موضوع: أبو الأسود الدؤلي الثلاثاء سبتمبر 30, 2008 5:44 pm
أبو الأسود الدؤلي
عمر هلسة - هو الصحابي وهو التابعي والمخضرم عاصر الجاهلية صبيّاً وعاش شبابه وكهولته مسلماً متديناً وتابعي أمين حفظ القرآن وفهمه ونقط حروفه وشكله ووضع للعرب أصول لغتهم وتفاصيلها وهو مؤسس علم النحو ومسميه. ولد ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الديلي المعروف بأبي الأسود الدؤلي في الكوفة سنة 16 ق.ه / م ونشأ في البصرة وعاش حياته في القرن الأول للهجرة وأسلم على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأغلب الظن عند المؤرخين أن أبا الأسود دخل الإسلام بعد فتح مكة المكرمة وانتشاره في قبائل العرب وقطن مكة والمدينة بعد وفاة الرسول (ص) وكان الدؤلي مفكراً ومثقفاً وعالماً في أصول اللغة والشرع والدين وعلى صلة وثيقة بالإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. يعد أبو الأسود الدؤلي أول من وضع النقاط على الحروف العربية وأول من ضبط قواعد النحو فوضع باب الفاعل وباب المفعول به وباب المضاف وحروف النصب والرفع والجر والجزم وهو من شكّل المصحف الشريف للمحافظة على قراءته وعدم اللحن فيه، ويروى بأن حديثاً دار بينه وبين ابنته هو ما جعله يهم بتأسيس علم النحو إذ خاطبته ابنته بقولها ما أجملُ السماء ( بضم اللام لا بفتحها ) فأجابها بقوله (نجومها) فردت عليه بأنها لم تقصد السؤال بل عنت التعجب من جمال السماء، فأدرك حينها مدى انتشار اللحن في الكلام وحينئذ وضع علم النحو وسمي النحو نحواً لأن أبا الأسود قال: استأذنت علي بن أبي طالب أن أضع نحو ما وضع، فسمي لذلك نحواً فقيل أن علي بن أبي طالب (ك) وضع له الكلام كله ثلاثة أضرب: اسم وفعل وحرف، ثم رفعه إليه وقال له: تمم على هذا. وقيل إنه كان يعلم أولاد زياد بن أبيه وهو والي العراقين يومئذ، فجاءه يوماً وقال له: أصلح الله الأمير، إني أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم وتغيرت ألسنتهم، أفتأذن لي أن أضع للعرب ما يعرفون أو يقيمون به كلامهم؟ قال: لا، فجاء رجل إلى زياد وقال: أصلح الله الأمير، توفي أبانا وترك بنون، فقال زياد: توفي أبانا وترك بنون!! ادعوا لي أبا الأسود، فلما حضر قال: ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم. كان الدؤلي ينظم الشعر ولكن ليس بقوة أقرانه ومن سبقوه فشعره كثيرا ما عبر عن معتقداته وتجاربه في الحياة وشعره في النصيحة والحكمة والتقوى يدل بوضوح على انه انسان عرك الحياة، كما عبر في بعض شعره عن عقيدته وولائه والتزامه الاسلامي خير تعبير وعبر عن بعض قضايا عصره ولعل التعبير عن ولائه لاهل البيت (ع ) هو الذي اساء ظن البعض به فرمي شعره بالضعف وفقدان القيمة. توفي أبو الأسود الدؤلي وهو في الثامنة والخمسين من العمر وقيل أنه مات بالطاعون وقيل أنه مات بالفالج وكان ذلك سنة 69ه.