فضائل العمل والكسب الحلال (2)

البلد : نقاط : 198400 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

فضائل العمل والكسب الحلال (2)

أبو المأمون - والشرط الثاني لتحقيق الكسب الحلال المشروع المبارك فيه هو (الإحسان بالمعاملة) وقد أمر الله تعالى بالعدل والإحسان. فمن الإحسان المسامحة في البيع وأن لا يغبنه في الربح بما لا يتغابن في العادة لأن الربح حلال بالأصل ولكن يراعى فيه التقريب. فإن بذل المشتري زيادة على الربح المعتاد لشدة رغبته وحاجته فينبغي أن يمتنع البائع عن قبول ذلك وهو الإحسان. ومن الإحسان أيضا عند استيفاء الثمن أو الدّين فإن كان معسرا فنظرة إلى ميسرة.
وحث الإسلام على العمل والكسب الحلال بضوابط شرعية وآداب ينبغي مراعاتها لمن يريد الفوز في الدارين الدنيا والآخرة، ومن هذه الأمور هي أن لا تلهي التاجر تجارته عن ذكر الله ولا العامل عمله ولا الموظف وظيفته. وهكذا لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدّق وأكن من الصالحين. ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون). فلا ينبغي أن نغلّب دنيانا على ديننا بل حبذا لو اجتمعا معا فيقوم كل منا بعمله ولكن إذا حان وقت الصلاة نتوقف لدقائق لأداء هذه العبادة العظيمة ثم نستأنف عملنا وكذلك نتحرى الصدق والأمانة في المعاملات وأن نشغل ألسنتنا بذكر الله أثناء وقبل وبعد العمل. وقد كان صالحوا السلف من التجار يجعلون أول النهار وآخره للآخرة ووسطه للتجارة، وإذا سمع آذان الظهر والعصر فينبغي أن يترك المعاش اشتغالا بأداء الفريضة، وعلى التاجر أن لا يكون أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها.

منقول