وليد سليمان - في كل عام من شهر رمضان الكريم يتكرر بشوق هذا المشهد الجميل في عمان حيث تلك الكتل من الأكياس البلاستيكية الكبيرة والصغيرة بأصناف لذيذة من عصائر الشراب الشعبي المشهور كشراب الخروب والسوس والليمون والتمر هندي. هذا فقد اعتاد الصائمون في شهر رمضان الفضيل تحضير تلك العصائر المرطبة في كؤوس جاهزة للبدء بشربها عند بدء افطار رمضان عند آذان المغرب من كل يوم رمضاني.. حتى أصبحت هذه الاشربة الباردة عنصراً ملازماً على موائد رمضان العامرة بالخير وبركة ونعمة الله العلي الحميد. وفي حديث ل (أبواب) الرأي مع أشهر بائعي عصير شعبي شرقي من سوس وتمر هندي وخروب كان لنا هذا اللقاء أولا مع الحاج (رمضان الخليلي) في محله بشارع بسمان حيث أكد ان الاستعداد لصنع هذه العصائر الشعبية هو استعداد يومي، ولا يمكن ان يكون قبل عدة أيام!! لان العصائر يجب ان تصنع وتباع للشاربين في نفس اليوم.. طبعاً هذا لا يعني ان عدم تحضير المواد الخام قبل شهر رمضان بمدة معقولة!!! فهناك شاهدنا شوالات الخروب التركي المجروش وأكياس التمر هندي المستورد من الهند، وأكياس السوس المستورد من سوريا. والحاج رمضان الخليلي قضى نحو (50) عاما يتعامل مع هذه المهنة مما اكسبته الكثير من التجارب وأسرار صنع هذه العصائر الشرقية اللذيذة الطعم وحتى الشكل.. لكنه يؤكد وبكل فخر وثقة بان كل ما يصنعه هو من مواد طبيعية مائة في المائة أي انه لا يتعامل بما يسمى بالأصنص والصبغات ذات الكيماوية الضارة بجسم الانسان عند تناولها باستمرار. ويضيف قائلاً ان وضع قطعة من الثلج في كيس العصير الرمضاني له فائدة حيث ان العصير يظل باردا ثم يحفظه لمدة طويلة طازجاً ثم ان قطعة الثلج تعمل معادلا لكثافة الشراب التي تبدأ بالتوازن مع الثلج (الماء) الذائب في الكيس البلاستيكي الذي يشتريه الزبون لحين موعد الافطار في شهر رمضان المبارك بخيراته. اما عن الازدحام الذي يحدث عادة قبل موعد الافطار بفترة فان مرد ذلك مثلا ان الناس لا يوزعون أنفسهم للشراء طوال اليوم مثلاً.. فلو كان هناك تنظيم أي هناك من يشتري ظهراً مثلاً وثم عصراً وثم ما بعد العصر لما حصل هذا الازدحام!!!. وفي لقاء آخر مع شيخ بائعي العصير في عمان وهو الحاج (أبو علي المصري) وهو من أقدم بائعي شراب السوس المتجولين قديماً.. فقد حدثنا في محله قائلاً: كان الناس قديماً يقبلون على شراب السوس.. لكن في أيامنا الحاضرة أصبح الاقبال اكثر على الخروب والتمرهندي.. لكن كبار السن ما زالوا يحنون الى شراب السوس لذا فلا زلنا نقوم بصنع شراب السوس ولكن بكمية قليلة ليس مثل العصائر الاخرى!!. هذا وقد عرفنا ان الاقبال على شراب (ابو علي المصري) يكون من كل الاماكن المحلية من شرق وغرب عمان حتى من مدن أخرى بعيدة.. ومن الطريف ان يذكر لنا ان بعض المسافرين الى امريكا يضعون شراب الخروب مثلا مفرزا في افريزر الثلاجة ثم يجمد ليصبح أشبه بالثلج القاسي ويأخذونه معهم الى امركيا لاذابته هناك وشربه. ليس هذا فقط .. فهناك العديد من المطاعم والفنادق والاستراحات ممن يتعاملون بالشراء لشراب ابو علي المصري الجاهز لزبائنهم في تلك الامكنة بسبب لذة وشهية وشهرة عصائر ابو علي المصري القديمة. ومن طول خبرة وعشق وتعايش ابو علي المصري مع عصائره ومشروباته المرطبة والطبيعية مائة بالمائة فقد احبه الناس وأحبوا شرابه المتنوع وصوت الصاجات النحاسية التي يضربها باصابع يده لتصدر صوتا موسيقيا لطيفاً مع انشاد أو غناء من (ابو علي المصري) حيث يغني للخروب والتمر هندي والسوس قائلاً مثلاً: تمر هندي صافي من عند ابو علي المصري يروق الدم صافي ثم يغني للخروب قائلاً: الخروب بجلي الصدر يا خروب يا ملين المعدة يا خروب ثم يغني للسوس قائلاً: عرق سوس كلك شربات يا عرق السوس كللك وصفات للخروب مثلاً الفوائد التالية: فيه فيتامينات تساعد المعدة والجهاز الهضمي والجلد والعيون وفيه املاح ضرورية لبناء العظام وعمل الاعصاب وهو ملين وملطف ومسكن للآلام الخفيفة كذلك فانه مدر جيد ويفيد في التخفيض من نزلات البرد.. الخ. ومن فوائد التمر هندي انه ينقي الدم، ويفيد من لديهم الضغط لان الحموضة فيه توسع الشرايين، وفيه سكر وبروتين وفيتامين ب . اما شراب السوس فمن فوائده مثلاً: مانع للعطش ولتنشيط الكبد ومدر للبول وملين للامعاء ولقروح والتهابات الامعاء أيضاً.