لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بلال بن رباح .. صوت الحق يعانق سماء الحقيقة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : بلال بن رباح .. صوت الحق يعانق سماء الحقيقة Jo10
نقاط : 198320
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

بلال بن رباح .. صوت الحق يعانق سماء الحقيقة Empty
مُساهمةموضوع: بلال بن رباح .. صوت الحق يعانق سماء الحقيقة   بلال بن رباح .. صوت الحق يعانق سماء الحقيقة Icon_minitimeالسبت أغسطس 21, 2010 8:32 pm



بلال بن رباح .. صوت الحق يعانق سماء الحقيقة

بلال بن رباح .. صوت الحق يعانق سماء الحقيقة 28753210

كانت مكة مجتمعا وظيفيا، المركز التجاري الرئيسي الجزيرة العربية، محطة ترانزيت على طريق حيوي يصل بين اليمن المدخل لتجارة أفريقيا والهند وبين الشام المدخل الطبيعي للشرق الأدنى وأوروبا، مكة في الجاهلية كانت عجلة حديدية لا ترحم، الحركة التجارية تضمن استمرارها كمدينة مركزية، تحتاج تروسا كثيرة، ضحايا من لحم ودم، لم يكن من السهل الحصول على القوة العاملة في مكة من القبائل العربية المحيطة، للعيش في تلك المدينة مزايا كبيرة ولكن الروح اللقاحية العربية الآتية من قبائل أنفت دائما أن تخضع لتلك الحالة من البناء الطبقي، الحلول السهلة أن تأتي هذه الطبقة العاملة من الحواشي الضعيفة للجزيرة، الرجال الذين يمكن اصطيادهم وبيعهم، تجريدهم من الحرية، وضعهم تحت العجلة الحجرية، بلال بن رباح واحد من ضحايا هذا المنطق السائد، تحالف السادة وتقاسمهم لمكتسبات مكة، ليس التجارية فقط، وإنما التي يمنحها وجود البيت الحرام الذي مثل استقطابا كبيرا للعرب من شتى بقاع الجزيرة.
لم يكن لبلال في مكة أية وضع سوى أن يكون شيئا، أداة، آلة، لم يكن أحد معني لا باسمه ولا بأصله، لأنهما على أية حالة لم يكونا سوى القيد الأساسي الذي يجعله يرزح تحت وطأة العبودية، لونه شديد السمرة كان سمته التي تجعله على هامش الحياة المكية، المسألة لم تكن عنصرية، لأن الفعل العنصري يتطلب أساسا نوعا من إدعاء التفوق على الآخر، ولكن الآخر في حالة بلال لم يكن يمثل شيئا، فلا شيء يمكن أن يحرض على ثورة لمهمشي مكة، إنهم معزولون، لن يجدوا دعما من أحد، إنها حالة اضطهاد كثيفة وثقيلة ووحشية، لو حاول عبيد مكة أن يصرخوا بصوت مزعج بعض الشيء لأنقضت القبائل العربية قبل قريش تدافع عن هيبتها كيلا تنتقل عدوى الحد الأدنى من الكرامة والحرية لعبيدها.
لم يلتفت أحد طيلة حياة بلال لصوته، لأنه كان يجب أن يكون خفيضا، متواريا، مكبوتا، فالطاعة لا تحتاج غالبا لأكثر من طأطأة الرأس، ولم يكن ليبادر أحدا بالكلام، لذلك أتت ردة فعله عفوية حين ناداه الرسول الكريم وصاحبه أبو بكر الصديق، أحدهما من خير بيوت قريش وأكثرها رفعة وأطيبها سمعة، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب سليل قصي بن كلاب، والآخر أبو بكر عبد الله بن قحافة من تيم قريش، يسأله النبي أن يسقيه وصاحبه لبنا، ولكن بلالا لا يملك من أمره إلا شاة واحدة منها طعامه ومؤونته، يؤثرهما على نفسه، ولكن الشاة تفيض، لم يكن بلال يجهل أمر الحديث الذي يسري عن محمد في مكة، فهو يسمع الغضب الممجوج الذي يبثه سادة قريش بشأن دعوته، ولكن اقترابه وحديثه معه، ذلك الصفو الذي لا تشوبه لمحة من تعال أو تكبر، جعله ينظر لنفسه من زاوية أخرى، جعله يرى نفسه، يزيح عن عينيه غشاة الضعة والمذلة التي وصمته بها قريش.
لم يكن لبلال ما يخسره، فحياته ليست بذات القيمة الكبيرة عند أحد، ولكنه وجد في الإسلام ما يمكن أن يفتحه على عالم جديد، عالم ليس فيه عبيد سوى لله، الواحد الذي يتساوى في عبوديته الجميع، ليس لأحد على أحد أفضلية إلا بالتقوى، يمكنه في الإسلام أن يقف مع سادة قريش، الكتف بالكتف، والساق بالساق، يوليان الوجه شطر إلاه واحد ليس ينفع عنده من المرء سوى عمله، وبلال في هذه الحالة لم يكن يملك سوى عمله الذي يستغله السادة الذين لا يعملون شيئا، سوى أن يبثوا في مجالسهم التهديد والوعيد لمحمد وصحبه، بينما بلال وأمثاله يعملون ليزيدوا في ثرواتهم وينفخوا في مكانتهم.



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بلال بن رباح .. صوت الحق يعانق سماء الحقيقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات الأدبية :: شخصيات وروايات-
انتقل الى: