موضوع: عمر الخيام ... صاحب الرباعيات الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 10:09 am
عمر الخيام ... صاحب الرباعيّات
عمر هلسة - صاحب مدرسة شعرية مميزة ورائد حركة التنوع بالقافية، هو صاحب الرباعيات وأشهر الفلاسفة الشعراء، ترجمت أعماله لمئات اللغات وما تحمله من غموض ما زال يشكل تساؤلات فلسفية وفي طيه فكر حديث متطور. ولد غياث الدين أبو الفتح بن عمر بن إبراهيم المعروف ب عمر الخيام في نيسابور من أعمال بلاد فارس، لُقب بالخيام نسبة لحرفة والده الذي كان يعمل في صناعة الخيام، تضاربت آراء المؤرخين حول تحديد السنة التي ولد فيها ولكن أغلب الظن بأنها كانت مابين الأعوام 429ه/1038م ؟ 439ه/1048م وتوفاه الله في مسقط رأسه نيسابور سنة 517ه/1124م. يعد عمر الخيام من أشهر شعراء الفارسية على الإطلاق ولم يكن شعره يخلو من القضايا والتساؤلات الفلسفية العميقة في الدين والدنيا، وبالإضافة للشعر كان متخصصاً في علوم الفلك والرياضيات والفقه واللغة وكان على علاقة صداقة وثيقة مع نظام الملك قبل أن يصبح وزير السلطان ألب أرسلان فأجزل لصديقه العطاء وخصص له راتباً سنوياً من خزينة نيسابور ضمن للخيام العيش المرفه الكريم والتفرغ للشعر والبحث والدراسة. اشتهر الخيام برباعياته ؟وهي ضرب من الشعر المقفّى المكون من أربعة أشطر متتالية- وعكس فيها رؤيته الخاصة في الحياة والممات ويغلب عليها النزوع إلى التمتع بالحياة والدعوة إلى الرضا أكثر من الدعوة إلى التهكم واليأس، ولطالما اختلف فهم أبيات الرباعيات وتفسير معانيها من قبل الدارسين والقارئين في الشعر والأدب لكثرة ما تعرضت له من ترجمة وإضافة وتعديل وتغيير وكثيراً ما تم التشكيك بنسبة الرباعيّات للخيام على أساس أن معظمها تدعو للهو واغتنام فرص الحياة الفانية على عكس ما وصلنا عن حياة هذا العالم الجليل ذي الأخلاق السامية، ولذا اعتبر بعض المؤرخين أن الرباعيات نسبت خطأ للخيام، وحاول المستشرق الروسي المشهور زوكوفسكي اثبات هذا الافتراض حيث قال بعدم صحة نسب اثنين وثمانين رباعية إلى الخيام وردها إلى غيره من الشعراء ومنهم ابن سينا. برع الخيام أيضاً في علم الحساب وألف فيه شرح ما أشكل من مصادرات كتاب إقليدس و الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما وألف أيضاً رسالة في الموسيقى ويعد من أول المبتكرين لطرق حساب المثلثات ومعادلات الجبر من الدرجة الثانية والثالثة وضع الخيام تقويما سنوياً دقيقاً أقرب إلى تقويمنا اليوم. فسر البعض فلسفة الخيام وتصوّفه على أنهما إلحاد فأحرق الناس كتبه ولم يصلنا الرباعيات لأنّ قلوب الناس أحبّتها وحفظتها غير أن الخيام كان عالماً ملماً ومبدعاً أكثر بكثير من كونه شاعراً وضياع كتبه في الرياضيات والفلسفة حرم الإنسانية من الاستفادة مما وضعه في علوم الجبر والرياضيات، وتبقى قضية إلحاد الخيام قابلة للجدل فالبعض يثبتها والبعض ينفيها بالاعتماد على أشعاره التي تتراوح بين الإلحاد والإيمان ولذا لم يجرؤ أحد ممن عاصروه على جمع الرباعيات وأوّل ظهورٍ لها كان سنة 865ه وأوّل ترجمة لها كانت للإنجليزية وظهرت سنة 1859م أما الترجمة العربية فأتمها شاعر الشباب أحمد رامي بعد حوالي ألف عام من كتابتها. يقول الخيام في رباعياته: لبستُ ثوب العمر لم أُسْتَشَرْ وحرت فيه بين شتّى الفكر وسوف أنضو الثوب عني ولم أدركْ لماذا جئتُ؟ أين المقر؟ *** يا عالم الأسرار علم اليقين يا كاشف الضرّ عن البائسين يا قابل الأعذار فئنا إلى ظلّك فاقبل توبة التائبين .