البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: مستجدات الصوم ( الحلقة 15 ) الخميس سبتمبر 18, 2008 11:54 am | |
|
مستجدات الصوم ( الحلقة15 )
صيام الجنود الذين يرابطون على الثغور
مما لا شك فيه ان شهر رمضان شهر الفتوحات والجهاد فمنذ أن فرض صوم رمضان في السنة الثانية للهجرة كانت غزوة بدر الكبرى وكان في رمضان فتح مكة. ولا شك انه ثبت علمياً ان الصوم على النفس تزكية وارتقاء روحياً بحيث تصبح اكثر استعداداً للتحمل والثبات والتضحية. وثبت علمياً ان الاداء البدني والعضلي والقلبي يكون في الصيام اعلى وافضل، حيث يعتمد الجسم على الدهون المحترقة من داخله واذا كان الانسان في حالة نفسية افضل وذلك ما يحدث بسبب الصوم، فان ذلك يؤدي الى زيادة الهرمونات مثل الاندروفين والتي تساعد على الأداء البدني وقلة الشعور بالاعياء والتعب. فالجنود الصائمون اداءهم سيكون افضل ومع هذا فالاسلام دين اليسر لا العسر فهذا الجندي المرابط ان كان في حكم المسافر وهو الذي يقيم اربعة ايام فقط بعيداً عن اهله بمسافة نحو 80كلم، وبعضهم قدرها بـ 15 يوماً فهذا يحق له الفطر بحكم كونه مسافراً وعليه القضاء والافضل الصيام. اما ان كان مقيماً مدة اطول او ليس بعيداً عن اهله، فالاصل الصيام في حقه ولا يحق له الفطر الا اذا شق عليه ذلك مشقة يخشى منها الهلكة ''ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة'' وكذا اذا كانت مشقة الصوم تمنعه من القيام بواجبه من حراسة او كانوا في حالة التحام مع العدو. فعندئذ اذا كان لا يستطيع القيام بما اوكل اليه من واجب مهم الا بالفطر فله ذلك، وعليه القضاء. ومما يدل على ذلك ما رواه جابر ان رسول الله خرج عام الفتح حتى بلغ كراع القصيم وصام الناس معه، فقيل له: ان الناس قد شق عليهم الصيام وان الناس ينظرون لما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر، فشرب والناس ينظرون اليه فأفطر بعضهم وصام بعضهم، فبلغه ان اناساً صاموا فقال اولئك العصاة'' رواه البخاري، لأنهم صاموا تعنتاً مع وجود المشقة ولم يأخذوا برخصة رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
صوم من لديه دراسة للامتحان
ان الدراسة والامتحان ليس من الاعذار المبيحة للفطر، مع كوننا نؤكد على اهمية العلم والدراسة والتحصيل، ولو جئت تقيس مشقة الدراسة والمذاكرة فانها لا تعد شيئاً بجانب كثيرين يقومون بأعمال شاقة بحسب طبيعة اعمالهم ويستمرون في صيامهم. ولا شك ان الصوم فريضة تقتضي بعض المشقة والجهد، والا لماذا كانت فريضة ولها الاجر العظيم ويقصد منها التهذيب والتربية والاعداد وتعلم اخلاق الصبر والارادة والمراقبة ولماذا نقول ان الصوم ليس مدعاة للكسل، بل شهر مضاعفة الجهد والاداء. وقلنا من قبل ان الاداء العضلي والقلبي يكون افضل في الصوم في الساعة الاحدى عشر الاولى، ثم انه ثبت علمياً ان النشاط العقلي يزداد اثناء الجوع المعتدل وحالة توقد الذهن افضل والنشاط افضل، وان كثرة الطعام تورث الخمول والكسل وقد قيل البطنة تذهب الفطنة والسبب الطبي والعلمي لذلك انه اذا امتلأت المعدة بالطعام تحولت كمية اكبر من الدم الذي يضخ في الجسم الى المعدة بنسبة 20% مما يؤدي الى قلة تدفق الدم الى الدماغ وباقي الاعضاء. فاذن الصوم يساعد على حسن الاداء العقلي والتركيز لان تدفق الدم يكون للدماغ وباقي الاعضاء افضل. ثم ان المسلم الحق الحريص على دينه وترتيب اولوياته بما يرضي الله، وحيث تكون الجنة بعد رضوان الله هي مبتغاه وحيث لا يمكن ان يقدم على امر الله شيئاً، يستطيع ان يرتب برنامج دراسته بما يحقق افضل النتائج مع الصوم. فعندما يتسحر سحوراً خفيفاً ويأتي المسجد يكون في اعلى درجات النشاط فيستفيد من هذا الوقت الى نحو ثلاث ساعات ثم يرتاح مثلاً ساعتين ثم يدرس ساعتين ويرتاح بعد العصر ثم بعد التراويح يدرس ساعتين. فتنظيم الوقت امر مهم جداً. وما يتعلل به الطلبة او بعضهم ليس الا نتيجة ضعف الهمم وضعف الوازع الديني والا فقد رأينا طلبة مؤمنين شباباً يصومون تطوعاً وليس في رمضان لتكون دراستهم افضل ويحصلون على اعلى الدرجات.
منقول
| |
|