لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحدائق الخضراء في نظام الأبنية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : الحدائق الخضراء في نظام الأبنية Jo10
نقاط : 198100
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الحدائق الخضراء في نظام الأبنية Empty
مُساهمةموضوع: الحدائق الخضراء في نظام الأبنية   الحدائق الخضراء في نظام الأبنية Icon_minitimeالسبت أكتوبر 03, 2009 3:02 pm



الحدائق الخضراء في نظام الأبنية

الحدائق الخضراء في نظام الأبنية 24363710

د. أيوب أبو دية - ورد في المادة 21 من نظام الأبنية والتنظيم المعدل لمدينة عمان بأنه ''يجب غرس ما لا يقل عن 15% من مساحة قطعة الأرض بالأشجار حديقة خضراء في المناطق السكنية وحسب التعليمات التي تصدرها اللجنة لهذه الغاية''.
وقد لاحظنا اهتماما من قبل أمانة عمان برسم المنطقة الخضراء على مخططات الترخيص للأبنية المراد ترخيصها، وذلك قبل النظر في ترخيص المشروع، وهذا أمر إيجابي، ولكننا نتساءل هل يكفي هذا؟ ألا ينبغي أن يتم التأكد من زراعة الأشجار قبل اصدار إذن الأشغال من المناطق التابعة لأمانة عمان؟ ثم نتساءل أيضا عن ماهية المنطقة الخضراء! هل هي النجيل أم الخبيزة أم أشجار الليمون، أم الأشجار الحرجية، أم ماذا؟ نحن ندرك أننا من الدول الفقيرة في العالم فيما يخص حصة الفرد من المياه، والأوضاع في المستقبل لن تكون أحسن حالا! إذا، ألا ينبغي أن نحدد نوع المنطقة الخضراء لتنسجم مع حال وضعنا المائي؟ تصوروا أن دولة مثل كندا، وهي دولة وفيرة المياه ممتدة الأطراف وتمتلك نحو ربع احتياطي العالم من المياه الصالحة للشرب، هي اليوم في صدد إعادة النظر في نوع النجيل الذي تزرعه لأنه من فصائل غريبة عن بلادهم ويستنزف مياها وفيرة وجهدا كبيرا.
وبناء عليه، أرى أن اللجان المختلفة في المناطق التابعة لأمانة عمان والبلديات يجب أن تحدد نسبة بسيطة فقط لمن شاء زراعة النجيل ليستلقي عليه إذا شاء، عملا بالحرية الفردية التي هي أصلا تتعدى على الحرية العامة في الحق الطبيعي للإنسان بالشرب، ومن ثم تخصيص ما تبقى من المنطقة الخضراء لزراعة أشجار مثمرة، كتلك التي لا تحتاج إلى ري (زراعة بعلية) كالزيتون والتين واللوزيات عموما.
وهناك العشرات من النباتات الخضراء المتوافرة بأسعار معقولة والتي لا تحتاج إلى الكثير من المياه للري، ينبغي التشجيع على زراعتها، فيكفينا هدرا للمياه بزراعة البنسيه لأن ورودها جميلة. أقول إن زهرة نبتة الألوي Aloe Nobilis وأوراق نبتة الأجاف Agave وأزهار الصباريات على تنوعها أجمل بكثير منها وهي لا تحتاج إلى ري على الإطلاق.
وعليه، فإن حاجتنا للحدائق الخضراء تفوق المناحي الجمالية وتتعداها إلى ضرورة توفير المياه والتطلع إلى حاجات التنمية المستدامة، فضلا عن ضرورة الاهتمام بظاهرة الانحباس الحراري العالمية والتغير المناخي الذي يصاحبها. فما علاقة الأشجار بهذه الظاهرة؟ إن الأشجار هي موائل لفصائل حيوانية ونباتية كثيرة وتحافظ على التربة من الانجراف وتحفظ رطوبتها التي تطلق بخار الماء لتشكل السحب الماطرة وتلطف الجو. وهذه الأشجار هي مصدر للطاقة والغذاء والعقاقير وتنشر الظلال وتمتص ثاني أكسيد الكربون وتخزن الكربون الفائض عن حاجة الأرض وتجمع الأغبرة والملوثات الإشعاعية الموجودة في الجو.
ولا شك في أننا نسمع عن حرائق الغابات في بلادنا وفي العالم؛ والتي تنشأ بفعل الاستهتار والافتقار إلى الوعي العام بأهمية الأشجار؛ فالأشجار تساهم في التخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون وفي تنقية الجو من الأتربة والعوالق، ونحو ذلك من فوائد جمة لا تحصى. فمن المعلوم اليوم أن الدونم الواحد من الغابات يجمع نحو ستة أطنان من الأغبرة سنويا. وفوائد ذلك جمة، إذ تتم تنقية الهواء من الأغبرة والبكتيريا والإشعاعات التي تكون عالقة بها. ثم تقوم الأمطار بغسلها فيما بعد عندما تمطر السماء ويتم توزيع هذه العوالق على التربة بانتظام؛ فتحد الأغبرة من انجراف التربة وتساهم في تغذية جذور الأشجار بالعوالق الحية التي تذوب في الماء.
وتساهم الشجرة الناضجة الواحدة باستهلاك نحو 20 كيلوغراما أو أكثر من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا، أي قرابة 2 - 3 طن من الكربون للدونم الواحد. وهذا يعني أنه إذا كان معدل ما يطلقه الفرد الواحد في الأردن من غازات ثاني أكسيد الكربون (بفعل التنفس والتدفئة والتنقل والأكل ... إلخ) يصل إلى عشرين كيلوغراما سنويا، فإن الحديقة الخضراء في البيت ينبغي أن يوجد فيها من الأشجار بعدد أفراد العائلة مضروبا أربع مرات على الأقل كعامل أمان في مواجهة نسبة الأشجار التي تموت ويتغير حجمها أثناء نموها وما إلى ذلك. وعليه، فإن نسبة 15% كحديقة خضراء لا تكفي لهذه الغاية ويجب زيادتها.
لم يرتفع الوعي في بلادنا بما يتلاءم مع الأهمية العظمى للأشجار، فنجد المصطافين يتركون بقايا فحمهم متقدا بين الغابات، كما نلحظ الاعتداء الجائر بالرعي والتقليم، ونجد بعض المواطنين يلقون بأعقاب السجائر من المركبات غير مدركين خطورة ما ترتكب أيديهم؛ وبعضهم يلهو بسلخ لحاء الشجر أو بكتابة اسمه واسم محبوبته على لحاء الشجر. فضلا عن ذلك كله هل الخطط الوطنية لزراعة الغابات عند الطموح الذي نتطلع إليه؟



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحدائق الخضراء في نظام الأبنية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات العلمية والثقافة :: مجلة الساحة العربية-
انتقل الى: