالاشعة.
حالة الفم واللثة.. قد تكشف عن امراض خطيرة!!
ان جراح الفم والاسنان في وضع يمكنه احيانا من اكتشاف بعض الامراض العامة والخطرة من مظاهرها في الفم قبل ان يعلم بها المريض نفسه.. من مثل: مرض السكري من خلال اعراضه في تقيح اللثة وتقلقل الاسنان ورائحة الفم الخلونية وجفاف الفم. كذلك يمكن لطبيب الاسنان ان يكشف عن مرض اللوكيميا (سرطان الدم) من خلال اعراضه التي تصيب اللثة بالتضخم بشكل واضح والاستعداد لنزف الدم منها. كما ان طبيب الاسنان ذو الخبرة العالية يمكنه تشخيص الكثير من الاورام السليمة والخبيثة داخل الفم وعلى الشفة واللسان في مراحلها المبكرة، ومعالجتها جراحياً قبل ان تستحفل.
الخلاصة
ان معرفة السيرة المرضية ضرورية جداً عند زيارة طبيب الاسنان، كما ان التشخيص السليم والمعالجة الصحيحة تستوجب في بعض الاحيان التعاون بين الطبيبين معاً لما فيه مصلحة المرضى. وطبيب الاسنان لن يتردد بطلب المشورة من زميله طبيب الصحة او اخصائي الامراض النسائية او الداخلية او القلب بشأن حالات المرضى الذين يزورونه قبل المباشرة باجراء جراحة الفم واللثة والاسنان لهم منعاً لحدوث اية مضاعفات.
زميل كلية اطباء الاسنان العالمية في الولايات المتحدة.
مستشار جراحة الفم واللثة والاسنان من جامعة لندن/زميل كلية اطباء الاسنان العالمية في الولايات المتحدة
| |
|