موضوع: كل شيء في الدنيا نسبي .. حتى الزمن الأربعاء أغسطس 27, 2008 9:23 am
كل شيء في الدنيا نسبي... حتى الزمن
ترجمة: رامز الحداد - قبل ما ينوف عن المائة عام، قام أحد الألمان بوضع أكثر النظريات الفيزيائية تأثيراً في القرن العشرين. هذا الموظف غير المعروف، في أحد مكاتب بيرنا والذي لم يكن يملك الخلفية الأكاديمية الكبيرة ولم يكن فيزيائياً مشهوراً أيضاً، قام بنشر مقال في مجلة ''قنوات الفيزياء'' غير بشكل كبير النظرة السائدة إلى الكون. فما هو الذي اكتشفه ألبرت آينشتاين حول العالم وكان مختلفاً عن جميع المبادئ السابقة؟ فبكل بساطة، بين آينشتاين بأن جميع الأحاسيس البسيطة حول الكون الذي يدور حولنا هي خاطئة، أو ليس جميع نظرتنا خاطئة لكن بشكل تقريبي. تراعي أحاسيسنا ما يدور في الطبيعة لكنها لا تتلقى إلا القليل من المعلومات الفيزيائية التي تدور على الأرض، بمعنى أن أحاسيسنا لا تلمس إلا ما هو على السطح فقط. تميزت عبقرية آينشتاين في عدم اكتفائه فيما هو ظاهر، فقد اعتمد على استنتاجاته الرياضية للكشف لنا عن أمور خفية في الطبيعة. وقادته عبقريته لنزع القبعة السحرية التي يخرج منها سحر الفيزياء العظيم للقرن الماضي والتي تذكرنا بأن أحاسيسنا فعالة لنقطة معينة وحسب. فالجنس البشري يشعر بما يجول في هذا العالم من خلال حواسه الخمس؛ حيث تسهل لنا هذه الحواس البقاء على قيد الحياة، وتسمح لنا معرفة ما حولنا وكيفية استخدامه لأغراض بدائية كالتغذية والدفاع عن النفس. يكمن منظورنا للحياة من خبرتنا البشرية الممتدة لآلاف السنين من خلال الصيد والزراعة وتربية الأطفال وصناعة الأدوات، فلدينا نظرة متوارثة لماهية المدى الذي يحيطنا وكيفية انقضاء الوقت في حياتنا. نريد المعرفة وبدقة لما هو موجود أمامنا وخلفنا، فوقنا وتحتنا، قبلنا وبعدنا. ولهذا، فإن حدة ذهن آينشتاين مميزة جداً، فمنذ اكتشافه الأول قد أخبرنا أن الزمن ليس كما نشعر به. فبالنسبة لنا فإن الزمن هو جريان ثابت، فحين نفكر بالماضي، أو نختبر الحاضر، أو ننتظر المستقبل نكون مؤمنين أن الزمن هو تناوب النبض في قلوبنا وهو المضي في ثواني ساعاتنا. لكن هذا الألماني قال لنا أن الزمن هو نسبي فليس له أن يجري بثبات وانضباط في جميع الظروف. فعلى سبيل المثال، الزمن يعتمد على السرعة التي نتحرك بها أو على جاذبية الكوكب الذي نحن عليه. فبمعنى آخر، الزمن يمضي أكثر بطئا إذا مضينا في سرعة كبيرة أكثر منها إذا كنا هادئين، ويمضي أكثر سرعةً إذا كنا بكوكب أكبر من الأرض مثل كوكب المشتري الذي يفوق حجم الأرض بألف مرة. اختبرت هذه النظرية خلال القرن العشرين عدداً كثيراً من المرات، ومن الأمثلة الحديثة على هذه النظرية هونظام الGPS (نظام التموضع العالمي) والذي لا يمكن أن يعمل بشكل صحيح لولا الإحداثيات النسبية التي أحدثتها نظرية آينشتاين. لا يتوقف الأمر على ذلك، فقد اكتشف آينشتاين أن كتلة الجسم هي أيضاُ نسبية! نعم، حيث يعتمد ذلك أيضاً على سرعته، حيث أن كتلة الجسم تزيد إذا ما سار الجسم على سرعات عالية، لكن هل تزيد كثيراً أم قليلاً؟ أذا وصلت السرعة إلى سرعة الضوء فإن الكتلة ستزيد كثيراً، على الرغم من استحالة الوصول إلى سرعة الضوء. وهنالك أيضاً الكثير مما لا يصدق، فعلى سبيل المثال فإن الكتلة من الممكن أن تتحول إلى طاقة والعكس صحيح، فبكمية قليلة من المادة، وخلال ظروف محددة، من الممكن الحصول على كمية هائلة من الطاقة. وهذه النظرية ولدّت مفهوم القنبلة النووية والطاقة النووية. كيف استطاع آينشتاين التوصل إلى تلك النظرية في ذلك الوقت؟ في الحقيقة، لم يوجد آينشتاين النظرية من العدم لكنه اعتمد على الدراسات السابقة للعلماء، ومن بينهم العالم ماكسويل. فقد اعتمد على الشيء الوحيد غير النسبي وهو سرعة الضوء. كان هذا الإكتشاف قبل ما ينوف عن مئة عام فماذا يا ترى يخبئ لنا المستقبل من مجهول فهل يا ترى سيتيح لنا السفر عبر الزمن ! لا احد يدري. ومن الجدير بالذكر أن آينشتاين لم يستعمل أكثر من 8% من دماغه، فماذا يا ترى سيحدث لو استعمله كاملاً !!
الأربعاء أغسطس 27, 2008 9:23 am