موضوع: مستجدات الصوم - الحلقة الثانية الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 2:19 pm
مستجدات الصوم - الحلقة الثانية
من اهم ادوار الصوم الصحية ان يساعد الجسم على التحقق بمبدأ التكيف، وليس الجسم فقط، بل كل ما يتصل بالانسان، وهذا المبدأ: التكيف مهم جداً لارتقاء حياة الانسان. يقول القسيس كارل: ان كثرة وجبات الطعام وانتظامها ووفرتها تعطل وظيفة لعبت دوراً كبيراً في بناء الاجناس البشرية، وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام.. ومن المهم في هذا الصدد ان نفرق بين الصوم والجوع، فالجوع وهو ما يحدث لمن يستمر فترة طويلة في الانقطاع عن الطعام كمن يضرب عن الطعام يؤدي الى استهلاك الطاقة من العضلات وربما ادى الى اذابة البروتين نفسه. بينما الصيام، فترة محددة يؤدي الى استهلاك جزء يسير من الدهون المختزنة لتكون مصدراً للطاقة. لذا وجدنا، حتى بعض غير المسلمين يمارسون الصوم كرياضة للجسم يقول: بول براج مؤلف كتاب معجزة الصيام متحدثاً عن خبرته الشخصية ومكاسب الصوم الكبيرة: انه لا يصوم وحده بل ان عائلته تشاركه الصيام ويقول: في كل اسبوع، امتنع عن الطعام 24 ساعة، او ربما 36 ساعة، ولم اتخلف عن هذه المكرمة مرة واحدة، وبالاضافة الى ذلك فانني اصوم ما بين 7-10 ايام اربع مرات كل عام، وطوال السنين التي عشتها - وعمره يقارب التسعين ? كنت ملتزماً بهذا البرنامج الذي اضفى عليّ صحة وحيوية، وجعلني كالدينمو الحي، فالذي انجزه في يوم واحد قد لا ينجزه غيري في خمسة ايام، ثم انني اشعر بحدة في البصر وبوفرة في الحيوية، وتوقد في الذهن، ثم ان الصيام في رأيي الشخصي هو الوسيلة الوحيدة لتخليص الجسم من اعبائه وسمومه وقيوده . ان هذا ما توصل اليه الباحثون المنصفون نتيجة دراسات علمية وطبية حديثة مستفيدين من تطور العلم ووسائله ونحن اذا نظرنا في الايام التي حددها لصومه نجدها متطابقة مع الايام التي فرضت في شهر رمضان فهو يصوم (7-10) مرات في السنة يعني انه يصوم (28-40) يوماً. ويصوم في الاسبوع من (24-36) وتعادل يومي الاثنين والخميس، لكن الاعجاز ان محمداً صلى الله عليه وسلم، ارشدنا الى ذلك قبل ان تتوصل العلوم الى شيء من هذا، وما ذاك الا لأنه وحي يوحى من الله العليم الحكيم سبحانه. لقد تحدث عدد من الاطباء عن الفوائد العديدة للصوم طبياً، فيقول الدكتور عبدالعزيز اسماعيل: ان الصوم علاج يستعمل في اضطرابات الامعاء المزمنة والمصحوبة بتخمر ويستعمل علاجاً لزيادة الضغط والبول السكري وعلاجاً لالتهاب الكلى الحاد والمزمن وامراض القلب. ويقول الدكتور غريب جمعة، لما كان المريض الذي يعاني من الذبحة الصدرية احسن حالاً في ساعات الصيام ولما كان قلبه يعمل بهدوء فان النوبات لا تنتابه ويكون اكثر احتمالاً للمجهود . ويقول د. راتب النابلسي: رأى العلماء ان في الصوم وقاية وعلاجاً من امراض كثيرة فبعض الأمراض المستعصية قد يكون علاجها في الصوم كالتهاب المعدة الحاد واقياء الحمل العنيد، وبعض انواع داء السكري، وارتفاع التوتر الشرياني والقصور الكلوي الحاد الحابس للملح، وخناق الصدر والالتهابات الهضمية المزمنة وحصيات المرارة وبعض الامراض الجلدية . وعن علاج الامراض الجلدية يقول الدكتور محمد الظواهري علاقة التغذية بأمراض الجلد متينة. اذ الامتناع عن الطعام والشراب يقلل من الماء في الجسم والدم فيقل في الجلد، فتزداد مقاومته للأمراض المعدية والميكروبية . لقد اكد اكثر من مصدر طبي ومنهم الدكتور جيمس بالخ وزوجته صاحبا كتاب العلاج بالغذاء ان على الانسان ان يصوم ثلاثة ايام في الشهر وعشرين يوماً على الأقل في السنة كي يعيش في صحة جيدة وذلك من خلال التخلص بذلك من السموم والكيماويات في الجسم. وهذا ما اكده البروفسور نيكولاي بيلوي من موسكو في كتابه (الجوع من اجل الصحة). واكدت تلك المصادر ان كل يوم صيام يساعد الجسم على طرح سموم عشرة ايام من ايام الافطار، لذا، فان صوم شهر يساعد في ازالة سموم عشرة شهور، واذا صام ستة من شوال اكمال المهمة. وعند بدء ازالة السموم من الجسم يبدأ الجسم بالتطهر من السموم حيث تبدأ السموم بالانسحاب عبر الدم ومن هنا يشعر الصائم احياناً في بدء الصوم بالتعب او الصداع ثم تخف الاعراض. وتؤكد المصادر الطبية ان تراكم الدهون في الجسم لفترات طويلة يجعلها تتغير وتفسد الجسم، فبالصوم تبدأ هذه الدهون تتحول الى طاقة وتستخرج الدهنيات الزائدة، وانخفاض الدهنيات كما انها طاقة فانه يرفع من كمية الاكسجين في الدم ويمكن الخلايا البيضاء من الحركة بحرية اكبر.