نفحات إيمانية - فضائل العمل والكسب الحلال (1)

البلد : نقاط : 198390 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

نفحات إيمانية - فضائل العمل والكسب الحلال (1)

أبو المأمون - حث الإسلام على العمل والكسب المشروع حتى لا يكون الفرد عالة على أحد وحتى تسير عجلة الاقتصاد وتعم الفوائد على المجتمع ككل. وفي نفس الوقت وضع الإسلام ضوابط شرعية وآداب إن راعاها هذا الإنسان العامل أيّا كان موقعه نجح وأفلح في الدنيا والآخرة. وقال الله تعالى (وجعلنا النهار معاشا) فذكره في معرض الامتنان وقال تعالى (وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون) فجعلها نعمة وطلب الشكر عليها. وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) وفي حديث آخر (أن زكريا عليه السلام كان نجارا). قال ابن عباس رضي الله عنهما (كان آدم عليه السلام حراثا ونوح نجارا وإدريس خياطا وإبراهيم ولوط زرّاعين وصالح تاجرا وداود زرّادا وموسى وشعيب ومحمد صلوات الله تعالى عليهم وسلم رعاة). وقال لقمان الحكيم لابنه ( يا بني استعن بالكسب الحلال) وقيل لأحمد بن حنبل: ما تقول في رجل جلس في بيته أو مسجده وقال لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي؟ فقال أحمد: هذا رجل جهل العلم. أما سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي. وقال حين ذكر الطير: تغدو خماصا وتروح بطانا. وكان الصحابة رضوان الله عليهم يشتغلون ويحترفون ويعملون في البساتين أيضا. وفي نفس الوقت كانوا حريصين على أداء العبادات على الوجه المطلوب وكانوا دعاة آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر وكانوا مجاهدين في سبيل الله وفي نفس الوقت كانوا أرباب أسر ومربين أفاضل ولبنات قوية في المجتمع الإسلامي الأول الذي كان خير نموذج إلى يوم القيامة على فهم الدين وتطبيقه بالشكل الصحيح وكان حرصهم الدؤوب ومحافظتهم على اتباع أوامر الله وهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم سببا في تحصيل رضى الله تعالى عنهم وحصولهم على خيري الدنيا والآخرة.

منقول