النوم يعيد ترتيب أفكارك

البلد : نقاط : 198500 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

النوم يعيد ترتيب أفكارك

ايمان شعبان خوري- ان حفظك لجزء من معلومة، مثل رقم هاتف جديد او كلمة جديدة شيء، وجعل دماغك يحفظها في ملف خاص لكي تتوفر لديك عند الحاجة اليها شيء آخر.
ففي دراسة حديثة نشرت في المجلة العلمية Journal of Neuroscience يقترح باحثون من جامعة يورك وكلية الطب في هارفارد ان الدماغ يمكنه القيام بكلا الامرين، حفظ المعلومة وتخزينها في آن واحد.
وجد الباحثون ان النوم يساعد الناس على تذكر الكلمات التي تعلموها حديثاً ودمجها في قاموسهم العقلي مع المفردات الاخرى، ففي اثناء الدراسة التي دُعمت من قبل مجلس الابحاث الاجتماعية والاقتصادية، قام الباحثون بتعليم متطوعين كلمات جديدة في المساء تبعها إختبار تذكر صغير، ثم طُلب من المتطوعين النوم في المختبر ليتمكن الباحثون من تسجيل نشاطهم الدماغي باستخدام تقنية التخطيط الدماغي (EEG). وفي الصباح خضع المتطوعين لاختبار آخر كشف عن مقدرتهم على تذّكر عدد كلمات اكبر مما فعلوا في الاختبار المباشر الذي تلا التعلم، كما كان بامكانهم تذكرها بسرعة اكبر مما يؤكد على ان النوم يعمل على تقوية الذكريات الجديدة.
وبالمقابل، لم يحدث هذا الامر مع مجموعة المقارنة من المتطوعين الذين تم تدريبهم وتعليمهم في الصباح وأعيد اختبارهم في المساء بدون ان يحظوا بوقت للنوم على الاطلاق. وبعد فحص الموجات الدماغية للمتطوعين الذين تمتعوا بنوم كاف، اكد الفحص على ان النوم العميق يساعد في تقوية الذكريات الجديدة بشكل افضل من النوم الخفيف المصاحب لحركة العين السريعة.
وعندما قام الباحثون باختبار ان تم دمج الكلمات الجديدة مع المعرفة الموجودة مسبقاً، اكتشفوا انواعا مختلفة من النشاط في دماغ الشخص النائم، متمثلة باندفاع مكثف لنشاط دماغي يعكس انتقال المعلومات بين مخازن الذاكرة المختلفة في الدماغ والمتمثلة بقرن آمون في عمق الدماغ والقشرة الدماغية على سطحه.
يتم خزن المعلومات في قرن آمون بشكل منفصل عن بقية الذكريات، بينما ترتبط الذكريات في القشرة الدماغية مع المعرفة المختزنة سابقاً. والمتطوعين الذين خضعوا للنوم طوال الليل كانوا انجح في ربط الكلمات الجديدة مع بقية مخزون الكلمات الموجودة في المعجم العقلي للشخص، مما يؤكد على انتقال ذاكرة الكلمات الجديدة من قرن آمون الى قشرة الدماغ خلال النوم.
ويقول البروفيسور غاريث غاسكل من جامعة يورك-قسم علم النفس والمشارك في الدراسة: علمنا من دراسات سابقة ان النوم يلعب دوراً هاماً في إعادة تنظيم الذكريات الجديدة، ولكن وللمرة الاولى نتمكن من ملاحظة هذا التأثير ونفهم اهمية النشاط الذي يحدث في اثناء هذه العملية.
ألقت نتائج الدراسة الضوء على اهمية النوم والعمليات التي تجري في اثنائه لتوسيع قاعدة المفردات التي يمكن للانسان ان يتعلمها ويتذكرها، وقد تنطبق المبادىء نفسها على انواع اخرى من التعلم.
ويؤكد الباحثون على ان الذكريات الجديدة مفيدة فقط اذا تمكن الشخص من ربطها مع المعلومات التي يعرفها مسبقاً، بالاضافة الى تمكّن الدراسة من تحديد النشاط الدماغي خلال النوم والذي يُنظم الذكريات الجديدة ويصنع هذه الاتصالات الحيوية مع المعرفة المختزنة سابقاً.

منقول