موضوع: أول صفحات الفتح الإسلامي للأندلس الإثنين سبتمبر 01, 2008 10:08 am
أول صفحات الفتح الإسلامي للأندلس
بعد اكتمال الفتح الإسلامي لأفريقيا توجهت أعين المسلمين إلى الأندلس وقرر موسى بن نصير أن يرسل بسرية استطلاعية قوامها 500 رجل بقيادة طريف بن مالك وهو بربري من القبائل التي أسلمت بعد فتح إفريقيا، وتمكنت السرية من عبور البحر والنزول في جزيرة صغيرة على الساحل الأندلسي عرفت لاحقا بجزيرة طريف، وفي الأول من رمضان لسنة 91 للهجرة دخلت السرية إلى الأندلس ولم تجد الكثير من المقاومة وبدأت في دراسة طبيعة البلاد الجغرافية ونظام الحكم السائد فيها والمشكلات التي تعتريها. لدى عودة طريف بمعلومات قيمة عن الأندلس تكونت قناعة مبدئية بإمكانية عبور البحر والدخول في مواجهة عسكرية مع الملك القوطي في الأندلس، وبالفعل تم تجهيز جيش من سبعة آلاف مقاتل ورفده بقوات إضافية من افريقيا ليصل إجمالي القوات التي جهزت لفتح الأندلس إلى اثني عشر ألف مقاتل عبر بهم القائد البربري طارق بن زياد إلى صخرة كبيرة في المضيق الفاصل بين شبه الجزيرة الأيبيرية والمغرب، وأصبح المضيق لاحقا يعرف حتى يومنا هذا بمضيق جبل طارق. بعد رسالة تحذيرية بعث بها القائد طارق بن زياد إلى لوذريق ملك القوط الذي لم يكن يحظى بولاء شعبه لما أرهق به عامة الناس من ضرائب وأتاوات، والتقى الجيش الإسلامي بجيش كبير من القوط في موقعة وادي لكة في جنوب الأندلس في 28 رمضان 92 للهجرة، وتمكن المسلمون بعد معارك طاحنة استمرت طيلة ثمانية أيام من الانتصار والتوغل قدما في أسبانيا وأوروبا. استمر المسلمون في خوض المعارك وإقامة المدن في الأندلس وما تلاها من أقاليم أسبانية حتى نجحوا في دخول جنوب فرنسا (بلاد الفرنجة) في حتى وصلوا إلى تور بواتيه في جنوب فرنسا حيث جرت معركة بلاط الشهداء في 2 رمضان 114 للهجرة والتي سميت بهذا الاسم لكثرة الشهداء الذين سقطوا في صفوف المسلمين، وكانت هذه المعركة أعمق توغل للمسلمين في أوروبا حتى العصور الوسيطة عندما حاصر العثمانيون عاصمة الإمبراطورية النمساوية سنة 1094 هجرية. بقي المسلمون في الأندلس وبنوا حضارة كبيرة أثرت كثيرا في الحضارة الإنسانية، فأصبحت حواضر الأندلس الشهيرة مثل قرطبة وغرناطة واشبيلية منارات للعلم والفلسفة والعمران، حتى خرج المسلمون من الأندلس نهائيا نتيجة التشرذم والصراعات بين أمراء الطوائف ويؤرخ ليوم 21 محرم 897 للهجرة وسقوط غرناطة ختاما مؤلما للوجود الإسلامي في الأندلس، وبداية حقبة مظلمة من التاريخ بدأت فيها محاكم التفتيش في إغراق العالم في الأحقاد والدماء.