لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جمال الدين الأفغاني .. رجل الثورة والإصلاح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : جمال الدين الأفغاني .. رجل الثورة والإصلاح Jo10
نقاط : 198600
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

جمال الدين الأفغاني .. رجل الثورة والإصلاح Empty
مُساهمةموضوع: جمال الدين الأفغاني .. رجل الثورة والإصلاح   جمال الدين الأفغاني .. رجل الثورة والإصلاح Icon_minitimeالإثنين أغسطس 31, 2009 1:48 pm



جمال الدين الأفغاني.. رجل الثورة والإصلاح

جمال الدين الأفغاني .. رجل الثورة والإصلاح 23987910

سامح محاريق - أثارت شخصية جمال الدين كثيرا من الجدل بين من نسجوا حوله شرنقة من الأسطرة ربما حالت دون الوصول إلى قراءة موضوعية متكاملة حول تراثه الشخصي وتأثيره الفكري من جهة، وبين من وضعوه في مجال اتهاماتهم وتشنيعاتهم كصيد ثمين بما اعترى شخصيته من غموض واكتنفها من تعقيد من جهة أخرى، ويمكن في هذا السياق أن توصف شخصية الأفغاني بـ ''الاستقاطبية'' حيث التف حوله غلاة الموالين الذين وصفوه بـ ''موقظ الشرق وفيلسوف الإسلام'' مثل الدكتور محمد عمارة في كتابه الذي قدمه عن الأفغاني، وفي المقابل اصطف ضده كثيرون وخاصة من التيارات الأصولية التي رمته بأقذع الاتهامات والتي ربما تعد الماسونية والتشيع الباطني المستتر أخفها وطأة في حق الرجل.
الخلاف حول شخصية الأفغاني بدأ مبكرا وبصورة لافتة للنظر في أول سيرة كتبت بالعربية وبغيرها من اللغات على ما ذهب إليه بطمأنينة الدكتور علي شلش في كتابه ''جمال الدين الأفغاني بين دارسيه''، وكانت هذه السيرة أتت في صورة موجزة في المقدمة التي وضعها الإمام محمد عبده تلميذ الأفغاني المقرب لكتاب ''رسالة في إبطال مذهب الدهريين وبيان مفاسدهم وإثبات أن الدين أساس المدينة والكفر فساد العمران''، والتي أورد فيها محمد عبده في سياق تقديم الأفغاني ما يدلل على وعيه بحقيقة الجدل حول شخصيته: ''يحملنا على ذكر شيء من سيرة هذا الرجل الفاضل ما رأيناه من تخالف الناس في أمره،
وتباعد ما بينهم في معرفة حاله، وتباين صوره في مخيلات اللاقفين لخبره، حتى كأنه
حقيقة كلية تجلت في كل ذهن بما يلائمه، أو قوة روحية قامت لكل نظر بشكل يشاكله.
والرجل في في صفاء جوهره وزكاء مخبره لم يصبه وهم الواهمين، ولم يمسسه حذر الخراصين. وإننا لنذكر مجملا من خبره ونرويه عن كمال الخبرة وطول العشرة''
إذن فالخبرة الشخصية هي مرجعية محمد عبده في تعاطيه مع شخصية الأفغاني وهو المقرب منه الملازم له في شطر مهم من حياته، فكيف بمن تصدوا بالبحث والدراسة للأفغاني بعد عقود من وفاته وهم ينقبون في حياة حافلة ويجمعون الشهادات من أشخاص انبهروا به وساروا في ركابه، أو من مرجعيات ناصبته العداء وعملت على تشويه سيرته، أما اللجوء إلى نصوصه لوضعها تحت الدراسة والبحث ومحاولة الوقوف على دلالاتها وسيميائها فذلك يزيد من حيرة الباحث وتوجسه وهو يعبر مراحل تطوره المختلفة عبر كتاباته التي اختلفت كثيرا بين النصوص الأولى ومنها ''الرد على الدهريين'' الذي نتصدى لمحاولة قرائته والوقوف على أفكاره الرئيسية في هذه الورقة، والنصوص المتأخرة التي وردت في العروة الوثقى مجلته التي صدرت في العاصمة الفرنسية باريس، غير الصعوبات التي تتعلق بالكتب التي جمعها تلاميذه ومريدوه من أقواله ومحاضراته.
ليس على وجه الترجيح أتخير السيرة التالية للأفغاني ولكن لكثرة الإتفاق حولها، أو بعبارة أخرى فهذه السيرة التي استعرضها بصورة موجزة هي السيرة التي سوقها الأفغاني عن نفسه والتي لم تعد مقنعة لكثير من الدارسين ومنهم حسن الشامي الذي نشر دراسة قيمة في مجلة نزوى العمانية بعنوان ''أشياء غير معروفة عن التجربة الأفغانية المريرة لجمال الدين الأفغاني'' والتي يشكك فيها بالرواية الشائعة والمغلوطة ؟ على حد تعبيره ؟ عن أصل وفصل الأفغاني وجنسيته، ويدعو الباحثين وهو يتصدى للتجربة السياسية للأفغاني في أفغانستان لمناقشة رواية محمد عبده عن الأفغاني:
''هذه الرواية الموازية المأخوذة عناصره من ترجمة الشيـخ محمد عبـده لأستاذه، والتي توارثها الكثيرون، خصوصا في العـالم العـربي، تحتاج هي الأخرى إلى الغربلة وإعادة النظر. والغربلة ها هنا، لا تتعلق بتفسير التجربة وتأويلاتها، فالباب يظل مفتوحا في هذا المجال، بل تتعلق بالوقائع نفسها، استنادا إلى مصادر أخرى يمكن الوثوق بمعظمها.'' لا تقع مسألة البحث في هذا الموضوع ضمن أهداف هذه الورقة وإنما ذكرت الرأي أعلاه للتدليل على ضرورة التعامل بحذر ربما يصل إلى سوء النية مع المراجع التي تناولت الأفغاني وسيرته، أما أعماله فهي على قيمتها العالية فتمثل مواقفه المعلنة وليس مصالحه الضمنية، وأخيرا وقبل الخروج من هذه النقطة أسوق رأيا مهما للدكتور علي شلش في كتابه ''جمال الدين الأفغاني بين دارسيه'' وذلك ضمن دراسته لوثائق نشرها رشيد رضا من ضمنها رسالة من محمد عبده إلى أستاذه الأفغاني تشي بوجود مجموعة من الأسرار التي خص بها الأفغاني تلميذه المقرب، وبعد أن يعدد بعض القرائن التي تدعم وجهة نظره ومنها عزوف محمد عبده عن إكمال سيرة الأفغاني أو تنقحيها متعللا بمرضه يؤكد الدكتور علي شلش:
'' هذه القرائن تجعلنا نميل إلى الاعتقاد بأن محمد عبده كان يعرف الحقيقة عن مولد أستاذه ونشأته، وأنه لجأ إلى كتمانها عملا برغبة صاحبها من من جهة وحبا له من جهة أخرى، أما أن يكشف عنها بعد صاحبها فهذا عمل غير أخلاقي كان في غنى عنه، لأن فيه خيانة للأمانة. وهكذا أخفى جمال الدين حقيقته عن تلاميذه ومعارفه في بلاد السنة وطواها في أوراقه التي حفظها عند أصدقائه في بلاد الشيعة حتى نشرها مواطنوه بعد 66 عاما من وفاته.''
وبطبيعة الحال فليس ما يدعو للثقة في تلك الأوراق التي نشرت وليست تمثل صلاحية مفتوحة للبحث من الناحية العلمية لعدم موثوقيتها تماما، وإن كان يمكن أن تغذي الخيال الروائي لكاتب تتملكه لوثة الغرب كاللبناني أمين معلوف في روايته ''سمرقند'' التي انصرف فيها للحديث عن عمر الخيام وجمال الدين الأفغاني.
الرواية المتداولة إذن يمكن أن تصلح للتدريس في المدارس الأساسية وليس للتعويل على موثوقيتها العلمية، ولكن لا أجد مبررا للمضي في ممارسة التوجس حيالها لأنها في النهاية تتسق مع دور الأفغاني وأثره، وذلك هو الذي بقي في مواجهة التاريخ وعلى الأقل تاريخ الفكر العربي.
ولد الأفغاني في قرية صغيرة من أعمال كابول تسمى أسعد آباد (يرى البعض أنه ولد في أسد أباد في همدان الإيرانية، وهذا بطبيعة الحال يمكن أن يمثل إزاحة جوهرية في مسألة الأفغاني) وكانت والدته في سنة 1838 ميلادية وتنتمي أسرته التي كانت تعد من الأرستقراطية إلى الإمام الحسين بن علي وذلك ما منح الأسرة مكانة إجتماعية مرموقة، وتلقى الأفغاني دروسه الدينية التقليدية في مدينة كابول ودرس علوم القرآن والشريعة، وتعلم العربية والفارسية وتوجه وهو في الثامنة عشر من عمره إلى الهند ليدرس العلوم الدنيوية وخاصة الرياضيات، ومثلت تجربته في الهند أول انفتاح للأفغاني على التنوع ىمى؟ بعد حياته التقليدية المحافظة في أفغانستان، وأنطلق الأفغاني بعد الهند لأداء فريضة الحج قبل أن يعود إلى أفغانستان التي كانت تمر بظروف مضطربة في تلك المرحلة، وألقت وظيفة الأفغاني الحكومية وموقع أسرته في أفغانستان في أحد الجوانب المتصارعة التي اختار فيها الأفغاني الوقوف إلى الجانب الأضعف في صف الوزير محمد أعظم خان.
هذا الموقف دفع الأفغاني للارتحال عن بلاده والتوجه إلى الهند ومنها إلى مصر التي كانت تشهد موسما من التحولات وتمثل بموقعها الاستراتيجي مساحة مفتوحة للصراعات الدولية، وأيضا شرفة متقدمة على الحضارة الغربية، وتحول الأفغاني إلى عنصر ناشط وفاعل في الحياة الفكرية والسياسية في مصر قبل أن يتوجه إلى الأستانة التي وقع فيها في منزلة صعبة بين التكريم الرسمي والهجوم الشعبي، فيعود الأفغاني إلى مصر من جديد وفي هذه المرة يتورط في الحياة السياسية المصرية ويعلن عن مواقفه في مواجهة الإنجليز، ذلك الإندفاع الذي يربطه البعض بمقدمات الثورة العرابية دفع الأفغاني لمغادرة مصر التي ضاقت به باتجاه الهند ومنها إلى لندن ثم باريس حيث أصدر ''العروة الوثقى'' والتي لم يكتب لها الاستمرار لظروف تعلقت بالتمويل، وبقي الأفغاني في باريس حتى استدعاه الشاه ناصر الدين إلى ايران.
في إيران عاود الأفغاني الأفغاني نشاطه السياسي بصورة أغضبت الشاه ليدخل الأفغاني في صلب المعادلة السياسية الإيرانية بدعوته الإصلاحية التي لقيت ترحيبا من النخبة الدينية في إيران وخاصة الميرزا محمد حسن الشيرازي، وبعد مرحلة من الجذب والشد بين الرجلين لعب فيها انتماؤه الأسري إلى عائلة من آل البيت حصانة منعت الشاه من البطش به والاكتفاء بنفيه إلى تركيا حيث استقبله السلطان عبد الحميد الثاني، ومكنه من مرتبة عالية ألبت ضده الوشاة الذين نجحوا في الوقيعة بين الرجلين.
دخلت حياة الأفغاني في منعطفها الأخير بعد غضبة السلطان، وصحيح أنه أصيب في أيامه الأخيرة بمرض خبيث إلا أن ذلك لا ينفي شبهة التخلص منه من خلال مؤامرة واسعة، وأمر السلطان بدفن الأفغاني في الأستانة ولكن دون أي مظاهر تليق بمقامه أو تراثه.
هذه الحياة الحافلة تمثل مدخلا لفهم الأفغاني واستيعاب التحول في أفكاره الذي مثل مظهرا مستمرا لتطورها وانفتاحها، وأيضا مدخلا لفهم مواقفه الفكرية والسياسية في خطوطها العريضة، والثابت مما خلص له الدارسون لشخصية الأفغاني أنه من شخصية تاريخية من طراز رفيع استطاعت أن تحقق تواجدا مهما في الذاكرة الفكرية في العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة.
ليس ثمة مفر من عرض مجموعة من الآراء التي تكونت حول الأفغاني ودوره وأثره، ومن أبرزه هذه الآراء ما ذهب إليه الدكتور هاني مرعشلي في الجزء الثالث من كتابه نقد العقل التجديدي في الإسلام والذي خصصه لدراسة جمال الدين الأفغاني، وخلص فيه بأن الأفغاني تمكن من الفلسفة وعلوم الكلام وقدم الفلسفة على الدين ورأى أنه أعلى من قيمة العقل ولكن المسائل الإجتماعية جذبته وجعلته يتوجه إلى تطبيقها في فلسفته وكونت لديه نزعته السياسية، ويرى المرعشلي أن طبيعة الدراسة الشرعية والعلمية التي تلقاها الأفغاني هي من مصادر شيعية وليست سنية، فميل الأفغاني للفلسفة وبعضا من ممارساته الشخصية كالتدخين وعدم تدين بعض من تلاميذه جعل المتدينين في مصر يتخذون منه موقفا سلبيا وعدائيا في بعض الأحيان


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جمال الدين الأفغاني .. رجل الثورة والإصلاح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات الأدبية :: شخصيات وروايات-
انتقل الى: